أثارت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الخمسة أعوام الماضية العديد من الأسئلة والنقاشات الهامة، من بينها هل تستورد الولايات المتحدة البترول من روسيا الخاضعة للعقوبات الاقتصادية؟
أوضحت مجلة «فوربس» اﻷمريكية أن الولايات المتحدة تستورد بالفعل نحو %2 من إجمالى طلبها على البترول و%4 من وارداتها بشكل عام من روسيا.ومع ذلك، انخفضت الواردات الأمريكية من روسيا بنسبة %40 منذ أن وصلت إلى مستوى الذروة فى عام 2011.
وأشارت «فوربس» إلى أن ما يتراوح بين %10 و%15 فقط من البترول الذى تحصل عليه الولايات المتحدة من روسيا يتمثل فى البترول الخام، فى حين تستحوذ المنتجات البترولية على النسبة الباقية.ويعد هذا الانخفاض منطقيا خاصة فى ظل ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من البترول الخام بأكثر من الضعف منذ عام 2011، ليصل إلى ما يقرب من 12.2 مليون برميل يوميا، فى حين ظل الطلب المحلى ثابتا عند مستوى يتراوح بين 19 مليون برميل يوميا و 20 مليون برميل يوميا.ووصلت قيمة صادرات روسيا الإجمالية من البترول إلى 130 مليار دولار فى عام 2018، بارتفاع نسبته %40 تقريبا عن عام 2017.
وأشارت المجلة إلى أن روسيا لديها احتياجات محلية بطيئة النمو تجاه البترول، وبالتالى فإن القدرة التصديرية للبلاد سوف تبقى قوية، خاصة أنها تمتلك بشكل سنوى ما يتراوح بين 8 و9 ملايين برميل يوميا من البترول الخام المتاح للتصدير، وهو أكبر فائض للبترول على مستوى العالم.وتمتلك روسيا احتياطى مثبت من البترول يبلغ 110 مليارات برميل تقريبا، وهو مستوى مماثل لما كانت تملكه قبل 20 عاما، كما ارتفعت احتياطيات البترول المثبتة فى الولايات المتحدة بنسبة %66 خلال ذلك الوقت ليصل إلى 50 مليار برميل.تدرك روسيا الأهمية المستمرة التى لا يمكن إنكارها للبترول والغاز، كما أنها تسعى لتطوير منطقة القطب الشمالى من أجل تعزيز ثرواتها من الموارد الطبيعية.وباعتبارها ثانى أكبر منتج للبترول فى العالم بعد الولايات المتحدة، استطاعت روسيا تسجيل مستوى قياسى فيما يخص إنتاج البترول فى عام 2018، فقد وصل إلى مستوى يقدر بـ 11.3 مليون برميل يوميا، أو ما يتراوح بين %11 و%12 من السوق العالمية.ومع ذلك، تعهدت روسيا بدء عام 2019 بخفض إنتاجها من البترول بمقدار 228 ألف برميل يوميا عن مستويات أكتوبر الماضى بشكل تدريجى، وذلك بعد انضمامها إلى كتلة منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها، والتى تعرف باسم «أوبك بلس»، حيث أتفقت الكتلة على خفض الإنتاج من أجل رفع أسعار البترول، وبالتالى خفضت روسيا إنتاجها بمقدار 190 ألف برميل يوميا فى مارس الماضى.