ينمو الاقتصاد الأسترالى بأبطأ وتيرة له منذ ما يقرب من عقد من الزمان؛ حيث خفض المستهلكون الإنفاق، ما أثار مخاوف بشأن المدة التى يمكن أن تحافظ بها البلاد على سجلها القياسى البالغ 28 عاماً تقريباً دون حدوث ركود.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن الأرقام الرسمية الجديدة تشير إلى أن استهلاك الأسر الذى يشكل حوالى %60 من الاقتصاد انخفض إلى %1.8 فى الربع الأول منخفضاً من %2 قبل ثلاثة أشهر.
وكشفت البيانات أن الاقتصاد زاد بنسبة %1.8 خلال الفترة نفسها، منخفضاً من %2.3 وهو أداء ضعيف جداً بالنسبة لبلد يمثل واحداً من أعلى معدلات النمو فى العالم المتقدم.
وقالت سارة هانتر، الخبيرة الاقتصادية لدى شركة «بى آى إس أكسفورد إكونوميكس»، إن الإنفاق الأسرى يشكل عقبة كبيرة على النمو، وأحد الأسباب الأساسية لذلك هو نمو الأجور المنخفض للغاية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى انخفضت فيه مبيعات السيارات الجديدة بنسبة %8 فى الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وتراجعت مبيعات التجزئة بشكل غير متوقع فى أبريل الماضى بنسبة %0.1 بينما انخفضت مبيعات التجزئة والتى تشمل الإلكترونيات والأثاث بنسبة %0.9.
وأوضح بن فيليبس، أستاذ مشارك فى الجامعة الوطنية الأسترالية، أن الاقتصاد يشهد بالفعل ركوداً فى الدخل؛ لأن الناتج المحلى الإجمالى لا يأخذ فى الاعتبار النمو السكانى.
ودفعت الحاجة إلى زيادة الأجور التى تنمو بمستويات منخفضة البنك المركزى الأسترالى، إلى خفض أسعار الفائدة لمستوى قياسى منخفض بلغ %1.25 الأسبوع الماضى.
وقال فيليب لوى، محافظ بنك الاحتياطى الأسترالى، إنه من المحتمل أن تكون هناك تخفيضات أخرى فى أسعار الفائدة لكنه أصر على أن التوقعات لم تتدهور، وإن النمو الاقتصادى سوف يرتفع العام الجارى.
ولكن العديد من الاقتصاديين غير مقتنعين بأن معدل النمو سيكون كافياً لإعادة الاقتصاد الأسترالى إلى اتجاه معدلات النمو البالغة %2.75.
وأوضح بن أودى، الاقتصادى فى «كابيتال إيكونوميكس»، أن الاقتصاد بدأ بداية صعبة فى 2019 ونعتقد أن الأمور لن تتحسن فى أى وقت قريب.
ومن المحتمل أن يمثل تدهور الاقتصاد العالمى وسط الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكبر خطر على المدى الاقتصادى لأستراليا؛ حيث تعد الصين أكبر شريك تجارى للبلاد.
لكن جهود بكين لتحفيز اقتصادها من خلال الإنفاق الإضافى قد أفادت أستراليا من خلال دعم الصادرات القياسية من خام الحديد الأسترالى والفحم والغاز الطبيعى المسال.