إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال للسفن وتبديل الشحنات بهدف إخفاء النشاط
حصلت الصين على حوالي خمس غاز البترول المسال الذي تستخدمه كوقود للطهي وولاعات السجائر وصنع البلاستيك من الولايات المتحدة ، قبل أن تفرض بكين تعريفة بنسبة 25٪ على الغاز في أغسطس الماضي، مع اشتداد حدة النزاع التجاري بين الجانبين.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن المشترين لجأوا إلى إيران التي شكلت نحو ثلث الواردات في أبريل الماضي، قبل أن يمنع الرئيس الامريكى دونالد ترامب، جميع صادرات الطاقة من البلاد الشهر الماضى.
يأتى ذلك بعد أن توقفت الصين عن استيراد غاز البترول المسال الأمريكي، في أعقاب فرض التعريفة الجمركية في أغسطس الماضى
وقالت شركة “كبلر” لأبحاث الطاقة التى تتخذ من باريس مقرًا لها ، إن بعض العملاء الصينيين ما زالوا يقومون بعمليات الشراء من إيران.
وكشفت بيانات تتبع السفن، أن 5 ناقلات عملاقة على الأقل حمّلت غاز البترول المسال الإيراني في مايو ويونيو، وكانت متجهة إلى الصين.. وهذا يعادل في قيمته حوالي 100 مليون دولار من الغاز وفقا لحسابات “بلومبرج” الأمريكية.
وقال محلل الغاز لدى شركة “كبلر” ، إليا نيكلييف، فى مقابلة مع الوكالة الامريكية:”لقد بدأوا استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات لإخفاء نشاطهم، مثل إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال وكذلك الإشارة، عن قصد، إلى أماكن خاطئة مثل موانئ التحميل في قطر أو المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة”
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن مأزق المشترين الصينيين يبرز كيف تعطل سياسة التجارة الخارجية العدوانية للبيت الأبيض تدفقات السلع العالمية.
ومن أجل تجنب التراجع عن العقوبات الأمريكية ، سيتعين على مستوردي غاز البترول المسال في أكبر اقتصاد في آسيا ، اللجوء إلى إمدادات أكثر تكلفة من مناطق أخرى في الشرق الأوسط أو إفريقيا.
وتشتهر ناقلات البترول والغاز الإيراني، بإخفاء رحلاتها عن طريق إيقاف إشارات تحديد مواقع الأقمار الصناعية، وهي تقنية تُعرف باسم “الظلام” .. وتقوم بنقل الوقود بين السفن لإخفاء أصل الشحنة.
ومن الممكن أن تتخطى مصافي التكرير الصينية العقوبات الأمريكية من أجل استيراد البترول الإيراني إذ يتوقع المحللون عدم امتثال بكين للعقوبات.
وأعلن نائب وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت، يوم الجمعة الماضي، أن الصين ربما لا تمتثل للعقوبات الأمريكية على الخام الإيراني.. لكنه أعلن أنه ليس لديه أي دليل مؤكد يثبت ذلك.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن غاز البترول المسال بمثابة تصدير مهم لإيران، إذ شكل في عام 2017 حوالي 83٪ من شحنات المنتجات البترولية في البلاد بإجمالي 507 آلاف برميل يوميًا ، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الامريكية مقارنة بـ 2.5 مليون برميل يوميًا من صادرات الخام والمكثفات.
وتعهد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الشهر الماضي، بدعم جهود طهران لحماية مصالحها ولكن لم ترد وزارة التجارة، والإدارة العامة للجمارك، على طلبات للتعليق.
وأوضحت تقديرات شركة “كبلر”، أن الصين استقبلت 346 ألف طن أو 80٪ من صادرات إيران من الغاز الطبيعي المسال الشهر الماضى.
وقالت “كبلر”في مذكرة للعملاء إنه من المرجح أن تصدر إيران ما بين 400 ألف و 500 ألف طن في يونيو، مع 8 ناقلات عملاقة على الأقل ستحمل الوقود في الأسابيع المقبلة.
وأضافت الشركة أن 3 ناقلات عملاقة قامت بتحميل غاز البترول المسال من إيران الشهر الحالي، منها واحدة على الأقل متجهة إلى الصين.
وتوضح أرقام “كبلر” وبيانات الجمارك الصينية استيراد غاز البترول المسال من ايران.. لكن البيانات الصينية لا تحتوي على شحنات من دولة الخليج العربى منذ منتصف عام 2017.
وكانت إمدادات غاز البترول المسال الإيراني من بين أرخص المنتجات في العالم حيث تحول العملاء من اليابان إلى كوريا الجنوبية عن التعامل مع البلاد بعد العقوبات الأمريكية.
ومن المتوقع أن تتجه الصين إلى موردين آخرين، منهم قطر والمملكة العربية السعودية. لكن الشحنات ستكون أكثر تكلفة.
وقال كبير المستشارين لدى شركة “إف جى إى” في سنغافورة، هان وي أونج، إنه من غير المتوقع ضعف سوق الغاز الطبيعي المسال في النصف الثاني من العام الحالى ولذلك فإن الصين ستظل مضطرة إلى الاعتماد بشدة على إمدادات غاز البترول المسال من إيران وكذلك من قطر والمملكة العربية السعودية ونيجيريا وأنجولا لسد الفجوة.