لعبت الصدفة دورًا كبيرًا فى استضافة مصر لكأس الأمم الأفريقية 2019، بعد نقل البطولة من الكاميرون لعدم جاهزية ملاعبها، لذا علينا أن نستثمر هذه الصدفة لتصحيح مسارنا، وإنهاء السنوات العجاف التى غابت فيها الجماهير المصرية عن الملاعب.
ينظر البعض لحضور الجماهير للمباريات على أنه فقط من أجل بث الحماس فى نفوس اللاعبين، وتجميل صورة المدرجات بألوان المنتمين لكل فريق لكن الأمر أبعد كثيراً من ذلك، فبنظرة اقتصادية بحتة، يعد يوم المباراة هو أهم مصادر الدخل للأندية.
وتثبت الأرقام ذلك فعلى سبيل المثال بلغت عوائد الزمالك من بيع تذاكر مباراته أمام نهضة بركان المغربى بنهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية 3 ملايين جنيه، مع الوضع فى الاعتبار أن قيمة التذكرة كانت فى المتناول ومعظمها بقيمة 50 جنيهاً، ولم يتم طباعة تذاكر الملعب بالكامل وتم الاكتفاء بطرح 50 ألف تذكرة.
لنا أن نتخيل كم الخسائر المالية التى تعرضت لها الأندية المصرية منذ حادثة بورسعيد الحزينة فى فبراير 2012، بسبب غياب الجماهير.
لقد فقدنا الآلية والفكرة لعودة الجماهير لتصدح فى الملاعب، وتدعم خزائن أنديتها التى تعانى فى ظل الجنون الذى أصاب أسعار سوق انتقالات اللاعبين ليشهد كل موسم بطولة خاصة لعقد الصفقات.
وجاءت فكرة «بطاقة المشجع» من خلال تطبيق «تذكرتى» الذي يعد بداية علاج أزمة غياب الجماهير.
وعلى المستوى العالمى يمثل يوم المباراة، أحد أهم مصادر الدخل لأغنى أندية العالم، فريال مدريد بلغت إيراداته عن موسم 2017-2018، حوالى 751 مليون يورو بينها 143.5 مليون يورو عوائد يوم المباراة من تذاكر ومنافذ تجارية ومطاعم، وهو ما يوضح الأهمية التجارية لتواجد الجماهير فى الملاعب.
على مصر أن تحقق أكبر استفادة من تنظيم هذا الحدث الضخم، الذى يشهد تواجد لاعبين كبار صنعوا مجداً فى الكرة الأوروبية هذا العام بقيادة محمد صلاح وساديو مانى ونابي كيتا ورياض محرز وحكيم زياش.
وأخيراً يجب أن نعيد النظر فى سلوكياتنا حتى تعود الروح لملاعب كرة القدم بوجود الجماهير، وتستفيد الدولة والأندية مالياً.