«السيسى» يفتتح المرحلة الثانية من المشروع القومى للصوب الزراعية

التنسيق مع وزارة الزراعة وغرف التجارة ورجال الأعمال لضبط آليات السوق

1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان

بدء إنشاء 10 آلاف بيت زراعى على مساحة 100 ألف فدان

البيوت الزراعية العادية تستهلك مياهاً أقل 40% من الزراعات المكشوفة

1.5 مليون طن خضراوات سنوياً من المشروع بحلول عام 2021

افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم السبت، المرحلة الثانية من المشروع القومى للصوب الزراعية، وتشمل 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان فى قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، بالإضافة إلى مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التى يتم إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور.

وتصل الطاقة الإنتاجية للمرحلة الثانية الى 184 ألف طن من الخضراوات سنوياً، ويضم الموقع محطة للفرز والتعبئة وثلاجات للحفظ بطاقة ألف طن من الخضراوات؛ حيث أتاح المشروع فى موقع الحمام أكثر من 15 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة للشباب من مختلف التخصصات.

ومن المتوقع أن تحقق إنتاجية المرحلة الأولى من المشروع نحو 4.7 مليار وحدة من البذور، اعتباراً من نهاية عام 2022 تمثل نحو 60% من احتياجات السوق المحلى.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاح المشروع، ضرورة التنسيق مع وزارة الزراعة وغرف التجارة ورجال الأعمال لضبط آليات السوق المصرى وتحقيق التوازن، وقال: «نعمل جميعاً من أجل المصريين ونعمل على بناء قدرة الدولة».

واستعرض الرئيس عدداً من المشكلات المتعلقة بالتعديات على أراضى محور المحمودية وكينج مريوط، وكلف القوات المسلحة والجهات المسئولة بحل المشكلات القائمة على محور المحمودية خلال يومين، مشيراً إلى «أننا نواجه تحدياً فى مسألة النمو السكانى».

وأضاف: «ما نقوم به هنا أننا نعمل ضبط لآليات السوق بزيادة حجم المعروض، وهذا لا يمنعنا من التنسيق مع رجال الأعمال والعاملين فى هذه القطاعات، لأننا يهمنا أن يكون هناك توازن فى السوق.. نحن بحاجة لهم معنا لأن السوق المصرى سوق كبير».

وتابع الرئيس: «نحن بحاجة إلى التنسيق من خلال وزارة الزراعة، وغرف التجارة، والغرف الأخرى لكى يكون مسارنا متوازناً».

وأضاف: «النقطة الثانية خاصة بتواجدكم فى الأسواق، يعنى فى سوق العبور والأسواق الأخرى.. انتو مع التجار نحن لن نتفق مع التجار على الناس يعنى، ولكن نتفق إننا نعمل توازن وإلا الموضوع سيدخل فى سجال ما افتكرش إن ده مناسب، نحن نريد أن نتحرك مع بعض، ونريد تحقيق توازن«.

وتابع: «زى ما شفتوا إن المشاريع التى نقوم بها فى اطار بناء القدرة (قدرة الدولة)، وكما رأيتم فإن 100 ألف فدان صوب تكفى 20 مليون».

قال «السيسى»: «إن الدولة تواجه تحدياً كبيراً فى النمو السكانى، وقد حاولنا ما أمكن أن نختار الأماكن التى فيها أعداد ضخمة فمثلاً الإسكندرية بها 5 أو 6 ملايين مع البحيرة على الرغم من أن البحيرة فيها أراضٍ زراعية ولكننا أيضاً نبنى مدناً جديدة هنا، ويجب أن يكون هناك منتج يلبى مطالب هذه المدن بشكل أو بآخر».

وقال اللواء مصطفى أمين، مدير عام مشروعات جهاز الخدمة الوطنية، إنَّ مشروعات الإنتاج الزراعى من أهم تلك المجالات التى تتعلق بالأمن الغذائى للشعب المصرى، لذلك قام الجهاز والشركة الوطنية للزراعات المحمية بالبدء فى تنفيذ المشروع القومى لإنشاء 10 آلاف بيت زراعى والأنشطة الإنتاجية المكملة لها على مساحة 100 ألف فدان فى عدة مناطق وهى منطقة الحمام فى مرسى مطروح والعاشر من رمضان وأبوسلطان وقرية الأمل بالإسماعيلية واللاهون بمحافظة الفيوم والفشن ببنى سويف والعدوة بالمنيا.

