حقق المستثمرون الأجانب في السندات الكورية الجنوبية، ثاني أفضل أداء في دول آسيا الناشئة خلال الأشهر الستة الماضية وقد يواصلون عمليات الشراء فى العام المقبل.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن كوريا الجنوبية كانت ملاذًا آمنًا من موجات بيع أصول الأسواق الناشئة العام الحالى حيث اجتذب سوق سنداتها 45.6 مليار دولار من الصناديق العالمية فى 2018.
ورغم ضعف العملة التى سجلت أسوأ أداء في آسيا الربع الحالى ورفع سعر الفائدة في نوفمبر الماضى وهى أول زيادة لها منذ عام إلا أن هذه العوامل فشلت في إيقاف طوفان المشترين من الخارج.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تزال فيه التوقعات الاقتصادية للبلاد غير مؤكدة مع وجود احتمالات بحدوث ارتفاعات إضافية في أسعار الفائدة.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن سندات كوريا الجنوبية استفادت من عملية التحول في الاستثمار العالمي إلى الدخل الثابت مع تزايد المخاوف بشأن النمو العالمي.
وقال كيم سانجون، محلل الدخل الثابت لدى شركة “بي بي سيكيوريتيز”، إن المستثمرين الأجانب قاموا بشراء سندات كوريا الجنوبية العام الحالى بسبب التصنيف الائتماني العالي للبلاد وفائض الحساب الجاري، مضيفاً أن هذا الأمر لن يتغير في العام المقبل.
وقال المحللون فى شركة “إتش إس بى سى” القابضة إن سندات كوريا الجنوبية ستكون ملاذاً للمستثمرين في العام المقبل عندما تزداد تقلبات الأسواق المالية.
وأوضح بعض المحللين أن الظروف الاقتصادية لكوريا الجنوبية لن تكون جيدة في العام المقبل، إذ لا تزال الشكوك الخارجية عالية وسط تباطؤ الاستثمار وتراجع التوظيف ومن المقرر أن يراجع بنك كوريا، السياسة المالية يوم 24 يناير المقبل.
وتقول بلومبرج إنه رغم ذلك إلا أنه ليس الجميع متفائلين بشأن توقعات سوق السندات، إذ يتوقع بايك يون مين، محلل دخل ثابت في “كيوبو سيكيوريتيز” أن العائد على السندات الكورية قد يرتفع بالفعل حيث إن الأوراق المالية في الوقت الراهن في ذروة الشراء ولذلك ينبغى أن يتم أخذ التباطؤ بعين الاعتبار العام المقبل.
وأضاف أنه في الوقت الذي ينظر فيه معظم المستثمرين إلى تباطؤ النمو في العام المقبل فإن السوق يبالغ في الاستجابة لمثل هذه التوقعات.