%86 من جيل الألفية يؤمنون بالاستثمار صديق البيئة
155 مليار دولار حجم سوق السندات الخضراء العالمى
تتصدر لندن قائمة الأمثلة الجيدة كرائد عالمى فى مجال التمويل الأخضر، حيث تمول مشروعات صديقة للبيئة مثل الطاقة النظيفة، ويوجد 78 سنداً أخضر مدرج الآن فى بورصة لندن بأكثر من 24 مليار دولار من سوق عالمى يبلغ إجمالى قيمته 155 مليار دولار.
وأدت الحاجة إلى الاستثمار المستدام لإعلان وزير الاقتصاد البريطانى جون جلين فى قمة التمويل الأخضر الثانية فى لندن خلال يوليو الماضى أنه يتوقع خلال 12 عاماً مقبلة وما بعدها انفجاراً فى الزخم لدرجة أن التمويل الأخضر يصبح ببساطة هو قلب القطاع المالى، وبحسب تقرير مجلة “كونتير” البريطانية فالزخم موجود بالفعل فحوالى 86 % من جيل الألفية مهتمون بمثل هذا الاستثمار وفقاً لمسح أجرته مؤسسة “مورجان ستانلى”، بالإضافة إلى ذلك، تعنى لوائح يونيو 2018 الصادرة عن الحكومة البريطانية أن صناديق المعاشات التقاعدية سيكونون مطالبين بإعداد سياسة تتضمن تقييماً لاستدامة قراراتهم الاستثمارية.
ويعمل صندوق الثروة السيادية فى النرويج وصناديق المعاشات التقاعدية الهولندية والدنماركية على نحو متزايد على مواءمة سياساتها الاستثمارية مع سياسات أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وبالمثل يمكن للمراكز المالية الدولية استغلال هذا الزخم ودعم أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وفى هذا الصدد تعمل مؤسسة “انفوست” الاستشارية على الربط بين التمويل المبتكر والأثر المجتمعى وهى مؤسسة متخصصة فى تقديم المشورة حول كيفية معالجة رأس المال للتحديات الأكثر إلحاحاً فى العالم، مثل تغير المناخ والأمن الغذائى والاندماج المالى.
وقال العضو المنتدب جوستين سايكس للمؤسسة إن تأثير الاستثمار يتحدى الرأى القائل بأن القضايا الاجتماعية والبيئية يجب أن تعالج فقط من خلال التبرعات الخيرية وأن استثمارات السوق يجب أن تركز حصرياً على تحقيق عوائد مالية.
ومثال على ذلك صندوق “جرين لايت بلانت” الذى تم تأسيسه فى عام 2008 لتصميم وتصنيع وبيع أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية بأسعار معقولة للمساعدة فى التخفيف من فقر الطاقة لدى ما يقدر عددهم بمليارى شخص يعانون من ندرة الكهرباء الأساسية والموثوق بها فى الأسواق النامية.
وحتى الآن، ساعد هذا العمل أكثر من 6 ملايين أسرة خارج الشبكة الحكومية للكهرباء فى 65 دولة، مما أدى إلى إنتاجية إضافية للشركات الصغيرة وزادت من ساعات الدراسة لطلاب يحتاجون الإضاءة لمذاكرة دروسهم.
ويؤكد سايكس على أهمية دور المراكز المالية الدولية فى تعميم التأثير والاستثمار الأخضر باعتبار أن لديهم دور أساسى يلعبونه فى تحويل مليارات الدولارات الحالية من الاستثمارات لسد فجوة تقدر بتريليونات الدولارات مطلوبة خلال العقود المقبلة.
وأضاف أنه يمكن للمؤسسات المالية الدولية تسهيل هذه الهياكل بطريقة شفافة وفعالة وبعدد كبير ويضيف أن الفجوة بين ما يتم استثماره حالياً وما هو مطلوب لا يمكن سدها إلا من خلال رأس المال الخاص وهذا يتطلب أدوات استثمار محددة خاصة وأنها تتميز بالفعالية وخضوعها للمساءلة وجميعها فى وضع جيد على المستوى العالمى للقيام بذلك.
ويقدر المبلغ المطلوب لتمويل هذه الأهداف بتريليونات الدولارات، فعلى الرغم من أن أموال الجهات المانحة والصناعية تستأثر حالياً بمليارات الدولارات كدعم إلا أن تكلفة حل أكثر المشكلات العالمية خطورة أمر بالغ الأهمية، ويتميز تمويل المراكز المالية بتوافر المهارات التى تساعد على الوصول إلى خدمات قانونية ومحاسبية وتقيمية عالية الجودة ومسجلة ومع إمكانية تدقيق حسابات الشركات من أجل تنظيم الأموال وتسليمها وإدارتها، وعلى سبيل المثال، أطلقت مؤسسة “جيرنسى” أول صندوق أخضر منظم فى العالم يخدم أهداف التمويل الأخضر.
ويقول آندى سلون مدير الإستراتيجية فى “جيرنسى فاينانس”، إن سمعة شركته فى هذا القطاع واتساع نطاق تمويلهم يقدم لهم مكانة مثالية وذلك بفضل التزامها بقواعد صارمة يجب معها أن تستوفى 75% من قيمة أصول الصندوق المعايير الخضراء المعترف بها دولياً والتى وضعتها مجموعة تمويل مشتركة من بنوك التنمية متعددة الأطراف.
وتشمل هذه القواعد مجالات الاستثمار المسموح بها وهى الطاقة المتجددة، وتوليد الطاقة بكفاءة وكفاءة الطاقة والزراعة وأنظمة مياه الصرف الصحى ومعالجة مياه الصرف والنقل.
وتتوافق مبادرة الصندوق الأخضر فى “جيرنسى” مع الاتجاهات الدولية والمبادئ المشتركة لخدمة تمويل الحد من آثار تغير المناخ التى وافقت عليها أكبر مؤسسات تمويل التنمية فى العالم والتى تتداخل مع أهداف التنمية المستدامة للامم المتحدة.
كما أنه يحل مشكلات التحقق وإصدار الشهادات والتى اعتبرها الكثيرون عائقاً رئيسياً أمام نمو سوق التمويل الأخضر.
وقال سلون: “كان هناك استجابة جيدة للغاية لمنتجات التمويل التى تم إطلاقها كاستجابة للطلب على القطاع ولديهم مجموعة من الصناديق الجديدة المحتملة التى تتطلع إلى الحصول على وضع صندوق “جيرنسى الأخضر”، كما بدأت مؤسسات التمويل الدولية الأخرى فى وضع نفسها فى هذه السوق الخضراء، ومن المتوقع أن يواصل تخصص الصندوق الإضافى القضايا الاجتماعية أو البيئية.