الجمبرى والسبيط للأغنياء.. و«البورى» للطبقة المتوسطة
خلال الساعات الأولى من اليوم، يبدأ الصيادون فى حلقة السمك بالأنفوشى، فصل الأسماك وفقاً للنوع والوزن، تمهيداً لبيعها للتجار الذين يتوافدون للشراء، ثم يبيعونها بالتجزئة للمطاعم.
يبدأ الصيادون يومهم قبيل شروق الشمس تنسيق وعرض اﻷسماك ﻻستقطاب بعض الزبائن الذين اعتادوا الشراء منهم بنظام «الشروة»، وهى عادة ما تكون كمية متنوعة من اﻷسماك مختلفة الوزن يقدر سعرها تبعاً لرغبة الصياد وقدرته على التفاوض مع الزبائن.
وﻻ يقتصر البيع فى حلقة السمك بالأنفوشى على تلك الطريقة فقط، خصوصاً أن بعض المستهلكين يرغبون فى شراء كميات قليلة ﻻ تتجاوز كيلو أو اثنين، ويجدون فى الحلقة المكان اﻷمثل لشراء الأسماك الطازجة، وأبرزها الوقار والبربون والبورى والدينيس والجمبرى واﻻستاكوزا والسبيط.
«كل زبون بيشترى نوع السمك اللى يمشى معاه ويقدر على سعره».. هكذا وصف الصياد ثلاثينى العمر إسلام متولى، تنوع رغبات زبائن شراء اﻷسماك، لافتاً إلى اعتبار الجمبرى والسبيط طعام اﻷثرياء؛ لكونهما أغلى أنواع المأكولات البحرية، بعكس البورى الذى يعد اﻷقل سعراً، واﻷكثر إقبالاً من زبائن الطبقة المتوسطة.
وتتراوح أسعار الجمبرى بين 300 و450 جنيهاً للكيلو، بزيادة تصل إلى 100 جنيه على العام الماضى، فى حين يقدر سعر السبيط بين 200 و250 جنيهاً للكيلو بزيادة بين 50 و70 جنيهاً، والسمك البورى اﻷقل سعراً يتراوح سعره بين 50 و80 جنيهاً للكيلو جرام بزيادة تتراوح بين 20 و30 جنيهاً على العام الماضى.
وتعد اﻷعياد والإجازات الرسمية موسماً جيداً لرواج اﻷسماك والمأكولات البحرية، باستثناء فترة عيد اﻷضحى التى تعد فترة راحة للصيادين وبائعى اﻷسماك لتوجه المستهلكين نحو شراء اللحوم المرتبطة بتلك الفترة.
وعلى مدى أكثر من 15 عاماً، امتهن إسلام متولى، الصيد، وصار مصدر دخله الوحيد من خلال عمله بحلقة السمك بمنطقة اﻷنفوشى وسط الإسكندرية، والتى يبدأ العمل فيها يومياً من الواحدة بعد منتصف الليل حتى ظهيرة اليوم الجديد.
«الصياد عمره قصير ولما بيعجز مش بيلاقى شغل وﻻ بيعرف يعيش».. هكذا وصف إسلام، حال الصيادين والمشكلات التى يواجهونها.
ويضيف: «تتمثل مطالبنا فى وجود معاش أو تأمينات طبية أو اجتماعية تعيننا على متطلبات وتقلبات الحياة عند التقدم فى السن، وعدم القدرة على العمل، إذ لا يوجد مصدر دخل سوى الصيد، كما لا يوجد دور لجمعية الصياديين فى تحسن ظروفنا المعيشية».
ويعمل معظم الصيادين بنظام «اليومية»؛ حيث لا يتمكن معظمهم من تدبير مبلغ يصل إلى نحو 15 ألف جنيه لإقامة «فرشة» لبيع اﻷسماك تدر عليهم دخلاً أكبر.