أعلنت الشركات الأوروبية العاملة فى الصين، أن ممارسة الأعمال التجارية فى بكين أصبحت أكثر صعوبة، خلال العام الماضى؛ حيث أدى تباطؤ الإنتاج وارتفاع الأجور والحرب التجارية وعوامل أخرى إلى زيادة التحديات فى ثانى أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج”، إنَّ 53% من المشاركين باستطلاع الغرفة التجارية الأوروبية بالصين أفادوا بأن العمليات فى الصين كانت أكثر صعوبة، مقارنة بنسبة 48% الذين قالوا الشىء نفسه فى العام الماضى.
واحتل التباطؤ الاقتصادى فى الصين المرتبة الأولى من المخاوف فى الاستطلاع الذى أجرى فى شهرى يناير وفبراير الماضيين، ومنذ ذلك الحين واصل الاقتصاد فقدان زخمه مع ضعف الاستهلاك المحلى والصادرات التى تؤثر على النمو.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنَّ أكبر المخاوف التالية كان التباطؤ الاقتصادى العالمى وارتفاع تكاليف العمالة تليها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفى وقت سابق من العام الجارى أدرجت الشركات الأمريكية مخاوف مماثلة وسط التوترات الثنائية بين البلدين.
وقالت شارلوت رول، نائب رئيس غرفة التجارة للاتحاد الأوروبى فى الصين، “ما تحتاجه الشركات الأوروبية فى الصين هو بيئة أعمال يمكن التنبؤ بها وموثوقة وعادلة”.
وأضافت أن العديد من الشواغل الرئيسية للشركات الأوروبية من حيث العقبات التنظيمية فى الصين هى التى أثارت النزاع مع الولايات المتحدة، ولكن لا تدعم الغرفة التجارية للاتحاد الأوروبى، الأساليب الأمريكية لحل التحديات التى تواجهها الشركات الأوروبية فى الصين.
وتأثرت الشركات سلباً بالتعريفات التى فرضتها الولايات المتحدة والصين فى الحرب التجارية ولكن بنسبة محدودة؛ نظراً إلى أن العديد من الشركات الأوروبية فى الصين تستهدف السوق المحلى.
وكشفت الغرفة التجارية الأوروبية، فى التقرير أن 6% فقط من الشركات انتقلت أو تفكر فى نقل الإنتاج من الصين، لكن أى تصعيد للتوترات “سيؤثر سلباً على معنويات العمل مما يؤدى إلى تشديد الاستثمارات”.
وتستمر الشركات الأوروبية فى الشكوى من القيود المفروضة على الوصول إلى الأسواق والعقبات التنظيمية، وهما قضيتان تواجههما الشركات الأجنبية منذ فترة طويلة.
وأبرزت الغرفة التجارية، فى تقريرها، فشل الإصلاح والانفتاح فى الصين فى مواكبة النمو الاقتصادى السريع.
وقال التقرير، “أحد أوجه القصور الأكثر أهمية بأجندة الإصلاح فى الصين هو أن بعض الوعود رفيعة المستوى لتحسين بيئة أعمالها للشركات الدولية قد فشلت فى أن تتحول إلى عمل ملموس”.
وكان الاتحاد الأوروبى قد شعر بالإحباط؛ بسبب بطء وتيرة المحادثات مع بكين منذ عام 2013 بشأن اتفاق الاستثمار الثنائى الذى من شأنه أن يقلل من حواجز السوق الصينى أمام الشركات الأوروبية.