بدأت بـ3 شركات.. وتخطت 20 شركة فى الألفية الثانية قبل أن تتوقف
القطاع يُطالب برؤى مستقبلية وعدم تكرار أخطاء الماضى
بدأت مصر تصنيع حديد التسليح فى حقبة الأربعينيات من القرن الماضى، عبر شركات خاصة لاستغلال كميات الخردة الناجمة عن الحرب العالمية الثانية، من خلال مراحل الصهر ثم الصب اليدوى والدرفلة، وبدأت بـ3 شركات فقط هى (الدلتا، والأهلية، والنحاس).
تطورت تلك الشركات فيما بعد بإدخال أفران صهر كهربائية ووحدات الصب المستمر، ثم أُنشئ أول مصنع متكامل بالأفران العالية فى نهاية الخمسينيات، تطورت بعدها بإنشاء مُجمع صلب فى السبعينيات لتصل طاقتها الإنتاجية إلى مليون طن سنوياً.
بداية الثمانينيات تأسست شركة الدخيلة فى الإسكندرية باستخدام الغاز الطبيعى بدلاً من الفحم، وبدأ الإنتاج فى 1986 بطاقة 800 ألف طن.
خلال الأعوام التالية، نما قطاع الصلب مع نمو الاستيراد إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ليتجه المستثمرون نحو القطاع، وركز الأغلب منها على الدرفلة فقط على البيليت المستورد حتى بلغ عدد المصانع المُدرفلة 22 مصنعاً متخصصاً، بخلاف المصانع المتكاملة حالياً.
بعدها توقفت مجحموعة من المصانع عن العمل سبب عوامل عدة، أبرزها التمويل وعدم قدرتها على المنافسة من حيث الأسعار والجودة، لكنها عادت للعمل مرة أخرى عبر استحواذ شركات أخرى عليها.
شركة (قوطة) أحد أبرز المصانع التى عادت للعمل بعد توقف دام سنوات بسبب المشكلات البنكية، واستحوذت عليها شركة المدينة المنورة بمقابل يقترب من 500 مليون جنيه منتصف العام 2016.
ويُعد المصنع هو الأول من قطاع الدرفلة الحالى الذى يعمل على التحول للتصنيع المتكامل، بداية من (الاسكراب_ مرحلة لاحقة لتصنيع مكورات الصلب)، وبدأ فى ذلك قبل أزمة إغراق البيليت بشهور عدة.
قالت مصادر فى القطاع إنه يجب عدم تكرار أخطاء الماضى؛ حيث وفرت الحكومة رخصاً لعدد كبير من مصانع الدرفلة دون تحديد رؤية للمستقبل، لكنها عادت فى أبريل الماضى بقرارات تسببت فى وقفها مؤخراً.
أضافت أن شركات بيانكو للصلب توقفت عن العمل وعادت مرة أخرى بعد الاستحواذ عليها لترتفع إنتاجيتها من 5000 إلى 30 ألف طن شهرياً.
من جانبه، استحوذ رجل الأعمال أيمن العشرى على شركة (الهوارى للصلب) قبل سنوات لتصبح (العشرى للصلب)، ووفقاً لتصريحات الشركة، فإنها تُجهز لضخ استثمارات بقيمة 4 مليارات جنيه حتى العام 2022.
وتنشئ «العشرى» حالياً مصنعاً جديداً بطاقة 350 ألف طن حديد فى مدينة السادس من أكتوبر، لزيادة إجمالى الإنتاجية لمجموعة العشرى إلى 700 ألف طن شاملة حديد التسليح والمنتجات الأخرى.
على النهج ذاته، سارت مصانع العلا للصلب التى استحوذت على مصنع سرحان للصلب قبل شهور عدة، ومصنع عياد ومصر ستيل، والتى توقفت جميعها عن العمل، ومن ثم عادت مرة أخرى للحياة بخطط جديدة ترغب فى الاستمرار.
طالبت المصادر بوضع خطط ورؤى مستقبلية، بين الحكومة وصناع الحديد، والتى بناءً عليها سيتم توفير رخص لمصانع الدرفلة القادرة على التحول للتصنيع المتكامل.