زلط: اتجاه عالمى لارتداء «الكوتشى» على حساب الجلد
سجلت قيم صادرات الأحذية والمنتجات الجلدية، العام الماضى، تراجعاً إلى 5.4 مليون دولار، مقارنة بنحو 6 ملايين دولار فى 2017.
قال يحيى زلط، نائب رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات، إن السبب الرئيسى فى تراجع صادرات المنتجات الجلدية من الأحذية، هو الاتجاه العالمى لارتداء الأحذية المصنوعة من الأقمشة «الكوتشى» خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما أثر على أسواق الأحذية المصنوعة من الجلود وأصاب السوق العالمى بحالة من ركود المبيعات.
ولفت إلى أن معظم الشركات المصدرة للأحذية تصدر منتجات مصنوعة من الجلود الطبيعية، بالإضافة إلى ضعف تنافسية المنتج المحلى؛ لاعتماده على جلود أقل فى الجودة.
وأشار إلى أن عدم توفير الجلود الطبيعية بالجودة المطلوبة، أضعف تنافسية المنتج المحلى فى السوق الخارجى، فضلاً عن سيطرة الصين على السوق العالمى للأحذية.
وأكد أهمية توفير الخامات الجيدة من الجلود الطبيعية؛ لرفع جودة المنتج المحلى، حتى لا يفقد أسواقه الحالية، بالإضافة إلى تمكنه من فتح أسواق تصديرية جديدة، ولفت زلط، إلى تصدير كميات كبيرة من الأحذية للسوق الأفريقية، وهى غير مدرجة بشكل رسمي، معظمها للسودان من خلال المقيمين فى مصر عند عودتهم إلى بلادهم.
وأوضح أن الفرصة جيدة أمام الصادرات المصرية فى السوق الأفريقية خلال الفترة المقبلة، إذ من المقرر إيفاد بعثات إلى تلك الدول لدراسة أذواق المستهلكين وبدء التصدير إليها.
وخصوصا فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، فضلاً عن اتفاقية التجارة الحرة مع دول الكوميسا، مشيراً إلى أن العائق الوحيد حاليا أمام الشركات المصدرة هو كيفية الحصول على مستحقاتها عند التصدير.
وأشار زلط، إلى أهمية إقامة مخازن فى الدول المستهدفة، لإتاحة البيع بالتجزئة؛ والتعامل مع طبيعة السوق هناك والذى لا يعرف استيراد كميات كبيرة ولا يعرف تجارة الجملة. وسيتم مواجهة ذلك من خلال عقد شراكات مع رجال أعمال فى تلك الدول لإتاحة البيع بالتجزئة.
وكشف تراجع الصادرات إلى الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة غزو المنتج الصينى من الأحذية لتلك الأسواق بأسعار منخفضة مقارنة بأسعار المنتج المصري، خصوصا أسواق السعودية والإمارات والكويت.
وأشار إلى أن مدينة الروبيكى، سيتم افتتاحها خلال شهر يونيو المقبل، ومتوقع أن تساهم فى رفع صادرات القطاع، وبعد الافتتاح سيتم إرسال بعثة استكشافية للسوق الأفريقية تضم أكثر من 60 صانعاً فى المدينة بهدف التصدير، ومن المستهدف إقامة شراكة مع كينيا ونيجيريا لاختراق السوق الأفريقى.
وقال محمود سرج، رئيس المجلس التصديرى للجلود والمنتجات، إن صادرات المنتجات الجلدية مازالت محدودة ويسعى المجلس التصديرى لفتح مناطق تصديرية أمامها فى السوق الأفريقى.
وأوضح أن الدول التى يستهدفها المجلس هى روندا، وغانا، وغينيا، وبروندى، وكينيا، وجميعها توجد بها فرص جيدة أمام المنتج المحلى خلال الفترة المقبلة.
أضاف أن المصانع المنتجة للأحذية تراهن على زيادة صادراتها الفترة المقبلة مع اكتمال العمل فى مدينة الروبيكى، وجذب استثمارات جديدة فى الصناعات المغذية والتى من شأنها رفع جودة التصنيع المحلى وزيادة نسبة مدخلات الإنتاج المحلية لخفض التكلفة الإنتاجية.
و قال أحمد شورت، الرئيس السابق للمجلس التصديرى للأحذية والمنتجات الجلدية، إن التقلبات السعرية فى أسعار الجلود الطبيعية فى العالم خلال الفترة الأخيرة كان لها دور فى ركود أسواق الأحذية بالعالم،
ولفت إلى أن السوق الأوروبى كانت أبرز الأسواق التى انخفضت بها صادرات المنتجات المصرية العام الماضى، وعلى رأسها إيطاليا وأسبانيا. وتتجه الشركات المصدرة للأحذية والمنتجات الجلدية، حالياً، إلى السوق الأفريقية لتعويض خسائرها وتلافى آثار تراجع الطلب فى أسواقها التقليدية بأوروبا، وبالفعل، بدات الطلبات التصديرية تأتى من كينيا، وغانا خلال الأشهر الأخيرة.