9.6 طن حجم مبيعات الشركة من المشغولات الذهبية العام الماضى
الغش فى عيار الذهب أكبر مشاكل السوق.. والتهريب أدى لظهور سوق موازى لا يمكن حصر حجمه
الدمغة تشوه المشغولات وتقلل فرص تصديرها.. ويجب تدخل الدولة لتسعير جرام الذهب
3500 متدرب تم تأهليهم بمركز تدريب الذهب منذ إطلاقه
أجرت مجموعة “نيو إيجيبت جولد” إعادة لدراسة تكاليف ومواصفات المشغولات الذهبية التى تطرحها بالاسواق لتتلاءم مع احتياجات المواطنين وانخفاض قدرتهم المالية، وللحفاظ على حصة الشركة بالسوق.
قال خالد خليل العضو المنتدب لمجموعة نيو إيجيبت جولد، إن الذهب بات آخر اهتمامات المواطنين بسبب إجراءات الإصلاح الاقتصادى وضعف الطلب والقدرة الشرائية بجانب ورفع المصنعية سيصرف الناس عنه نهائياً”، واتجهت شركات ومصانع الذهب لوضع حلول تستهدف تحفيز المبيعات، وطرح مشغولات ذهبية تتلائم مع احتياجات لفئات المشترين.
أوضح فى مقابلة مع “البورصة”، إن المجموعة طرحت مشغولات ذهبية خفيفة الوزن، بتقنية “الإلكتروفوم”، كما قللت أوزان اﻷحجار بالمشغولات، وخفصت تكلفة إنتاج جرام الذهب، حتى تتلاءم مع انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين.
أضاف خليل، أن تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار المحروقات، رفعا التكلفة اﻹنتاجية وأجور تصنيع المشغولات الذهبية، ، وقال: “لولا اعتماد السوق على الذهب الخام في تعاملاته لتعرض لكارثة بسبب ارتفاع سعر الذهب بعد تعويم الجنيه”.
وكشف عن رفع الشركة لمصنعية جرام الذهب جنيه ونصف فقط، وحاولت الشركة تخفيض أرباحها للتغلب على حالة الركود، والحفاظ على حصتها السوقية، فالذهب فى آخر اهتمامات المواطنين، وزيادة قيمة المصنعية سيصرفه نهائيا عنه”.
أشار إلى تمتع المستهلك المصري بثقافة ادخارية، ويعد الذهب أكثر اﻷوعية الادخارية التي يقبل عليها بقصد حفظ قيمة أمواله والاستثمار فيها.
أضاف، أن أزمة السوق لا تقتصر على ارتفاع أسعار الذهب، بل تشمل غياب الرقابة على ضبط الأسعار وحماية السوق من الغش والتهريب للحفاظ على مدخرات المستهلكين”.
أوضح خليل خضوع أسعار الذهب للمضاربات، وقال: “تجار الذهب يعلنون أسعار غير حقيقية ” تعرف بـ “التسميع” ولا ينفذون بها عمليات البيع والشراء”.
لفت لضرورة تدخل الدولة فى وضع آلية لتسعير جرام الذهب، فالأسعار تحدد وفقاً لسعر الأونصة بالبورصات العالمية، وسعر الدولار بالبنوك المحلية، لكن اﻷسعار المعلنة تطبق باﻷهواء.
ألمح إلى إشكالية فى توفير بيانات وإحصائيات حقيقية عن سوق الذهب، نتيجة انتشار عمليات التهريب وزيادة عمليات الدمغ خارج مصلحة الدمغة الموازين، لأن التهريب أدي لظهور سوق موازى غير رسمي لا يمكن حصر حجم إنتاجه”.
أضاف ان التلاعب فى عيار الذهب من اكثر المشكلات التي تواجه المصنعين، فعيار الذهب عيار 21 يكون 875 سهماً، وكثير من المشغولات وخاصة “كسر الذهب” بعد فحصها وتحليلها ، يتضح أنه 860 سهماً، وقال: “نضطر لرفع سهم العيار للنسبة القانونية حتى تكون مشغولاتنا مطابقة للمواصفات، وهذا الأمر يكلفنا كثيرا، ويزيد أعباءنا ويرفع تكاليف الإنتاج “.
