أعلنت المملكة المتحدة عن هدف جديد لتوليد ثلث طاقتها الكهربائية من الرياح البحرية بحلول عام 2030، ولكنها واجهت انتقادات لعدم وضع أهداف أكثر طموحاً للحد من انبعاثات الكربون.
وأوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن هذا الهدف جاء نتيجة عقد صفقة مع شركات فى قطاع الطاقة، لتشكل بذلك جزءاً من الاستراتيجية الصناعية للحكومة.
وتعد هذه الاتفاقية هى صفقة الطاقة المتجددة اﻷولى التى يشهدها القطاع، كما أنها جاءت بعد فترة من النمو السريع فى طاقة الرياح، التى تمثل نحو 17% من سعة توليد الكهرباء فى البلاد العام الماضى.
وتسعى الحكومة، بموجب خطتها الجديدة، لتوليد 30 جيجاوات من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، مما يعنى مضاعفة السعة إلى 2 جيجاوات سنوياً.
وقالت وزيرة الطاقة والنظافة البريطانية، كلير بيرى، إن الصفقة ستحدث طفرة فى طاقة الرياح البحرية الجديدة، فى الوقت الذى ستجلب فيه الاستثمارات إلى المجتمعات الساحلية وستوفر ما يصل إلى 27 ألف وظيفة فى القطاع.
وبموجب الصفقة، ستستثمر هذه الصناعة ما قيمته 250 مليون جنيه إسترلينى فى صندوق جديد مخصص لتعزيز سلاسل التوريد البريطانية، كما أنها التزمت باستخدام 60% من مشاريع الرياح البحرية المحلية.
وفى الوقت الذى لاقت فيه هذه الخطط، التى تسعى لزيادة الاستثمار فى أكبر سوق رياح بحرية فى العالم، ترحيباً واسعاً، قال النقاد إنها لن تكون كافية لتحقيق أهداف المناخ فى المملكة المتحدة أو سد فجوة فى الإمدادات خلفها الانهيار الأخير لثلاثة مشاريع نووية مخططة.
وفى يناير الماضى، أصبحت شركة “هيتاشى” ثانى شركة يابانية تنسحب من بناء محطة طاقة نووية جديدة فى بريطانيا، وسط إلغاء مشروع محطة “ويلفا” للطاقة النووية، مما يعنى تأجيل 9.2 جيجاوات أو أكثر من 40% من القدرات النووية الجديدة المتوقعة.
وآثار ذلك تساؤلات حول استراتيجية الطاقة فى المملكة المتحدة والمطالبة بالتوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح البحرية، للقيام بدور أكبر بمزيج الطاقة فى بريطانيا.
ورغم النمو المسجل فى الطاقة المتجددة، إلا أن المملكة المتحدة لا تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها الواضحة والملزمة قانوناً للفترة بين عامى 2023 و2027، قانونياً للفترة 2023-2027، وفقاً للجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وقالت ريبيكا نيوسوم، رئيسة مجموعة “جرين بيس” البريطانية المعنية بشؤون البيئة، إن صفقة القطاع تمثل فرصة مهدورة كبرى، مشيرة إلى أن أهداف طاقة الرياح لم تعد تعكس الواقع الجديد عقب الانسحاب النووى.
ومع ذلك، قال مطورو طاقة الرياح إن الصفقة كانت علامة بارزة وستؤدى إلى تغييرات فى وتيرة البناء بهذا القطاع، كما قال كيث أندرسون، الرئيس التنفيذى لشركة “سكوتش باور” للطاقة المتجددة، إنها تخلق قدراً هائلاً من الثقة بالسوق، خاصة فى سلاسل التوريد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قطاع الرياح البحرية قد تعزز بفضل انخفاض حاد فى التكاليف فى السنوات الأخيرة، فهو ينظر إليه الآن على أنه قادر على تحقيق منافسة واسعة النطاق مع مصادر الطاقة البديلة.