عاودت معدلات التضخم ارتفاعها فى مايو الماضى لتسجل %13.2 على مستوى الجمهورية مقابل %12.5 فى أبريل، وذلك بعدما بلغ الرقم القياسى العام لأسعار المستهلكين 311.1 نقطة لشهر مايو 2019، كما تسارع معدل التضخم الشهرى ليسجل %1 مقابل %0.4 فى أبريل.
وأرجع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تسارع التضخم الشهرى إلى ارتفاع أسعار مجموعة الفاكهة %18.1، واللحوم والدواجن %3.6، والحبوب والخبز %0.7، والاسماك والمأكولات البحرية %1.2، والملابس الجاهزة %1.3، والمنتجات والأجهزة والمعدات الطبية %5.5، والرحلات السياحية المنظمة %0.8 والوجبات الجاهزة %1.3.
وقال البنك المركزى فى بيان له أمس، إن التضخم الأساسى تراجع إلى %7.8 على أساس سنوى خلال مايو مقابل %8.1 فى أبريل، وذلك رغم ارتفاع معدل التضخم الشهرى إلى %1.2 مقابل %0.4 فى أبريل، وقالت كابيتال إيكونوميكس، إن الزيادة فى معدلات التضخم خلال مايو بالتزامن مع رفع الدعم المنتظر على المحروقات يعنى أن المركزى أقرب إلى تثبيت أسعار الفائدة الشهر المقبل.

وأشارت إلى أن معدل التضخم الذى يغطى المناطق الحضرية ارتفع إلى %14.1 مقابل %13 فى أبريل وهو أعلى من مستهدفات البنك المركزى بين 6 و%12 بنهاية الربع الرابع لعام 2020.
أوضحت أن البيانات تشير إلى أن الضغوط التضخمية معظمها ناشئة من ارتفاع التضخم الغذائى، فأسعار الغذاء التى تمثل %40 من سلة أسعار المستهلكين، ارتفعت %15.1 الشهر الماضى مقابل %13 فى أبريل وهو ما يعادل %0.8 من معدل التضخم الشهرى.
وقالت إنه بالتزامن مع ذلك كان هناك ارتفاع طفيف فى الضغوط التضخمية فى عدد من القطاعات الأخرى، لكن حد منها جزئياً تراجع معدلات التضخم لقطاعات المواصلات والرعاية الصحية والأثاث.
وقالت يارا الكحكى، محلل الاقتصاد الكلى فى بحوث النعيم، إن التضخم جاء أكبر من توقعاتهم بدفع من ضغوط الطلب قبيل عيد الفطر وموسم رمضان، لكن حد من ذلك تراجع حدة تقلب الأسعار، خاصة للخضراوات والفاكهة، وأشارت إلى أن سعر الفائدة الحقيقى فى مصر تراجع إلى %2.15 بنهاية مايو مقابل %3.25 فى أبريل السابق له.

وتوقعت ارتفاع التضخم خلال شهرى يوليو وأغسطس المقبلين قبل أن يتدخل عامل سنة الأساس بدءاً من سبتمبر المقبل عقب رفع الدعم عن الوقود، وقالت إسراء أحمد، محلل الاقتصاد الكلى فى شعاع كابيتال، إن أسعار الخضراوات بقيادة الليمون ارتفعت %35.8 على أساس سنوى لتساهم بنحو %4.6 فى معدل التضخم السنوى على مستوى الجمهورية.
وتمسكت برؤيتها لتثبيت البنك المركزى أسعار الفائدة حتى نوفمبر المقبل، وأن تبلغ ذروة التضخم عند معدلات ما بين %15.8 و%16 خلال الربع الأول من العام المالى المقبل، على أن تهدأ خلال الربع الثانى من العام مستفيدة من أثر سنة الأساس المُفضل.
أوضحت أنه حتى لو هدأت معدلات التضخم فإن البنك المركزى سيتمسك بأسعار الفائدة المرتفعة لتجنب خسارة الجنيه كثير من قيمته بصورة متسارعة، وبرر حاتم نجيب تاجر خضراوات بسوق العبور أرتفاع أسعار الخضراوات بنسبة %18.1 خلال الشهر الماضى، مقارنة بشهر أبريل الماضى متأثرة بموجات أرتفاع درجات الحرارة وموسم الأعياد خلال الشهر الماضى، ما أثر على ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى تعدد الحلقات الوسيطة الموجودة بين التجار وبعضها حتى يصل السعر النهائى للمستهلك.
وتوقع نجيب استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة مع استقرار الأحوال الجوية مشيراً إلى أهمية توافر قواعد بيانات عن الاستهلاك والإنتاج بما يدعم مواجهة الأزمات.
وأرجع عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهره التجارية ارتفاع أسعار الدواجن الشهر الماضى بنسبة %3.6 مقارنة بشهر أبريل الماضى إلى زيادة معدلات الطلب عليها خلال شهر رمضان وموسم عيد الفطر.
وأضاف أن أسعار الدواجن شهدت ارتفاعاً طفيفاً خلال الشهر الجارى لتسجل 28 جنيهاً للكيلو مقابل 27 جنيهاً خلال الشهر الماضى، وقال أحمد جعفر، رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار مجموعة الأسماك الطازجة ارتفعت خلال شهر مايو إلى بسبب زيادة الطلب تزامناً مع توقف موسم الصيد فى خليج السويس والبحر الأحمر، وذلك أدى إلى نقص المعروض من الأسماك خلال الفترة الحالية.
وبرر يحيى الزنانيرى نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهره التجارية ارتفاع أسعار مجموعة الملابس الجاهزة بنسبة %1.3 خلال شهر مايو بارتفاع أسعار بعض الخامات ومستلزمات الإنتاج.
وأضاف: «من الممكن أن ترتفع الأسعار مجدداً مع تحريك أسعار الكهرباء والطاقة بداية من شهر يوليو المقبل وذلك وفقاً للتغييرات الجديده فى تكلفة الإنتاج».