اشار خليل، لتعرض شركات الذهب الكبيرة لحملات ممنهجة من ورش بير السلم لتقليد منتجاتها، ومن ثم فقد أعدت المجموعة خطة تطوير تستهدف تفعيل أحدث نظم التغليف الامنة للسبائك والجنيهات التي تحمل علامتها التجارية BTC من خلال وضع علامة مائية وبركود لكل قطعة .
وقال: “نحاول تقليل فرص محاكاة منتجاتنا من السبائك والجنيهات وحمايته من التزييف، والسوق به جنيهات وسبائك مزيفة العيار، بأكثر من 18 سهماً، والتجار يخفونها بالمحلات للتحايل على حملات التفتيش”.
أضاف أن الشركة وضعت طرق حماية وحددت عدة علامات تسهل على المستهلك التعرف على منتجاتها من المشغولات الذهبية،” وهي ملصق ايجيبت جولد ويدون عليها علامة EG، ويمثل هذا الملصق باركود، ولا يعد وسيلة شكلية، حيث يدون به كل البيانات التفصيلية عن القطعة، ولا يستيطع التاجر نزعه.
تابع ، كما تختم المشغولات بختم ايجيبت جولد( EG )، ويدون بجواره عيار القطعة، ويظهر بصورتين، غائر وبارز، إما حفره ( غائر ) بالليزر علي القطعة، ويكون ذلك في المصوغات المجوفة “المنفوخ”، أو لصقه ( بارز )، حسب نوع القطعة، ويحفر بجوار لوجو الشركة الماركة التى تنتجها الشركة.
أشار خليل لتغير ثقافة المجتمع المصري و اقباله على المشغولات الذهبية عيار 18 إذ باتت تستحوذ على 50% تقريباً من حجم المطروح بالأسواق، غير أن هذه النسبة تتغير وفقاً للمكان، وقال: “الصعيد والأرياف والقرى يفضلون عيار 21 ويمثل نسبة 70 % من الذهب المطروح ، واقبالهم على عيار 18 ضعيف ويمثل 30%”.
تابع، في حين تنخفض نسبة تتداول عيار 21 فى المدن كالقاهرة والاسكندرية لتصل إلى 30 % ، وترتفع نسبة تتداول عيار 18 إلى 70% من حجم المطروح بالأسواق.
لفت لتعرض إيجيبت جولد لخسائر فادحة حينما صنعت مشغولات ذهبية عيار 18 أواخر التسعينات كاول شركة مصرية، إذ كان السوق يعتمد على استيراده من الخارج تحت اسم “الذهب اﻷفرنجى”.
وأوضح خليل، أن الشركة استوردت تكنولوجيا حديثة وخبرات لتشغيل خطوط الانتاج عيار 18، حتى أصبحت المنافس الحقيقي لعيار 18 المستورد من الخارج.
ويرى “خليل”، أن تجربة طرح مشغولات عيار 14 لم تكن ناجحة لكنها قابلة للتطبيق، وتحتاج لبعض الوقت حتي يعتاد المجتمع المصري عليها، خاصة مع تغير ثقافة ونظرة الاجيال الجديدة للذهب باعتباره حلي واكسسوار أكثر من كونه وعاء ادخارى، بالإضافة لانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، وتعد عيارات الذهب 9 وعيار 12 اﻷكثر تداولاً فى المجتمعات الاوربية ، ولا تقبل المراة الغربية على العيارات المرتفعة.
أشار إلى ضعف صادرات مصر من المشغولات الذهبية، بسبب”الدمغة”، والتي تقلل من فرص تصدير ها للخارج، وقال: “السوق الخليج يرفض الدمغة المصرية لأنهم يرونها تشويه المشغولات”، وتوقع خليل تحسن الدمغة مع تغير المنظومة الحالية لمصلحة الدمغة والموازين، وتطبيق البركود والدمغ بالليزر.
أوضح العضو المنتدب لمجموعة ايجيبت جولد، أن الشركة تستهدف زيادة إنتاجها من المشغولات الذهبية خلال المرحلة المقبلة، وتستحوذ المجموعة على 30% من حجم الانتاج المحلي وفقا لبيانات مصلحة الدمغة والموازين، إذ بلغ حجم اﻹنتاج فى عام 2018 نحو 9.6 طن ذهب، من خلال 8 دورات تشغيلية، حيث تمتلك الشركة 1.2 طن من الذهب.
