التجار يلجأون للتقسيط بفائدة %20.. والبعض أوقف الاستيراد وغير النشاط
تاجر: المستخدمون كانوا يفضلون «الديسك توب» فى الألعاب.. و«الموبايلات» قضت علينا
رئيس شعبة الاقتصاد الرقمي: الأسعار تضاعفت بعد «التعويم»
لم تكن الحاسبات المكتبية أحسن حالاً من «اللاب توب»، فالركود أصاب كافة المنتجات فى 2018.
وأدى تراجع اعتماد الشركات وطلبة الجامعات والجهات الحكومية والخاصة على الشراء المنتظم لتلك الأجهزة، إلى زيادة ركودها وفقاً لعدد من أصحاب المتاجر.
وبلغ متوسط نسب التراجع حوالى %65، مقارنة بفترة ما قبل تعويم الجنيه أو 2016. ورغم التخفيضات التى قدمتها المولات التجارية بنسب وصلت إلى %10، إلا أنها لم تلق الإقبال المطلوب.
وأكد عدد من التجار أن كثيرين اضطروا لتغيير النشاط لمواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل التى تأتى على رأسها الإيجارات وسداد مرتبات العمالة، فأقل إيجار فى المولات يصل إلى 30 ألف جنيه شهرياً، وتتراوح أسعار الأجهزة بين 1200 جنيه وحتى 100 ألف جنيه فى بعض موديلات «آبل».
ولجأ عدد من التجار لتقديم خدمة التقسيط بفائدة %20 لتحفيز العملاء على الشراء أملاً فى جذب «زبون» جديد.
قال على الصاوي، مسئول مبيعات بشركة «2B» للحاسبات بمول «سوق العصر» إن سوق الحاسبات المكتبية يعانى تراجعاً حاداً منذ عدة سنوات، موضحاً أن نسبة التراجع خلال 2018 بلغت نحو %65.
وأشار إلى أن الهواتف الذكية قضت تماماً على الحاسب المكتبى الذى كان يشهد رواجاً كبيراً بمصر خلال الفترة من 2002 وحتى2007، مضيفاً أن أغلب مستخدمى الجهاز المكتبى كانوا يعتمدون عليه فى الألعاب وتصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام.. ومع دخول الهواتف الذكية أصبح الجميع يعتمد على الهاتف فى تنزيل الألعاب وتصفح الإنترنت بسهولة.
وتابع الصاوي: «تتراوح أسعار الأجهزة بين 1200 جنيه لتتجاوز الـ 100 ألف جنيه فى بعض موديلات أجهزة آبل»، مشدداً على أنه رغم تدنى أسعار الكثير من الموديلات إلا أنه لم يبع سوى جهازاً واحداً خلال العام الحالي.
أضاف أن مواصفات الجهاز الذى يصل سعره إلى 1200 جنيه محدودة.. لكنها تؤدى الغرض المطلوب وهو تصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام، فشركته لديها على سبيل المثال علبة hp موديل PRO VW1 وهو موديل قديم نسبياً يحتوى على ذاكرة 2 جيجا بايت، وهارد ديسك 120 جيجا بـ 1200 جنيه، وكارت شاشة من نوع» GMA 4500».
ويصل سعر الجهاز لـ 1600 جنيه حال شراء شاشة خارجية.. ورغم الخفض الكبير فى السعر، إلا أنه لم يتم بيعه.
واتفق معه خالد المحمدى، صاحب محلات «unix» للحاسبات بـ»مول البستان» بوسط البلد، مؤكداً أن حركة بيع الحاسبات بصفة عامة «مشلولة» خلال 2018. والتجار كانوا يراهنون فى السابق على الحاسبات المكتبية فى تحريك المبيعات.. لكن بعد تعويم الجنيه منذ عدة سنوات أصبحت كافة الأجهزة تعانى ركوداً حاداً، مشدداً على أن نسبته بلغت العام الحالى بين 50 و%70، وهو أمر أدى لتغيير نشاط كثير من التجار أو عدم استيراد أجهزة جديدة لحين انتهاء المخزون.
