15 مليون طن حائرة بين أسواق العالم تسببت فى تراجع الأسعار
تسبب فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوماً جمركية على وارداتها من الصلب ضد 12 دولة فى أزمة عالمية على مستوى صناعة الصلب، خصوصاً حديد التسليح.. الأمر الذى حفز المنتجين فى مصر على طلب فرض رسوم جمركية على واردات «البليت» خلال الفترة المقبلة.
وقدرت غرفة الصناعات المعدنية، واردات الحديد الأمريكية بنحو 39 مليون طن قبل فرض رسوم بنسبة %25، وهى مرشحة حالياً لتنخفض بنحو 15 مليون طن.
وفرضت الولايات المتحدة الرسوم على منتجات 12 دولة من بينها مصر، منتصف العام الماضى، بهدف تنمية صناعة الصلب لديها بالاعتماد على ما تستخرجه من مادة خام.
قال حسن المراكبي، رئيس مجلس إدارة شركة المراكبى للصلب، إن المُطالبة بفرض رسوم على واردات مصر من خام الحديد «البليت» جاءت مدفوعة بانخفاض أسعاره العالمية خلال الفترة الأخيرة مدفوعة بالرسوم الأمريكية.
أضاف أن فرض الرسوم الأمريكية خلق زيادة فى المعروض العالمى من حديد التسليح، وبالتالى انخفضت الأسعار العالمية، وتبعتها خامات التصنيع فى الطريق نفسه، لتخسر نحو 110 دولارات فى الطن خلال النصف الأخير من 2018.
وتراجعت أسعار «البليت» من أعلى مستوى لها العام الماضى عند 580 دولارًا فى الطن، إلى 470 دولارًا نهاية شهر ديسمبر الماضى، وقالت مصادر فى شركات إنتاج حديد، إن فرض الرسوم الأمريكية بنسبة مرتفعة قلص سعر فارق السعر بين خامات التصنيع «البليت» والمنتج النهائى «حديد التسليح»، بواقع 15 و20 دولاراً فقط بين الاثنين.
أوضحت المصادر، أن إقامة صناعة باستثمارات مرتفعة لتوفير نحو 15 دولارًا فقط فى سعر الطن أمر غير مُجدى اقتصاديًا، ويجب حماية الصناعة المحلية.
أضافت: «علاقة الرسوم الأمريكية بصناعة الصلب فى مصر تأتى عبر 3 عوامل مترابطة، الأول، هو زيادة المعروض العالمى، ويترتب عليه انخفاض الأسعار.
والعامل الثانى، ما يتيح الفرصة أمام المنتجات لدخول سوق مصر من خلال تسجيل مزيد من المصانع فى الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات».
وتابعت: «العامل الثالث، انخفاض أسعار البليت بدرجة أقل من الإنتاج المحلى منه، وبالتالى لن تستطيع المصانع المنتجة للخام محليًا منافسة المصانع التى تعتمد بصورة رئيسية على الخامات المستوردة، وسيعرضها ذلك للخسارة».
أشارت تقارير تركية، إلى انخفاض صادرات الحديد التركى %50 بعد صدور القرار الأمريكى، وهو ما اعتبره البعض فى مصر مشكلة أمام الصناعة المحلية، إذ انخفضت الأسعار العالمية بما يعطى المتتج التركى قدرة على التسويق أعلى من ذى قبل. ووفقًا لبيانات المجلس التصديرى لمواد البناء، لم تتراجع صادرات مصر من الصلب للولايات المتحدة الأمريكية، رغم إضافة الرسوم، إذ سجلت %18 نمواً فى أول 9 شهور من العام الماضى، لتصل إلى 797 مليون دولار 676 مليون دولار فى الفترة نفسها من 2017.
أوضحت البيانات، أن صادرات الصلب المصرية لا تعتمد على أمريكا فقط، ويتم التصدير إلى أكثر من 30 دولة، أبرزها فى 2018 كانت إيطاليا، وحصلت على كميات بقيمة 111 مليون دولار فى 9 أشهر من 2018.