أعلنت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية ارتفاع الاقتراض الحكومى “بشكل حاد” ليسجل مستوى قياسى خلال العقد الماضى حتى مع توقعات بأن تظل نسبة الدين إلى الناتج المحلى الإجمالى ثابتة العام الجارى.
ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي اقتراض حكومات منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، ذروته التى سجلها عام 2010، والتى بلغت 10.9 تريليون دولار فى أعقاب الأزمة المالية ليسجل 11 تريليون دولار العام الجارى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ازدادت فيه احتياجات التمويل فى معظم بلدان منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، حيث لم يقتصر الارتفاع الأخير على عدد قليل من البلدان، ولاسيما الولايات المتحدة.
وفى الفترة بين عامى 2007 و2018 تضاعفت الديون الحكومية المستحقة على 34 عضواً فى المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها، حيث ارتفعت نسبة الدين إلى الناتج المحلى الإجمالى من 49.5% إلى 72.6%، ومن المتوقع أن تظل هذه النسبة عند نفس المستوى العام الجارى بسبب استمرار النمو الاقتصادى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لايزال إرث الأزمة المالية يلقى بظلاله على المالية العامة فى شكل تسديد ديون ثقيلة، حيث بدأت بعض البنوك المركزية الكبرى فى التراجع عن السياسات النقدية الاستثنائية، بينما يواجه مدراء الديون العامة مجموعة جديدة من القضايا.
وكشفت بيانات المنظمة، أن إصدارات الديون الجديدة يلغت 1.3 تريليون دولار فى عام 2017 وهو أدنى مستوى منذ عام 2008، لكنها ارتفعت إلى 1.9 تريليون دولار فى العام الماضى، ومن المتوقع أن ترتفع إلى أكثر من 2 تريليون دولار العام الجارى.
وقالت المنظمة، إن ظروف التمويل المواتية فى الدول الغنية ساهمت فى تخفيف المخاوف بشأن القدرة على تحمل الديون ومكنت مديرى الدين العام من تعزيز مرونة المالية العامة للصدمات.
وأضافت: “فى حين أن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، تحتاج إلى بيع أكثر من 11 تريليون دولار للأسواق العام الجارى، فإن نسبة الدين إلى الناتج المحلى الإجمالي القابلة للتسويق للحكومة المركزية من المتوقع أن تظل ثابتة”.
وأشار التقرير إلى أن “الخروج التدريجى من السياسة النقدية غير التقليدية سيكون له تداعيات مهمة على شروط التمويل السيادى”.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، “سيكون تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على تكلفة الديون منخفضاً فى البداية في البلدان التى تكون فيها احتياجات الاقتراض الجديدة محدودة ونسبة الديون ذات فترات الاستحقاق الطويلة مرتفعة”.