ينتهى الأمر بكل من البلاستيك وثانى أكسيد الكربون ومخلفات الحقول فى المحيطات فإذا كان هناك طرف يتحمل المسئولية عن ذلك فمن المعتقد عموما أنهم أولئك الذين وضعوها فى البحار مثل مصانع وشركات رجال الاعمال أو الحكومات.
ويحاول الآن عدد متزايد من الأفراد الأثرياء وضع المحيطات فى مركز العطاء الخاص بهم وواحدة من هؤلاء هى ويندى شميدت زوجة إريك شميدت الرئيس السابق لشركة جوجل حيث تركز عبر مؤسستها الخيرية التى انشاتها هى وزوجها فى عام 2006 على جميع فئات القضايا البيئية فيما تمثل المحيطات مكانة خاصة فى تقدير شميدت. وعلى حد تعبيرها فان العالم يتكون من أنظمة حية مترابطة والمحيط هو أكبر عناصرها.
لم يكن شغفها بالمحيطات مرتبط بنشأة حياتها حيث عاشت فى ضواحى ولاية نيو جيرسى وشاهدت المحيطات فقط فى التلفزيون الذى كان أعمق نطقة وصلت لها لكنها بعد عام واحد فقط من تأسيس مؤسسة شميدت فاميلى الخيرية خرجت فى رحلة بحرية ومن ثم باتت شغوفة جدا بعالم البحار.
وترجمت شميدت هذا الشغف بمجموعة من المبادرات المتعلقة بالمحيطات، ففى عام 2009 بدأت هى وزوجها تاسيس معهد شميدت للمحيطات وهى منظمة منفصلة تم تخصيص سفينة للأبحاث خاصة بها تسمى فالكور بهدف تعزيز عملية البحث، وقد يستخدم علماء المحيط السفينة مجانا، طالما أنهم يلتزمون بمشاركة بياناتهم بشكل علنى فى غضون شهرين من رحلتها.
ومنذ ذلك الحين، قامت شميدت برعاية مسابقات تهدف إلى تحسين نصيب المحيطات من الانفاق على البحوث، وفى عام 2010 عرضت 1.4 مليون دولار لتمويل الحلول الجديدة لتنظيف التسريب النفطى فى أعقاب كارثة ديب واتر هورايزن. وفى عام 2015 عرضت مليونى دولار لتصميم أنواع جديدة من أجهزة الاستشعار لقياس بدقة معدل حمضية المحيطات الناتجة عن زيادة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون. وأطلقت المؤسسة مؤخرا ذراعا لمشروعها الخيرى يركز حصريا على تمويل التكنولوجيا التى يمكن استخدامها لحماية المحيطات.
ويعتبر تلوث المحيط بالبلاستيك هو أحدث قضايا المحيطات التى جذبت انتباهها وقد أعلنت ليزا سفينسون رئيسة شئون المحيطات بالأمم المتحدة أن التلوث بالبلاستيك يمثل أزمة على مستوى كوكب الأرض.
وتقول شميت إن المحيطات تتعرض للهجوم من قبل الإنسان وهناك تشوه كبير فى العوالق النباتية فى قاع السلسلة الغذائية مما يعد أمرا مقلقا.