تراجعت أسعار البترول إلى أدنى مستوياتها فى عام ونصف العام؛ بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد العالمى والاضطرابات فى واشنطن التى طغت على إشارات «أوبك» بأنها قد تعمق خفض الإنتاج.
وانخفضت العقود الآجلة بنسبة 6.7% فى نيويورك بعد هبوط الأسهم الأمريكية وسط مخاوف المستثمرين من إغلاق الحكومة.
وتراجعت أسعار الخام مؤخراً بنسبة 44% منذ أن بلغت ذروتها فى أربع سنوات أكتوبر الماضى بما فى ذلك انخفاض بنسبة 19% منذ أعلنت منظمة «أوبك» وروسيا تخفيضات كبيرة فى الإنتاج مطلع الشهر الجارى.
وقال جون كيلدوف، شريك فى صندوق التحوط «كابيتال كابيتال» الذى يتخذ من نيويورك مقراً له، إنه فى الوقت الذى تنخفض فيه المخزونات، وتزداد التوترات فى الأسواق المالية، فإنَّ ذلك يؤدى بالتأكيد إلى تراجع الأسعار فى وقت لا تزال توقعات الطلب موضع شك.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنَّ منظمة «أوبك» وحلفاءها اتفقوا على خفض الإنتاج فى السابع من ديسمبر الجارى، لكنهم لم يحققوا نجاحاً يذكر حتى الآن فى دعم الأسعار.
وأشار وزير الطاقة الإماراتى سهيل المزروعى، إلى أنه يمكن مناقشة قيود إضافية فى العام المقبل؛ حيث يشك المستثمرون فى أن التخفيضات ستكون كافية لتقليص الإمدادات وسط الإنتاج القياسى فى الولايات المتحدة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتسبب الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين وسياسة الاحتياطى الفيدرالى، فى ظهور المخاوف بشأن النمو الاقتصادى العالمى.
وهبط مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 2.7%، أمس الاثنين، مع تراجع مؤشر الطاقة بنسبة 4%.
وقال أوليفييه جاكوب، العضو المنتدب فى شركة «بتروماتريكس»، إنَّ المدخل الرئيسى لعودة الأسعار سيتم من خلال استمرار تدخل أعضاء «أوبك» فى الوقت الحالى، وانخفض تسليم غرب تكساس الوسيط لشهر فبراير 3.06 دولار إلى 42.53 دولار للبرميل عند التسوية فى بورصة نيويورك التجارية، مقارنة بمستويات 77 دولاراً للبرميل فى أوائل أكتوبر الماضى.
وهبط سعر خام برنت لشهر فبراير بمقدار 3.35 دولار ليصل إلى 50.47 دولار للبرميل فى بورصة لندن للعقود الآجلة.
وقال «المزروعى»، إن منظمة «أوبك» لديها الخيار لعقد اجتماع استثنائى لاتخاذ قرار بشأن تخفيضات أكبر فى الإنتاج إذا لم يكن الخيار الحالى كافياً.
وأوضح «كيلدوف»، أن أعضاء منظمة «أوبك» عليهم أن يواصلوا خطابهم بشكل كبير حتى يتوقف نزيف خسائر الأسعار.