ينبغى أن ينظر الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلى نفسه فى المرآة أولاً، فالصين ليست متلاعباً بالعملة، وتواصل أمريكا مطالبة بكين بإبقاء قيمة اليوان مستقرة كجزء من المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم، وتخشى واشنطن من أن الصين تضعف قيمتها عمداً لمكافحة تأثير رفع التعريفات الأمريكية على الواردات من الدولة.
وتقول شولى رين، كاتبة مقالات رأى بوكالة أنباء “بلومبرج”، إن هذا التصور خاطئ، فرغم النزاع التجارى، فقد ربط بنك الشعب الصينى اليوان بفاعلية بالدولار، وبالتالى يتبع اليوان دورة العملة الخضراء.
ومنذ عام 2015، كان البنك المركزى الصينى يحاول فك ارتباط عملته بسلة من العملات، ولكن بدون نجاح كبير، بسبب صعوبة تغيير نفسية الشعب الصينى الذى يربط قيمة عملته بالدولار، وبالتالى عندما ينخفض اليوان، بسبب قوة العملة الأمريكية، يبدأون فى تحويل أموالهم للخارج.
وأوضحت الكاتبة، أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن يكون اليوان مستقراً، ينبغى عليها تثبيت الدولار أولاً، وانتقد ترامب الفيدرالى مراراً لرفعه أسعار الفائدة، ولم يخف رغبته فى خفض قيمة الدولار، ورضخ رئيس الفيدرالى، جيروم باول، أخيراً فى ديسمبر الماضى، مشيراً إلى أنه سيكون أكثر حذراً بشأن الرفع المستقبلى، وفى أجزاء أخرى من العالم، ينظر إلى سلسلة الأحداث تلك كتلاعب بالعملة.
وقالت رين إنه إذا نظرنا إلى عقود أسعار الفائدة الآجلة للفيدرالى، فى الثلاثة أشهر الماضية، فسوف نجد أن السوق تحول من توقع رفعين آخرين العام الجارى إلى عدم رفع على الإطلاق، وتعتمد قيمة عملة ما على الفروق فى أسعار الفائدة بين الداخل والخارج، فكيف تجعل الولايات المتحدة الدولار مستقراً؟
وأضافت أن السياسة النقدية الأمريكية تثير الدهشة بالخارج، فعلى عكس الصين، حيث يضعف النمو، يحافظ الاقتصاد الأمريكى – وتوقعات التضخم – على قوته، فلماذا إذن يختار المصرفيون المركزيون هذا الوقت للتحدث عن تخفيف وتيرة تقليص ميزانية الفيدرالى؟ وهل يتخلى البنك المركزى الأمريكى عن دورة التشديد مبكراً؟
واختتمت مقالها قائلة: “بالتأكيد يريد العالم يواناً مستقراً، فإذا بدأت الصين تخفيض قيمة عملتها بشكل تنافسى فسوف تسبب مشاكل كبيرة للجميع، ولكن ينبغى على الولايات المتحدة ترتيب أمورها بالداخل أولاً”.