يرى متخصصون بقطاع التصميمات الهندسية، أن الطراز المعمارى الحديث هو النموذج السائد بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، ما يمثل عنصر جذب للمستهلكين فى الوقت الحالى، ويسهم فى سرعة تسويق المشروعات.
وقالوا إن المساحات بين المشروعات السكنية ساعدت على التغلب على فكرة العشوائية التى تحدث نتيجة المزج بين طرز معمارية مختلفة.
وأكدوا أن التصميم المعمارى أحد العوامل الرئيسية فى تحديد فترة تنفيذ المشروع وتكلفته الاستثمارية.
قال المهندس محمود صادق، رئيس مجلس إدارة المكتب الهندسى للتصميم والإنشاء، إنَّ الطرز المعمارية السائدة بمبانى العاصمة الإدارية تدخل ضمن مدرسة التصميم الحديث، ويتضح ذلك فى مبنى الجامع والكنيسة ومبانى الهيئات الرسمية، وبعض اﻷحياء كحى المال واﻷعمال.
أضاف أن ذلك يمثل عنصر جذب للمستهلكين، ويزيد من القيمة التسويقية للمشروع؛ لأنها من أكثر الطرز التى تتلاءم مع العملاء فى الوقت الحالى.
أوضح «صادق»، أن احتواء العاصمة الإدارية على طرز معمارية مختلفة لا يمثل عشوائية، ما دام كل منها حياً معزولاً عن اﻵخر، فالعشوائية تحدث عند المزج أو التداخل بين المبانى المختلفة من حيث التصميمات.
أشار إلى أن بعض الشركات العقارية طورت مشروعات معمارية بطرز مستمدة من الحضارات المصرية لكن بروح حديثة.
وقال إن مرحلة التصميم من المراحل اﻷساسية والتى يتحدد عليها فترة تنفيذ المشروع وتكلفته، فالتصميمات المعقدة تستغرق وقتاً أطول وتكلفة أعلى.
أضاف، أن توجه شركات التطوير العقارى لمكاتب تصميم أجنبية، يرجع لكفاءة المعماريين الذين يعملون تحت مظلتها، لكن ارتفاع أسعارها سيزيد من التكلفة اﻹجمالية للمشروع، ويرفع من قيمة الوحدة العقارية.
أوضح «صادق»، أن مصر تضم نخبة من أكفأ المصممين، الذى أسهموا فى تنفيذ مشروعات كبيرة بأنشطة استثمارية مختلفة.
وقال المهندس محمد زيدان، الرئيس التنفيذى لمكتب «أدفايزر للاستشارات – معماريون ومصممون»، إنَّ الطرز المعمارية لمبانى العاصمة الإدارية لم تعتمد على تصميمات موحدة، ما يعظم من فكرة التنوع الذى يجب أن يكون مدروساً عند وضع المخطط العام والتفصيلى للمشروع لتوفير التجانس بين المشروعات.
أوضح «زيدان»، أن المخطط العام للعاصمة الإدارية حافظ على المسافات بين المشروعات؛ تجنباً لتداخلها حتى لا يحدث ما يعرف بـ«التشوه البصرى».
أشار إلى أن التصميم المعمارى عامل مؤثر وأساسى فى تكلفة المشروعات العقارية، فالنموذج المعمارى الكلاسيكى تكلفته أقل من المودرن.
وقال إن المصممين يجب أن يلجأوا إلى تقليل استخدام الواجهات الزجاجية؛ تجنباً لزيادة الاحتباس الحرارى، واحتفاظها بأشعة الشمس، ما يؤدى لارتفاع استهلاك الكهرباء؛ نتيجة زيادة استخدام التكييفات.
أضاف أن القطاع العقارى يحتاج لتطوير مشروعات حديثة بروح تراثية، تمنح المكان هوية خاصة به تتوافق مع الحضارة المصرية.
وقال المهندس محمد جمال، رئيس مجلس إدارة شركة «موجا ديزاين للاستشارات الهندسية»، إنَّ الهوية المعمارية تنبع من الطرز التى ترتبط بالبيئة والمكان المستهدف لإقامة المشروعات.
أضاف أن العمارة تمثل انعكاساً للبيئة المحيطة بها، ولا تكون عشوائية، وتضع حلولاً، ووظيفة التصميم المعمارى أن يضع حلولاً للتغلب على المشكلات كارتفاع التكاليف والإضرار بالبيئة.
أشار إلى ضرورة توجه شركات الاستثمار العقارى لتطوير مشروعات تستمد تصميماتها من الطرز الإسلامية التى حاولت تقليل الفتحات الخارجية على المبانى للحد من ارتفاع درجات الحرارة واستبدالها بالمشربيات أو الفناء الداخلى للمبنى.
أوضح أن الدول الغربية تحاكى العمارة الإسلامية وطورت مبانى بفناء داخلى كبير مغطى بأسقف زجاجية، لتتوافق مع البيئة؛ ﻷنها تحتاج إلى إضاءات قوية داخل المبنى مع انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى استخدام الزجاج فى الواجهات الغربية والشرقية فقط؛ حتى لا ترتفع درجة حرارة المبنى، وبالتالى زيادة أحمال الكهرباء بفعل التكييفات المستخدمة لتبريد المكان.
وقال إن استعانة شركات التطوير العقارى بمكاتب خارجية لتصميم المبانى على أحدث الطرازات العالمية، أمر جيد إذا كان هؤلاء المصممون على دراية بالبيئة المصرية، وظروف المكان المستهدف للتطوير؛ لأن التصميم المعمارى غير المدروس سيضر بالمشروع.
أضاف أن تطوير مشروعات معمارية بتفاصيل كثيرة فى الواجهات سيرفع من التكلفة الإنشائية، مثل تطوير شركة «سيتى إيدج» لمشروع «الباروك» ليحاكى طراز القاهرة الخديوية المستمد من فنون عصر النهصة؛ حيث يتسم هذا الطرز المعمارى بالواجهات الغنية بالتصاميم والمنحوتات والقباب والزخارف وكثرة الأعمدة، ما يزيد من تكلفة المشروع.
أوضح «جمال»، أن الزيادة قد تكون أقل فى حالة تصميم واجهات معمارة حديثة تحد من زيادة أحمال الكهرباء.
أشار إلى ضرورة استعانة شركات التطوير العقارى بمدرسة المصمم الراحل حسن فتحى الذى يعد أكثر المعماريين الذين طوروا مبانى سكنية تتوافق مع البيئة المصرية وبخامات محلية مناسبة تتوافق مع طبيعة المكان وتحل المشكلات المحتملة.
كتب: وليد فاروق