قالت وكالة أنباء بلومبرج إن المستثمرين تخلصوا من السندات والأسهم التركية، اليوم الأربعاء، بعد أن قامت الدولة بالتحايل على أزمة العملة للحد من تراجع الليرة قبل أيام من الانتخابات التي ستثبت حكم أردوغان وتحدد من يحكم مدن اسطنبول.
وارتفعت تكلفة مبادلة الليرة أمس في أسواق التبادل الخارجية إلى ما يزيد عن 1000% فى ظل تعرض البنوك المحلية لضغوط تمنعها من توفير السيولة لمديري الصناديق الأجانب الذين يرغبون في المضاربة ضد الليرة.
أضافت أن صناديق التحوط وجدت نفسها محاصرة فى مبادلات الليرة التى يرغبون فى الخروج منها، فى ظل إحجام البنوك التركية عن توفير السيولة لهم.
وقد أجبر ذلك المستثمرين الذين يريدون الخروج من صفقات الليرة على بيع الأصول التركية الأخرى للوصول إلى العملة التي يحتاجون إليها لإغلاق تلك الصفقات.
وتخطى العائد على السندات التركية أجل عامين %20 اليوم وهبط المؤشر الرئيسى لسوق الأسهم لأدنى مستوى منذ أغسطس الماضى وسط مبيعات عنيفة من الأجانب، وكشفمديرو الصناديق وبينهم الصندوق اليابانى ديايو اس بى أنهم يعيدوا النظر في الاستثمارات التركية.
وقال جوليان ريمر، المتداول لدى بنك انفستك بنك في لندن ،”لم أر مثل هذا التحرك خلال 21 عامًا راقبت خلالها السوق عن قرب”.
أضاف أن التضحية بمكاسب كبيرة لهذا الحد على المدى الطويل من أجل جنى أرباح على المدى القصير يجعل الاستثمار بالليرة محل تساؤل.
ويحاول المستثمرون الأجانب التخلص من الحيازات التركية منذ الأسبوع الماضي، بعد أن حث “جيه بي مورجان آند تشيس” وعدة بنوك استثمار على بيع الليرة، منهية أشهر من الهدوء سمحت لها بالاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة للعملة.
وتراجعت الليرة 5.1% يوم الجمعة، وهو ما فاجأ السوق، واتهمت السلطات التركية المٌقرض الأمريكي بتقديم استشارات “مضللة” و”متلاعب بها”.
وتوعد أردوغان، الأحد الماضى، البنوك المسئولة عن المضاربة ضد العملة بالعقاب .لكن التهديدات أسفرت فقط عن تصاعد طلبات البيع وفشل الاجانب فى تنفيذ صفقاتهم فى ظل أن البنوك المحلية مٌجبرة على عدم توفير الليرة وفقًا لما ذكره أربعة مصرفيين لم تسمهم “بلومبرج”.
وتواجه البنوك التركية حدًا أقصى لاقراض الأطراف الأجنبية بنحو 25% من أسهمها، وهي قاعدة تم فرضها بعد تراجع الليرة الصيف الماضي، لمنع المستثمرين الأجانب من محاولة الفرار دفعة واحدة.
وما يكشف مدى سوء أزمة السيولة، ارتفعت تكلفة اقتراض الليرة بين عشية وضحاها في السوق الخارجية بأكثر من 40 ضعف خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت الوكالة إنه رغم انخفاض الليرة 2.1% اليوم لتسجل 5.4406 دولار، لكنها ارتفعت 6% حتى الآن خلال هذا الأسبوع.
وقال العديد من المحللين والمستثمرين الذين اتصلت بهم بلومبرج، ورفضوا الكشف عن هويتهم، خوفًا من ردود الفعل السلبية من جانب السلطات التركية، إن الليرة أصبحت عملة صعبة في التداول، ما يجعل المستثمرين أقل ميلًا للاستثمار في تركيا مستقبلًا.
وقال تاكيشي يوكوشي، مدير صندوق الأسواق الناشئة في دايوا إس بي، الذي تراجع عن خطة لزيادة استثماراتها فى السندات التركية نتيجة قيود التبادل أضاف أنه مجبر على تنفيذ إستراتيجية غير عادية، بعد تحركات أسعار المبادلة عبر تدوير بعض الحيازات بالليرة التركية إلى سندات طويلة الأجل أو نقدية.
وأشارت الوكالة إلى أن موقف أردوغان الرافض لرفع أسعار الفائدة على الاقتراض كان سببًا فى الحد من قدرة السلطات النقدية فى الدفاع عن العملة لفترات طويلة من العام الماضى.
أضافت أن ثقة المستثمرين بدأت تتزعزع في الليرة التركية بعد تراجع احتياطيات النقد الاحنبية لدى البنك المركزي في مارس ، ما دعم التكهنات بمحاولة المركزى دعم الليرة قبل الانتخابات.