
آلام مضاعفة.. دول فقيرة تعانى ارتفاع الإصابات المعدية وسن المواطن
يمكن أن يتوقع الطفل المولود فى الصين اليوم أن يعيش أكثر من 3 عقود أطول من أسلافه قبل 50 عاماً وتعكس الزيادة تحولاً فى عبء المرض الذى يظهر بشكل متزايد فى بلدان نامية أخرى أيضاً، مما يجلب معه تحديات هائلة لكل من صناع السياسة المحليين والمنظمات الدولية التى توزع المعونات وتدير البرامج الصحية.
فى عام 1990، كانت الأسباب الرئيسية للخسائر المبكرة بالأرواح فى 16 مقاطعة من أصل 33 مقاطعة فى الصين إما عدوى تنفسية أو لمضاعفات ما قبل الولادة وبحلول عام 2013، كان السبب الرئيسى فى 27 مقاطعة هو أمراض الأوعية الدموية والقلب.
تم توثيق هذا التغيير من خلال دراسة العبء العالمى للأمراض التى أنتجها معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) بجامعة واشنطن فى سياتل، بالإضافة إلى تحليل الأرقام الخاصة بمعدلات الوفاة ومتوسط العمر المتوقع عند الولادة.
ويتتبع هذا التقييم سنوات العمر المعدلة حسب المشكلة الصحية المعروف اختصاراً بـ”DALYs” وهو تقدير للوقت الضائع بسبب الإعاقة الصحية أو الوفاة المبكرة، ومن خلال هذا التقدير يمكن تحديد عدد السنوات التى يمكن أن يتوقع الناس العيش فيها بدون مرض.
وارتفع بين عامى 1990 و2016 المعدل العالمى لمتوسط العمر المتوقع عند الولادة من 55 إلى 61 سنة للرجال ومن 58 إلى 65 سنة للنساء، ويرجع الارتفاع أساساً إلى انخفاض معدلات الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز” والملاريا والسل، فضلاً عن انخفاض عدد وفيات الأطفال حديثى الولادة.
وفى الوقت نفسه، فإن عبء الظروف المزمنة آخذ فى الارتفاع فقد ارتفع عدد سنوات العمر الضائعة بسبب مرض السكرى وأمراض الكلى بنسبة 24% و20% على التوالى منذ عام 1990.
وفى مسح أجرى عام 2017 وجد البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليار شخص على مستوى العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المضبوط، وهو عامل خطر بالنسبة للكثيرين.
وبالنسبة للأمراض غير المعدية وعلى الرغم من زيادة الإنفاق الصحى لكل شخص فى الصين بنسبة 12% فى السنة بين عامى 1993 و2012، تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف الصينيين المصابين بارتفاع ضغط الدم قد لا يكونوا على علم بحالتهم مما يزيد من المضاعفات الصحية له.
وعلى الصعيد العالمى، أصبح المرض العقلى أكثر شيوعاً أيضاً وفى عام 2016 ، كانت الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية من بين الأسباب العشرة الأولى لاعتلال الصحة فى جميع بلدان العالم باستثناء 4 منها.
وفى البلدان فقيرة وجدت الدراسات فى الـ5 بلدان الأكثر فقراً أن هناك 4 أسباب أكثر شيوعاً للوفاة هى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى السفلى مثل الالتهاب الرئوى والملاريا والإسهال والإيدز.
وفى البلدان متوسطة الدخل ينتشر مرضى القلب وظروف تتعلق بصعوبة بإمداد الدم إلى الدماغ، وحوادث الطرق، وألم أسفل الظهر والرقبة.
لذا يتعين على البلدان النامية أن تتعامل مع مشكلتين فى وقت واحد، الأولى هى أن أعداد الأشخاص المصابين بالأمراض المعدية لاتزال عالية فلدى نيجيريا 25% من حالات الملاريا فى العالم على سبيل المثال، والثانية هى أن الناس يعيشون فترة أطول، ولكن ليس بالضرورة فى حالة صحية جيدة، كما هو واضح بالفعل فى العالم الغنى.