أضاف أن لديه موديلات متنوعة من الحاسبات المكتبية منذ مطلع العام الحالي، أسعارها بين 2000 جنيه و12 ألف جنيه لم يبع منها سوى وحدات قليلة وبأسعار تقترب من التكلفة، فلديه case مجمعة جديدة منها hp PRO 6305 بسعر 1950 جنيها، وكذلك Dell Optiplex 7050 MT بسعر 12 ألف جنيه.
وقال محمود على، مسئول مبيعات بشركة «speed tic» للحاسبات بمول «سفنكس» بالمهندسين، إن عام 2018 كان كسابقه، مؤكداً أن المبيعات شهدت انخفاضاً وصل إلى %60.
وكشف أنه لم يجلب أجهزة جديدة منذ 4 أشهر نظرا لتراجع الطلب على المعروض، مما اضطره لخفض أسعار كثير من موديلات «الديسك توب» بنسب وصلت إلى %10 دون جدوى.
وتابع: “الشركات داخل المولات تعانى من تراجع الإقبال وسط ارتفاع تكاليف التشغيل التى تأتى على رأسها الإيجارات، فأقل إيجار فى المول يصل إلى 30 ألف جنيه وهو رقم ضخم وسط ركود كامل فى المبيعات».
ويبلغ متوسط أسعار أجهزة الحاسبات المكتبية لديه، بين 1700 جنيه و7 آلاف جنيه، فلديه Lenovo V520 Tower Desktop بسعر 5 آلاف جنيه، وكذلك جهاز dell «إنسبيرون كور تو ديو» بـ 1700 جنيه.
ولجأ بعض التجار لتقديم خدمة التقسيط لتحفيز العملاء على الشراء.
يقول محمد العدوي، مسئول مبيعات بشركة «red line «للحاسبات بمول «سفنكس» إن شركته تتيح أنظمة التقسيط المباشر للعملاء بمدد تصل لـ 18 شهراً وبفائدة %20، موضحا أن التقسيط يتاح على الأجهزة المكتبية التى تتجاوز قيمتها الـ 7 آلاف جنيه.
.. والتقسيط لم يحرك المبيعات كثيراً، ولكن ذلك أفضل من الركود الكامل فى المبيعات.
وقال منصور الريعي، مسئول مبيعات بشركة «touch“ للحاسبات، إن العام الحالى لم يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة.. فكثير من التجار لجأ لطرح أنظمة للتقسيط أملاً فى رواج منتجاتهم بفائدة بين %15 و%20.
ويوضح المهندس خليل حسن خليل، رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الحاسبات عانت ولا تزال من ركود كبير خلال الفترات الماضية.. وأسعار المنتجات تضاعفت بعد تعويم الدولار.
وكشف خليل أن الشعبة تجرى مناقشات حالياً مع بنكى «قطر الوطنى الأهلى QNB” و»مصر» لتوفير برامج تمويلية لأعضاء الشعبة لطرح أجهزة الحاسب بالتقسيط بفائدة منخفضة بهدف تنشيط السوق.
على الجانب الآخر كان المعروض من أجهزة «الديسك توب» الجديدة على مواقع التجارة الإلكترونية بأسعار متفاوتة، فمنصة «جوميا» عرضت Apple iMac Pro 27-inch بـ 119 ألف جنيه بتكنولوجيا الـ 5k ورامات 32 جيجا، وجهاز «فوجيتسو» إسبريمو كور i3 بـ 4600 جنيه، وطرحت المنصة عروضاً على عدة أجهزة مكتبية منها جهاز «ديل أوبتيبليكس 3040MT» والذى عرضته بـ 8200 جنيه بدلأ من 10500 جنيه، وجهاز آبل «ريتينا 4k» بـ36.500 جنيه بدلاً من 37.600 جنيه.
ومنصة «سوق دوت كوم» هى الأخرى عرضت عدداً من أجهزة الحاسب المكتبية المختلفة الأسعار منها «لينوفو ThinkCenter V520» بـ 6 آلاف جنيه، و«Dell Optiplex 7050 MT Desktop» بـ 15 ألف جنيه بذاكرة داخلية 1 تيرابايت، ورامات 8 جيجا، وعرضت أيضاً جهازا متكاملاً من HP بـ 8400 جنيه.
وكانت التخفيضات التى قدمتها منصات التجارة الإلكترونية على «الديسك توب» أقل نسبياً من العروض التى قدمتها على أجهزة الحاسبات الأخرى إذ تراوحت بين 5 و%15.