ضاعفت الصين مشتريات البترول الرخيص، والتى يتجاهلها مشترون آخرون؛ بسبب العقوبات الأمريكية.
وكشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك، أن الصين أكبر مستورد للبترول الخام فى العالم، عززت الواردات من فنزويلا وإيران الشهر الماضى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يخضع كل من منتجى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، لعقوبات أمريكية منفصلة، أدت إلى خفض مبيعاتهم للعملاء فى جميع أنحاء العالم.
ورغم منح الولايات المتحدة، العديد من المشترين إعفاء مؤقتاً من العقوبات لمواصلة شراء الخام الإيرانى، فإن الكميات المسموح لهم بشرائها مقيدة.
والأكثر من ذلك، أن دولاً أخرى منها اليابان، خفضت الشحنات إلى الحد الأدنى لتجنب حتى إمكانية خرق القواعد الأمريكية.
ومع ذلك، استوردت الصين حوالى 446 ألف برميل يومياً فى المتوسط منذ نوفمبر الماضى بحسب بيانات الجمارك الصينية.
وفى حالة فنزويلا، فإن عقوبات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تمنع الشحنات إلى الولايات المتحدة بشكل فعال فقط، ولا تقيد التدفقات إلى الدول الأخرى.
ومع ذلك، فإن المشترين الكبار ومنهم شركة «ريلاينس إندستريز» الهندية المحدودة، تجنبوا الشراء من فنزويلا خوفاً من التداعيات المحتملة.
وقالت لى لى، المحللة لدى شركة أبحاث السلع فى شنغهاى «آى سى آى إس»، إنه من المحتمل أن تكون عمليات الشراء المتزايدة من فنزويلا بسبب المخاوف المتعلقة بالتكلفة.
وأوضحت «لى لى»: «إذا كان سعر الاستيراد منخفضاً بما يكفى فإن شركة بتروتشاينا العملاقة ستحقق ربحاً بسهولة عن طريق البيع لشركات التكرير المستقلة».
وأظهرت بيانات الجمارك، أن الصين اشترت 2.03 مليون طن مترى أو ما يعادل 531 ألف برميل يومياً من فنزويلا الشهر الماضي، بزيادة 17% على مستوى شهر يناير والأعلى منذ ديسمبر 2017.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ارتفعت فيه الواردات من إيران بنسبة 22% عن الشهر السابق لتصل إلى 1.96 مليون طن.
ومن المحتمل أيضاً أن تكون مشتريات الصين مدفوعة بنقص ما يسمى «الخام الثقيل»، وهو الأكثر كثافة وكبريتاً من الخام الخفيف وخصوصاً بعد تفاقم الضغوط نتيجة خفض الإنتاج من قبل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها وكذلك العقوبات الأمريكية.
وقالت «لى لى»، إنه مع ارتفاع أسعار الخام الثقيل، فإن الصين ترغب بالطبع فى تأمين أكبر قدر ممكن من الإمدادات الرخيصة وخصوصاً من أولئك الذين تربطهم صداقة مع بكين.
وأكدت أن الإمدادات من الدولتين بسعر مخفض قد تكون جذابة لعمالقة الطاقة الصينين فى الوقت الحالى.
وبلغ متوسط سعر الإمدادات الفنزويلية إلى الصين حوالى 46 دولاراً للبرميل، فى حين بلغت قيمة الشحنات الإيرانية حوالى 60 دولاراً، وهو أدنى سعر منذ أواخر عام 2017.