
قضية غصن ليست التحدي الوحيد الذي يواجه الشركتين
تساءلت وكالة أنباء بلومبرج على نوع الضربة المالية التي عانى منها صانعو السيارات “نيسان موتورز” و “رينو” إثر الفضيحة واسعة النطاق التي أحاطت بالمدير التنفيذى السابق لشركة رينو كارلوس غصن، ومن المؤكد أن المستثمرين ينتظرون صدور بيانات الأرباح السنوية في مارس المقبل.
وقضى التحالف الشهرين الأخيرين في محاولة للتكيف مع الضربة الكبيرة التي لحقت بسمعتهم نتيجة إلقاء القبض على غصن واتهامه بالقيام بالعديد من المخالفات المالية المزعومة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ضوابط حوكمة الشركتين.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه التحالف تباطؤ المبيعات في الصين والولايات المتحدة وخروج بريطانيا المحتمل من الاتحاد الأوروبي والاستثمارات الضخمة في السيارات الكهربائية والمركبات الذاتية التي تحوم حول عالم صناعة السيارات بأكمله، مما قد يجعل التحالف يتخلف عن منافسيهم، مثل “فولكس فاجن” و”تويوتا موتور” في سباق التكيف مع تغير التضاريس.
وربما تكون هذه المخاطر أكبر بالنسبة لنيسان، خاصة أن نصيب الأسد من الاتهامات الموجهة إلى غصن تعكس فترة توليه مقاليد أمور الشركة، كما أن التحديات التي تواجهها “نيسان” في عالم الأعمال التجارية تعد أصعب من نظيرتها “رينو”.
وأشارت بلومبرج إلى أن “نيسان” تكافح للعمل في الصين والولايات المتحدة، بجانب امتلاكها أكبر مصنع لصناعة السيارات في بريطانيا.
ويتوقع عدد من المحللين، ممن خضعوا لاستطلاع للرأي أجرته بلومبرج، انخفاض الأرباح التشغيلية الخاصة بنيسان بنسبة 10% لتصل إلى 4.7 مليار دولار في العام المالي المنتهي في مارس المقبل، وهي الأقل في 5 أعوام.
ومن المحتمل إعلان رينو عن انخفاض أرباحها التشغيلية بنسبة 8.8% في العام الماضي لتصل إلى 3.93 مليار دولار.
وتعهد رئيس رينو الجديد جان دومينيك سينارد، بالعمل على إصلاح الشراكة، كما أنه من المتوقع أيضا كشفه عن خطط إدارة رينو لمجلس الإدارة في مارس المقبل.
وهناك المزيد عن المشكلات الرئيسية التي تواجه تحالف رينو-نيسان، وهي كالآتي:
الصين
تراجعت مبيعات مشروع نيسان الصيني المشترك بنسبة 4% في الفترة بين شهري أكتوبر وديسمبر الماضيين، حيث شهد أكبر سوق للسيارات في العالم تباطؤه الأول منذ عقود.
وتعتمد نيسان بشكل كبير على الصين، التي من المتوقع أن تصبح سوقها اﻷكبر، حيث تخطط الشركة لاستثمار ما يصل إلى 9 مليارات دولار وإدخال 20 نموذجا من السيارات الكهربائية خلال ثلاثة أعوام.
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على شركة نيسان التصدى لتهديدات شركتي “هوندا موتور” و”تويوتا” اللتين تسرعان من دفعاتهما في الصين، وهو أمر معقد بسبب رحيل خوسيه مونوز، كبير موظفي الأداء لدى نيسان، في يناير الماضي وهو حليف غصن في تحمل المسئوليات تجاه الصين، كما أن مونوز لم يتم استبداله حتى الآن.
الولايات المتحدة
انخفضت مبيعات نيسان في الولايات المتحدة بنسبة 19% في يناير الماضي بعد انخفاضها بنسبة 6.2% في العام الماضي.
وتخلى الرئيس التنفيذي لنيسان سايكاوا عن استراتيجية غصن في المبيعات من خلال التركيز على بعض الحوافز، كما أنه يرغب في إعطاء الأولوية للربحية.
وتقوم نيسان بتسريح ما يصل إلى 700 عامل في مصنع ولاية ميسيسيبي اﻷمريكية بسبب تباطؤ مبيعات الشاحنات وسيارات الفان، هذا فضلا عن أن سايكاوا امتنع عن وضع نسبة مستهدفة للمبيعات الخاصة بالخطة متوسطة اﻷجل.
خروج بريطانيا
يعد خروج بريطانيا من الاتحاد اﻷوروبي الخطر اﻷكبر الذي يهدد نيسان بشكل أكبر من أي صانع سيارات آخر، ﻷنها تصنع 3 من كل 10 سيارات في المملكة المتحدة.
واستشهدت “نيسان” بشكوكها المتنامية حول الخروج في قرارها بإلغاء خطط صنع سيارة الدفع الرباعي “أكس تريل” في البلاد، كما أنها بدلا من ذلك ستصدرها من اليابان.
وفي الوقت نفسه، هناك مصدر أكبر للقلق يتمثل في الأنظمة الأوروبية الأكثر صرامة بشأن الانبعاثات، التي أثرت على المبيعات ودفعت صانعي السيارات إلى اللجوء إلى تخفيض اﻷسعار لتقليل المخزون.
السيارات الكهربائية
تحتاج نيسان ورينو إلى تحقيق مزيد من التعاون في تكنولوجياتهما الرئيسية المستقبلية، فتحالفهما يعمل الآن مع مجموعة “دونجفينج موتور” في الصين لإنتاج سيارة كروس أوفر كهربائية ذات تكلفة معقولة، استنادا على ميزانية رينو لسيارات الدفع الرباعي التي تم تطويرها لصالح الهند.
بالإضافة إلى ذلك، تضع الصين خلال العام الجاري الحد الأدنى من المتطلبات اللازمة لإنتاج المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة، بهدف حظر استخدام كميات هائلة من الغاز بشكل نهائي.
وتعد سيارات نيسان ليف التي تعمل بالبطاريات هي السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا، مما أدى إلى ظهور نماذج من السيارات المنافسة والشركات الناشئة مثل تيسلا، فقد قرر هؤلاء المنافسون تقويض قيادة سيارات ليف في ظل إنجازاتها اﻷساسية كما أن اعتقال غصن دفع نيسان إلى تأجيل النموذج المحدث للسيارة للمرة اﻷولى في طوكيو.