قالت وكالة أنباء بلومبرج أن اثنين من ناقلات البترول السعودية تعرضتا لهجوم أثناء الإبحار باتجاه الخليج العربي، مما فاقم مستوى التوترات الإقليمية في ظل زيادة الولايات المتحدة الضغوط المفروضة على إيران.
ونقلت بلومبرج عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قولها إن ناقلتي البترول تعرضتا لهجوم تخريبي قبالة السواحل الإماراتية أمس الأحد، وكانت السفن على مقربة من مضيق هرمز، الذي يعرف بأنه أهم شريان بترولي في العالم.
وظلت التفاصيل الدقيقة للحادث غير واضحة، خاصة أن كل من السعودية والإمارات لم تفصحا بعد عما حدث بالظبط أو تحدد الجناة المحتملين.
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أنها تحقق في حادثة الناقلة مع أطراف محلية ودولية، مشيرة إلى أن هذا الحادث لم ينجم عنه أي إصابات أو تسرب للوقود أو المواد الكيميائية.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن هذا الحادث يهدف إلى تقويض حرية الملاحة البحرية وأمن إمدادات البترول المتجهة إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم، لذا حث المجتمع الدولي على ضمان أمن ناقلات البترول للحد من العواقب الوخيمة لهذه الحوادث على أسواق الطاقة والخطر الذي تشكله على الاقتصاد العالمي.
واشتدت حدة الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران بعد إنهاء الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب للإعفاءات الممنوحة لمبيعات البترول الإيراني بداية مايو الجاري.
وهددت إيران بمنع مرور شحنات البترول عبر مضيق هرمز إذا أوقفت الولايات المتحدة صادرات الطاقة الإيرانية، كما هددت بخفض مستوى التزامها بالاتفاق النووي الموقع في عام 2015.
ووصف عباس موسوي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الحادث البحري بأنه مقلق ومؤسف، داعيا إلى بذل جهود إضافية لمعرفة ما حدث بالظبط، كما أنه حذر من المؤامرات الأجنبية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
كانت الهجمات على ناقلات البترول في الخليج المضطرب نادرة منذ عام 1991، وواصلت السعودية إرسال شحناتها عبر مضيق هرمز خلال ما يعرف باسم “حرب الناقلات”، وهو صراع نشب بين العراق وإيران بين عامي 1981 و 1988 عندما هاجم الخصمان السفن في الخليج، كما استمرت صادرات البترول في التدفق أيضا خلال حرب الخليج الأولى في 1990-1991.
وتعرضت ناقلة البترول اليابانية “إم ستار” لهجوم في عام 2010، عندما كانت ترسو على بعد 14 ميلا تقريبا قبالة السواحل الإماراتية بالقرب من ميناء الفجيرة، وأعلنت جماعة جهادية مسلحة تعرف باسم كتائب عبدالله عزام مسؤوليتها عن الهجوم.
ويربط مضيق هرمز منطقة الخليج بالمحيط الهندي، كما أنه يعد أهم ممر مائي لشحنات البترول العالمية، حيث تنقل ناقلات البترول 40% تقريبا من إجمالي البترول الخام المتداول يوميا على المستوى الدولي من خلاله، وتمر كافة صادرات البترول القادمة من الكويت وإيران وقطر والبحرين بجانب أكثر من 90% من صادرات السعودية والعراق و 75% من الشحنات الإماراتية عبر المضيق.