بالنسبة لصندوق الثروة السيادية فى أذربيجان، لا شىء يتفوق على الاستثمار فى الذهب فى عالم ملىء بالنزاعات التجارية والمخاطر الجيوسياسية.
ويتطلع صندوق الثروة السيادية فى أذربيجان، المعروف باسم “سوفاز” إلى مضاعفة حصصه من المعدن الأصفر فى 2019 إلى 100 طن بعد استئناف عمليات الشراء عام 2018 بعد انقطاع دام خمس سنوات.
وعلى النقيض من ذلك، يتجنب الصندوق الرهانات الأكبر على السندات والأسهم وهو النهج الذى يقول المدير التنفيذى للصندوق، شمار موفسوموف، إنه سمح للصندوق بتجنب الخسائر فى العام الماضى.
وقال موفسوموف، في مقابلة مع وكالة “بلومبرج”، إننا نرغب فى الحصول على شىء ليس له علاقة بالمخاطر الائتمانية.
وأضاف: “نرغب فى أن نكون فى الجانب الآمن وسط عالم يعج بتغييرات الجغرافيا السياسية والتقلبات في العملات الاحتياطية والتغيرات فى الديناميكيات بين القوى العظمى وتأثيرها الوشيك على القطاع المالى”.
وأوضحت وكالة “بلومبرج”، أن الذهب ملاذ تقليدى فى أوقات الاضطراب ، إذ تشهد السبائك عودة الطلب بعد أن أشار “الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى”، إلى أن زيادات أسعار الفائدة قد تكون خارج طاولة المناقشات فى الوقت الحالى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أدت فيه علامات التباطؤ العالمي والحرب التجارية الطويلة بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة عدم اليقين تجاه الأسواق المالية.
وكشفت بيانات “بلومبرج”، أن حيازات “سوفاز” تتجاوز 80% فى الوقت الحالى من الناتج المحلى الإجمالى لأذربيجان وهى النسبة الأعلى منذ تأسيسه فى 1999 لإدارة دخل البترول والغاز الطبيعى لثالث أكبر منتج للنفط الخام فى الاتحاد السوفيتى السابق.
وقال موفسوموف، إنه من المتوقع أن ترتفع أصول الصندوق بمقدار 2.3 مليار دولار، وستصل إلى مستوى قياسى يبلغ 40 مليار دولار العام الحالى.
يأتى ذلك بعد أن بدأ الصندوق سياسة التنويع منذ عام 2012 بإضافة الذهب والأسهم والعقارات، وفى الوقت الذى سمحت فيه اللوائح للصندوق باستثمار ما يصل إلى 25% من ممتلكاته فى الأسهم العام الماضي، فقد اختار إبقاء هذه الاستثمارات عند 13% و14 %.
وقال موفسوموف، إن العام الماضى كان سيئاً للغاية بالنسبة للأسهم، مضيفاً: “كنا على حق عندما قررنا أنه لم يكن الوقت المناسب لزيادة الاستثمار فى هذا القطاع”.
وأضاف: “اشترينا العقارات التجارية في لندن وباريس وميلانو وموسكو وسيول وطوكيو، ولانزال نبحث عن أسواق في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا”، مؤكدًا أن هناك اهتماماً أكبر فى المنطقة الآسيوية بسبب آفاق النمو الاقتصادى الأفضل.
ورغم إجراء الصندوق عمليات استحواذ مباشرة على العقارات فى السنوات السابقة، إلا أنه يفضل فى الوقت الحاضر الاستثمار عن طريق الصناديق العقارية، لأن عمليات الاستحواذ المباشرة تتطلب المزيد من الموارد.