مضت قرابة 4 أاشهر، على فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر “إيجيبت أوتوموتيف” القمة السنوية لقطاع السيارات، وشهدت دورة هذا العام نجاحاً ساحقاً ليس فقط على المستوى المحلى، بل المستوى العالمى أيضاً، نظراً للاهتمام البالغ من الشركات العالمية بمتابعة اخبار القطاع ورؤية حكومة الدكتور مصطفى مدبولى لهذا القطاع.
وظهر هذا واضحاً بحجم الأخبار التى تداولتها الصحف العالمية والمواقع المختلفة فى جميع أرجاء العالم، ورغم هذا النجاح، إلا أن كلمة المهندس عمرو نصار وزير التجاره والصناعة الذى حضر نائباً عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، كانت الأكثر تاثيراً وظلت فى الأذهان حتى هذه اللحظة.
قال الوزير، قبل نحو 4 أشهر: “اللى مش عاجبو يمشى.. مصر أكبر منكم”، وكانت هذه الكلمات الحادة، هى ختام حوار الوزير معى، وجاءت واضحة ومملؤة بالانفعال، رداً على سؤاله حول غضب الشركات غير الأوروبية من موقف الحكومة المصرية منها بعد تطبيق صفر جمارك على السيارات الأوروبية، وتهديدها الصريح بترك السوق المصرى.
لم يدرك أحد ما وراء هذه الكلمات.. بل اعتبر أغلبية مراقبى السوق إنها سقطة من الوزير، وكان عليه ألا ينطقها فى هذا التوقيت، وخلال الأشهر الأربعة، ظلت هذه العبارة تتردد كثيراً فى مخيلتى، وهل أخطأ بالفعل الوزير فى التعبير؟ أم أن هناك شيئًا لا نعلمه؟، ورغم معرفتى بطبيعة شخصية الوزير، إلا أن الحيرة ظلت تطرق ذهنى.. ومع الوقت أدركت الحقيقة.. نعم.. الوزير على حق، وكان يدرك تماماً ما يقوله، نعم.. كانت لديه رؤية خفية، وهو يسير على الطريق الصحيح، الدلائل أصبحت واضحة أمام أعين الجميع.
شركات عديدة غير أوروبية، تتهافت على مكتب الوزير، وتقدم له عروضاً مختلفة بغرض توسيع نشاطها فى السوق المصرى والأسواق المجاورة.
هذه الكلمات ليست حبراً على ورق. فخلال الفترة الماضية تم الإعلان فعلياً من قبل الشركات نفسها، إنها بصدد توسيع النشاط فى مصر وزيادة حجم الإنتاج والتركيز علي توسيع نشاط مستلزمات الإنتاج والصناعات المغذية والتصدير للشركة الأم وللأسواق المجاورة، وآخرها جاءت “نيسان”، والتى حظيت بمقابلة رئيسها الذى أكد أن شركته تنوى التوسع فى مجال مستلزمات الإنتاج بغرض التصدير، كما أعلن اعتزام شركته زيادة الإنتاج والتفكير الجاد فى تصدير منتج نهائى من أرض مصر، وبهذا وضحت الرؤية، واأسكت الوزير بالأفعال، ألسنة الجميع..
ومن خلال تجربتى فى قطاع السيارات أتوقع أن تكون الأمور أكثر سهولة على بعض الشركات والتوكيلات التجارية المتواجدة في مصر، للاستفادة من اتجاه الحكومة لدعم الصادرات وتوفير ماتطلبه الشركات الأم لزيادة الإنتاج والاتجاه للتصدير، ولعل أبرز هذه الشركات، هي ميتسوبيشى اليابانية لما لها من قدرة على تجميع منتجاتها فى مصر، وفتح المجال لتصدير المنتج الكامل خصوصاً أن الشركة ليس لديها مصنع لتجميع منتجاتها فى المناطق المجاورة.
كما أنها حالياً فى مرحلة إعادة الهيكلة ويمكن الاستفادة من ذلك حال تحرك الوكيل المحلى لجذب الشركة الأم لذلك، وتعتبر منتجات “سانج يونج” هى البديل الثانى خصوصاً أن الشركة تعتمد على منتجات الـ”Suv”.
وهذه الفئة من السيارات مطلوبة وبشكل كبير فى أفريقيا، كما ان السوق الأفريقى لم يدخل الشركة فيه بقوة ويمكن أن تكون مصر قاعدة تصنيعية كبيرة لهذه المنتجات التى أثبتت جودتها العالية فى السوقين المصرى والكورى، وليردد الجميع كلمة الوزير “الى مش عاجبوا يمشى.. مصر أكبر منكم”.