أثار إعلان تحدى شركات المشروبات الغازية والخاص بإعلان بعض لاعبى المنتخب القومى واعتذارهم عن الخروج المخزى من دور 16 لبطولة كاس الأمم الأفريقية والتى تستضيفها مصر على أرضها ووسط استياء مائة مليون مشجع وأجواء وملاعب وبنية تحتية وتنظيم وجماهير.
عوامل كثيرة أعلنت عن نجاح البطولة قبل انطلاقها وكان ينقصها تتويج المنتخب بطلاً للبطولة، ولكن هنا أى منتخب وأى لاعبين يستحقون أولاً ارتداء تيشيرت منتخب مصر واللعب باسمه وأى لاعبين يستحقون حمل كأس البطولة، فلكل مجتهد نصيب ومن جد وجد ونحن لا اجتهدنا ولا كنا جادين بالقدر الكافى الذى يمنحنا البطولة ومنذ الإعلان عن تشكيل المنتخب بدأ الإحساس بالفشل والهزيمة يتسرب لملايين المصريين بعد الإصرار على اختيار أسماء بعينها للانضمام للمنتخب لا يسمنون ولا يغنون من جوع وعطش الاشتياق البطولات واستبعاد لاعبين أقل ما يوصفون به الرجولة والإصرار والعزيمة على إثبات الذات والتعطش لبطولة قارية تعد من كبرى البطولات، ولكن من يستحق المحاسبة على تلك الجريمة العظمى التى لا تقل عن الخيانة لبلد وشعب بأكمله وتفضيل مصالح شخصية معينة فى أكبر قضية فساد يشهد عليها التاريخ من تاريخ مصر المعاصر، فإذا أردت الإصلاح واجه الفساد بقوة وابتره من جذوره ولا تجعل له جذراً ينمو من جديد لذا يجب تحمل هذا الجيل عما سببوه من جرح غائر فى نفوس ملايين المصريين وقتل فرحة ملايين الأطفال الأبرياء الذى وجدت مصر فى البطولة فرصة لزرع الوطنية والانتماء مع ترديد النشيد الوطنى فى كل مباراة
ولكن هناك دوافع أخرى دفعتنى للكتابة والإفصاح عما بداخلى من نار وحرية الهزيمة المرة وهو مشهد لاعبى الجزائر ولاعيبيه الدوليين الذين وقفوا يتباكون بصدق وليس بكاء التمسايح لمجرد شعورهم بالخروج من البطولة وإصرارهم على استكمال المشوار نحو حمل كأس البطولة تلاها منتخب تونس الذى احتل المرتبة الثالثة فى مجموعته وها هم الآن بالمربع الذهبى ينافسون على كأس البطولة فما هو السبب الحقيقى فى خروج المنتخب المصرى الإجابة بكلمة واحدة الفساد الذى يقتل كل ما هو اخضر ويابس فالتوريث فى الرياضة فساد وإصرار كبار اللاعبين على فرض! أبنائهم على الأندية على حساب مواهب حقيقة الفساد الأعظم فى الرياضة المصرية وتوريث قيادات وإدارات الأندية لأبنائهم وفرضهم على الجمعيات العمومية فساد وقتل المواهب الشابة فى اختبارات الأندية لعدم امتلاكهم “الواسطة” فساد وإهمال لاعبى مراكز الشباب من قبل الأندية الكبرى فساد كلها صور مختلفة من صور الفساد فمن يدفع فاتورة هذا الفساد ناهيك عن الخسائر التى ترتبت على الخروج وهى لاتحظى واهدار ملايين الدولارات على الدولة نتيجة عدم الفوز بالبطولة والتى تقدر بـ 4.5 مليون دولار أى ما يعادل 76 مليون جنيه ناهيك عن خسائر شركات ووكالات الدعاية والإعلان وخسائر القنوات الرياضية والبرامج الرياضية من قيمة الإعلانات التى فقدتها والتى لن تقل عن 150 مليون جنيه مصرى.
أفلا يستحقون محاسبة جادة ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم حرية التلاعب بمصائر البلاد ومقدراتهم والأهم بمعنويات الشعوب من يتحمل تلك الفاتورة؟
بقلم – محمد ناقد: