قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن إنتاجية العمالة في المملكة المتحدة انخفضت في الربع اﻷول من عام 2019، وذلك للمرة الثالثة على التوالي.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، انخفاض إنتاجية العمالة بنسبة 0.2% في الربع الأول، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فالعمال البريطانيون يعملون بجد لفترات طويلة دون أي زيادة مقابلة في إنتاجهم للسلع والخدمات.
كان الانخفاض في إنتاجية المملكة المتحدة في الربع الأول مدفوعا بانخفاض إنتاجية قطاع التصنيع بنسبة 0.9% على أساس سنوي، بينما ارتفعت الإنتاجية في قطاع الخدمات بنسبة 0.2%.
وقالت كاثرين كينت، رئيسة الإنتاجية في مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، إن اﻷرقام الحديثة تعد استمرارا للغز الإنتاجية البريطانية، فهذا الركود المستمر في الإنتاجية خلال العقد الماضي يتعارض مع ما تم رؤيته بعد الانكماش الاقتصادي السابق.
وشهدت الإنتاجية ركودا كبيرا منذ الأزمة المالية، وهو اﻷمر الذي يتناقض مع حالات الركود السابقة، التي كانت تنخفض فيها الإنتاجية في البداية ومن ثم تتعافى مرة أخرى إلى معدلات النمو السابقة.
وقال جاك ليزلي، المحلل في مؤسسة “ريزوليوشن” البحثية: “تنخفض إنتاجية سوق العمل الآن بنسبة 30% تقريبا عما كان الحال عليه قبل الأزمة المالية”.
وعلى مدى العقد الماضي، كانت العديد من الشركات تفضل توظيف عمالة جديدة بدلا من الاستثمار في أعمالهم التجارية، مما تسبب في تفاقم ضعف النمو في الإنتاجية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت حالة عدم اليقين التي تحيط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ضعف مستوى الاستثمار التجاري.
ووفقا لبيانات نشرتها مؤسسة “كونفرنس بورد” البحثية في أبريل الماضي، تعد المملكة المتحدة الاقتصاد المتقدم الوحيد الذي قد يسجل تباطؤ في نمو الإنتاجية خلال العام الجاري.
ومن المتوقع نمو الإنتاجية في المملكة المتحدة بنسبة 0.2% في 2019، بانخفاض نسبته 0.3% عن العام الماضي، ولكن على النقيض من ذلك تماما، يتوقع تسارع الإنتاجية في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتبلغ 1.3% مع تسجيل ارتفاعات مماثلة في فرنسا وألمانيا وكندا.
ويتوقع ديف رامسدن، نائب محافظ بنك إنجلترا المركزي، تباطؤ نمو اقتصاد بريطانيا بشكل أكثر من المتوقع في عام 2020، في ظل ارتفاع مستوى المخاطر الهبوطية للإنتاجية في البلاد.