أضاف عدم حصول الشركة على أي تمويلات مصرفية منذ تأسيسها، وتدرس طرح أسهمها بالبورصة لكن أرجأت هذه الخطة خلال الفترة الحالية.
أكد خليل أن صناعة الذهب، صنعة متوارثة، إذ تقوم على توريث فنونها وأسرارها بين أجيال العائلة الواحدة، وقال: “ابتدا الجد اﻷكبر عبدالرازق نصار المهنة بالسويس عام 1935، وطورها أبنائه حسن ومصطفي نصار، ويديرها اليوم أبنائهما”.
أشار لخطة لشركة التوسيعية للاستحواذ على أكبر نسبة مبيعات بالسوق المصري، حيث افتتحت مؤخرا مصنعيين جديين هما مصنع “إيجي سيلفر” لإنتاج المشغولات الفضية ، باستثمارات أولية بلغت نحو 150 مليون جنيه، خلال المرحلة اﻷولى، قابلة للزيادة خلال الفترة المقبلة لتصل إلى 350 عاملاً.
أضاف، افتتاح الشركة نهاية العام الماضى مصنع «إيجى كونسبت»، المتخصص فى الصناعات التكيملية للذهب والمجوهرات ويشمل صناعة تغليف السبائك والجنيهات الذهبية، وصناعة عبوات المجوهرات تتوافق مع جودة القطع المنتجة، باﻹضافة إلى تجهيزات ديكورات محلات تجارة الذهب والتى تشمل واجهات المحلات الخارجية وأدوات العرض وخزائن المجوهرات وغيرها من المستلزمات.
تابع أن القيمة الاستثمارية للمرحلة اﻷولى من المصنع تبلغ 25 مليون جنيه ويعمل بها 75 عاملاً، ومن المتوقع زيادة القيمة الاستثمارية لتتجاوز 50 مليون جنيه خلال العام الحالى وزيادة العمالة المصرية.
و تمتلك مجموعة ” نيو ايجيبت جولد” 6 شركات متنوعة هي ايجيبت جولد لإنتاج المشغولات الذهبية، وإيجى ديموند لتجارة اﻷلماس الجملة، و “ارم ” للمجوهرات الماسية – التجزئة ، وبى تى سى لتجارة السبائك والجنيهات الذهبية، وإيجى سيلفر للمشغولات الفضية، وإيجى كونسبت للتغليف والديكورات.
أوضح خليل، أن المجموعة تتبنى استراتيجية تركز على محورين، أولهما تصنيع منتج مصرى محلى بجودة أجنبية، فاستوردت خبرات وتكنولوجيا بهدف إنتاج مشغولات تضاهى المنتجات المصنعة فى الخارج.
أضاف أن المحور الثانى يتمثل فى الاستثمار فى العنصر البشرى، عبر تأهيل العمالة وتدريبهم على أيدى خبراء اجانب، لخلق كوادر قادرة على تصنيع منتج مصرى متميز وينافس المستورد.
أوضح خليل أن الشركة استعانت بالعاملة اﻷجنبية المهارة فى بعض فتراتها لتنقل خبراتها للعامل المصري، وقال ” العامل المصري كفئ لمنه يحتاج إلى التدريب والتأهيل، وتكلفته أرخص من اﻷجنبى”.
أضاف لتأسيس المجموعة مركزاً لتدريب العمالة المصرية لتعليم وتأهيل العمالة المصرية على كافة المراحل الانتاجية لتصنيع منتج يضاهى المنتج المصنع بالخارج.
ووصل عدد المتدربين بالمركز من وقت تأسيسه عام 2000 حتى عام 2017 نحو 3500 متدرب، وتعتبر معظم العمالة داخل سوق الذهب من خريجى مركز التدريب.
لفت لدخول المجموعة فى شراكة مع مركز تحديث الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة، كما تعد الشركة حالياً خطة تطوير لتعظيم الاستفادة من المركز فى تأهيل وتدريب العمالة المحلية على صناعة الذهب.
كتب – وليد فاروق