«ستاندرد أند بورز»: القطاع المصرفى مازال مجزءا ويحتاج مزيدا من الاندماجات
أبوباشا: الضغوطات الاقتصادية خلقت فرصا للاندماج والاستحواذ
طلعت: المستثمرون الأجانب لا يرون إصلاحات جذرية بمناخ اﻻستثمار
موسى: ضرورة دراسة عناصر القوة والضعف بالسوق المصرى لجذب المستثمرين
جبر: تغير أسعار الصرف يشجع الأجانب للاستحواذ على أصول محلية
قالت ستاندرد اند بورز، إن مزيدا من التوحيد فى القطاع البنكى ما زال مطلوبًا، خاصة أن الحصص السوقية مُجزأة بشكل كبير، وأن مزيدا من صفقات الاندماج والاستحواذ ستكون بانتظار البنوك الصغيرة، بجانب خصخصة البنوك الحكومية فى مرحلة مقبلة.
وتوقعت أن تبقى نسب ملكية الأجانب فى القطاع البنكى ملحوظة خلال الفترة المقبلة نتيجة البيئة الداعمة على المدى المتوسط.
وقال محمد أبوباشا نائب رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس إن قطاعات اﻻسمدة والأسمنت تعمل وفقا لدورة اقتصادية وفى عدد من الأحيان يكون لدى تلك القطاعات ضغوطات اقتصادية الأمر الذى يجعلها تتجه لإجراء اندماجات مع الشركات الأخرى.
أضاف أن شركات قطاع الأسمنت يوجد لديها طاقة انتاجية أكبر من اﻻحتياجيات الحالية، مما يجعلها تلجأ للاندماج لتقليل حجم خسائرها، وذكر أن الاستحواذات مُفضلة أكثر من اﻻندماج لدى المستثمرين الأجانب.
وذكر أن القطاع الصحى والدوائى يأتى على قمة أولويات المستثمرين بجانب الخدمات المالية غير المصرفية، والخدمات التعليمية والمنتجات الغذائية.
أضاف أن تنافسية العملة بعد تحرير أسعار الصرف جعلت المستثمرين الأجانب يجرون دراسات لتحويل مراكزهم الإنتاجية الرئيسية الى السوق المصرى، فضلا عن وجود عدد آخر من المستثمرين نقلوا مراكزهم الإنتاجية فعليا إلى مصر من الدول المجاورة واتخاذها كمركز للتصدير.
قال بنك الاستثمار بلتون، إن عددا من الصفقات فى القطاع الصحى تحت الدراسة حاليًا فى ظل سعى كيلوباترا القابضة للاستحواذ على عدد من الكيانات وانهاء استحواذها على مستشفى الخطيب فى الربع الأول من 2019.
قال محمد جبر الشريك القانونى بمكتب التميمى ومشاركوه مصر للاستشارات القانونية والمحاماة ومسئول قطاع الاستحواذات والاندماجات، إن نمو قطاعات الاستحواذات المحلية على حساب الخارجية خلال العام الماضى نتيجة حدوث تطور كبير لبيئة اﻻستثمار المباشر بالسوق بشكل كبير من خلال صناديق ومحافظ الاستثمار كصناديق تنمية وازدهار.
أضاف أن تراجع الاستحواذات الاجنبية يعود الى وضع مناخ الاستثمار عالميا، فى ظل فترات التخبط والكساد الذى يعيشه عدد كبيرا من البلدان حاليا.
وتوقع جبر استمرار وتيرة الاستحواذات المحلية على نفس معدلاتها مع اختلاف تكوينها عبر صفقات عربية مصرية وخاصة فى ظل تراجع اﻻسواق الخليجية واستحواذات اخرى بين مستثمرين محليين.
أضاف أن حدوث تغيرات فى أسعار الصرف خلال الفترة المقبلة قد يكون عاملا مشجعا للمستثمرين الأجانب على اجراء استحواذات جديدة بجانب استمرار الحكومة فى تطبيق الإصلاحات الاقتصادية ووجود استقرار كبير بالأسواق العالمية.
واستبعد جبر حدوث طروحات عبر البورصة خلال النصف اﻻول من العام الحالى فى ظل التذبذبات الراهنة مع وجود احتمالية لزيادة وتيرتها بالربع الثالث من عام 2019.
