سيتسبب حدوث مزيد من الانخفاض في انتاج فنزويلا النفطي، في حدوث هزات عنيفة في أسواق الطاقة العالمية بعد أن قررت عدة دول الاعتراف بزعيم المعارضة جوان جوايدو، رئيسًا مؤقتا للبلاد.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن انخفاض إنتاج البترول الخام في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية في فنزويلا، أدى إلى شلل صناعة الطاقة فى البلاد.
وكشفت البيانات الشهرية لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أن انتاج فنزويلا من الخام بلغ 1.1 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي، منخفضا من 1.9 مليون برميل يوميا في الفترة نفسها من 2017 .
أوضحت الصحيفة البريطانية أن الولايات المتحدة تظل مشترى هاما لبترول فنزويلا، إذ استوردت المصافي الأمريكية حوالى 500 ألف برميل يومياً من الخام الثقيل في الأشهر العشرة الأولى من عام 2018.
وأضافت أن مثل هذه الواردات تجعل فنزويلا رابع أكبر مورد بعد كندا والمملكة العربية السعودية والمكسيك ، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وكان أكبر المستوردين في الولايات المتحدة، هي مصافي التكرير التي ترسو في خليج المكسيك، والتي تديرها شركات منها “شيفرون” و “بى بى إف” و “فاليرو” للطاقة.
وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي البترول في شركة “إنيرجى اسبكتس” الاستشارية إن المصافي على ساحل خليج الولايات المتحدة قلقة للغاية.
وأضافت: “ليس لدينا كافة التفاصيل حتى الآن.. لكن إذا خسرنا البرميل الفنزويلي حتى لو كان ذلك يعني أن بعض الإمدادات يمكن إعادة توجيهها من آسيا، فإنها ستحدث تغيراً هائلاً فى قطاع الطاقة الأمريكى”.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الخام الشهر الحالي، واستمر الصعود حتى الوقت الراهن.
وكانت امدادات العالم من الخام الثقيل، تم تقليصها بالفعل بعد التخفيضات التى وافقت عليها “أوبك” وحلفاؤها أواخر العام الماضي.
وقال أمير ريشاني، المحلل لدى شركة “كليبر” التى تتبع ناقلات البترول، إن توقف الولايات المتحدة عن استيراد الخام الثقيل من فنزويلا سيدفعها للبحث عن شرائه من مكان اخر.
ومن المحتمل أن يكون الانخفاض الحاد في أسعار البترول العالمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، قلل المخاوف في واشنطن من حدوث قفزة في الأسعار إذا ما اتخذت إدارة ترامب إجراءات ضد الصادرات الفنزويلية لمعاقبة نظام نيكولاس مادورو، الذي بدأ فترة رئاسة ثانية يوم 10 يناير الحالي.
وأوضح محلل البترول في بنك “باركليز”، مايكل كوهين أن البيت الأبيض، لديه مجموعة واسعة من الأدوات للضغط على فنزويلا من بينها فرض قيود أو حظر على صادرات الخام إلى الولايات المتحدة.
واضاف أن الاعتراف بالمعارضة كحكومة بديلة للرئيس مادورو، يمكن أن يسمح للمجتمع الدولي بتجميد الأصول والايرادات بما في ذلك ايرادات صادرات البترول التي قد يكون تأثيرها أكبر من الحظر.