وعلى صعيد المستثمرين قال خالد أبوالمكارم، رئيس شركة فايبرتكس، إن الاندماجات والاستحواذات بين شركات القطاع الخاص فى الصناعات الكيماوية، اَلية جيدة لتخطى أزمات القطاع، لكن رهن نجاحها بالاستحواذ الإدارى أيضًا.
أوضح أبوالمكارم، أن الإدارة هى المشكلة الأكبر فى القطاع الصناعى بشكل عام، ومن الممكن أن تجد شركة تعمل بتكنولوجيا متطورة عالميًا، لكنها لا تُحقق مكاسب تتوافق معها، أو ربما تتكبد خسائر سنويًا، ويرجع ذلك لعدم قدرة الإدارة على تنمية الأعمال.
أضاف: أن شركة فايبرتكس استحوذت على شركة خلال العام الماضى كانت قد توقفت عن العمل بصورة شبه كاملة، ودخلت بالتمويل والإدارة».
وقال محمد شكري، رئيس شركة مصر للمستحضرات الغذائية، إن القطاع شهد الكثير من الأمثلة فى هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة، ومنها استحواذ شركة «المراعي» على حصص فى شركة «الدولية لأغذية الأطفال»، وشركة «دانون» مع شركة «قتيلو»، وفى النهاية شركة «كيلوجز الأمريكية » على «بسكو مصر»، والمفاوضات للاستحواذ على جرين لاند.
أضاف: الفترة المقبلة قد تشهد مزيدًا من الاستحواذات والاندماجات فى القطاع الغذائي، خاصة من المؤسسات الكبيرة على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وشركات الأموال كذلك.
واستبعد محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية فى اتحاد الصناعات، أن تتم استحواذات أو اندماجات فى قطاع الملابس والمنسوجات فى القطاع الخاص.
أوضح المرشدي، أن الشركات فى القطاع الخاص تميل للعمل بنظام المصالح أكثر، وبالتالى قد تتعارض المصالح بعد الإندماجات، والشركات تُفضل العمل فى أجواء منفردة للقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة.
ورفضت مصادر فى قطاع الأسمنت إمكانية حدوث ذلك، وللأسباب نفسها التى عددها قطاع الملابس الجاهزة.
أوضحت المصادر، أن توجهات الشركات مختلفة، كما أن الأسباب التى تؤدى للخسائر حاليًأ ستظل مستمرة بعد الاندماج أو الاستحواذ، وأبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم القدرة على العمل بطاقات إنتاجية كاملة فى المصانع لتدنى مستوى الطلب محليًا، وعدم القدرة على خلق أسواق للتصدير.
عل العكس من ذلك قال مارك أديب، المحلل المالى فى بنك استثمار فاروس إن فرص الاندماجات أو الاستحواذات فى قطاع الأسمنت قائمة وجيدة، لكنها مرهونة بشروط، والاستفادة منها قوية إلى حد بعيد».
أوضح أن أغلب الشركات تملك حصصا ضعيفة فى السوق، ومع الاندماج سترتفع هذه الحصص، وبالتالى لديها قدرة أكبر على تحديد الأسعار بما يتوافق مع قدرة السوق، كما سيتاح لها خفض الطاقات الإنتاجية بوقف خطوط الإنتاج القديمة والتى تعمل بتكلفة أعلى بالمقارنة مع الحديثة».
وقال تقرير عن شركة النعيم، إن السعات الانتاجية للأسمنت تصل إلى 92 مليون طن سنويًا بفائض 37 مليون طنا عن احتياجات السوق ما أدى إلى انخفاض نسب التشغل إلى %60.
لكن التقرير توقع ارتفاع نسب التوظيف إلى %73 بحلول 2023 بعد التشغيل الكامل لمصنع الجيش حال عدم دخول طاقات انتاجية جديدة ونمو الطلب %5 سنويًا.
وذكر أن الاندماج والاستحواذ خيار بدأ تنفيذه فى القطاع بعدما نفذت مصر قنا للاسمنت صفقة استحواذ على حصص فى شركتى اسيك المنيا واسيك المزيج الجاهز.
وقال بنك الاستثمار أرقام كابيتال إن مزادات الأراضى تجرى بصورة مكثفة فى مصر، ما أدى لظهور اتفاقيات التطوير المشترك مع الحكومة، ورغم أن تلك الاتفاقات تخفض الضغوط على النقدية لدى المطورين، لكنها تخفض العائد على الاستثمار للمطور ما يحفز اندماج عدد من الكيانات فى القطاع العقارى، خاصة بين المطورين الكبار وأصحاب محافظ الأراضى.