وأضاف: يتم أيضاً تنفيذ مشروع إنتاج تقاوى البطاطس، وذلك من خلال زراعة الأنسجة الخاصة بها وتنفيذ مراحل إكثارها بدءاً بإنتاج درنات «الميكروتيوبر»، وانتهاءً بانتاج التقاوى اللازمة للزراعة.. حيث تقدر جملة المساحات التى تزرع فى مصر بمحصول البطاطس سنوياً خلال العروات الثلاث الصيفية والشتوية والنيلية بنحو 400 ألف فدان تنتج حوالى 4 ونصف المليون طن تتطلب هذه المساحات نحو 480 ألف طن من درنات التقاوى يتم استيراد 35% منها.

ويجرى تنفيذ مراحل المشروع من خلال الشركة الوطنية للزراعات المحمية ثم الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية شرق العوينات وبالتنسيق مع وزارة الزراعة لإنتاج حوالى 200 ألف طن كمرحلة أولى من تقاوى البطاطس المعروفة بـ(جى 3) سنوياً، وذلك اعتباراً من نهاية عام 2021.

وأشار إلى أن الزراعة تختص فى الاستخدامات المائية بنحو 63 مليار متر مكعب سنوياً تمثل نحو 79% من جملة الموارد المائية العذبة المتاحة فى مصر، مؤكداً ضرورة تعظيم الاستفادة من وحدة الأرض ووحدة المياه بتطبيق الأساليب العلمية الحديثة فى تنفيذ المشروعات الزراعية لزيادة الإنتاج مع ترشيد التكاليف.

وقال إن استخدام البيوت الزراعية يحقق ترشيداً كبيراً فى استهلاك مياه الرى وفى استخدامات وحدة الأرض أيضاً، موضحاً أنه فى البيوت الزراعية العادية يقل استخدام المياه بنحو 40% عنها فى الزراعات المكشوفة على نفس المساحة مع تحقيق ضعف الإنتاجية.

وأضاف أن البيوت الزراعية عالية التكنولوجيا تحقق ترشيداً بنحو 80% من مياه الرى، مع زيادة فى الإنتاجية تصل لنحو 4 أمثال، ويتحقق ذلك من خلال منظومة التحكم البيئى فى درجات الحرارة والرطوبة والتهوية ومستويات الإضاءة المطلوبة، والعمل على زيادة المعروض من بعض أصناف الخضراوات الطازجة فى الأسواق بالأسعار المناسبة والجودة العالية على مدار العام.

قال إنه استكمالاً لتنفيذ باقى مراحل المشروع القومى لإنشاء البيوت الزراعية، فإنه جارٍ العمل الآن فى مناطق أبوسلطان بالإسماعيلية، واللاهون بمحافظة الفيوم، ومنطقة الفشن والعدوة بمحافظتى بنى سويف والمنيا على إنشاء 7853 بيتاً زراعياً على إجمالى مساحات 87 ألفاً و500 فدان.

وأضاف: «إن المشروع القومى لإنشاء وزراعة أكثر من 10 آلاف بيت زراعى على 100 ألف فدان الجارى تنفيذه، ويتم اليوم افتتاح المرحلة الثانية منه سوف يحقق باستكماله فى عام 2021 أكثر من 1.5 مليون طن من الخضراوات سنوياً، مع إتاحة أكثر من 300 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة».

تابع: بدأنا جنى ثمار المشاريع الزراعية العملاقة، ففى مدينة العاشر من رمضان تم إنشاء 600 بيت زراعى متوسط التكنولوجيا على مساحة 2500 فدان، وتمت إضافة 1600 فدان أخرى لتصبح المساحة الإجمالية 4100 فدان ينشأ عليها 900 بيت زراعى مساحة كل منها 2.5 فدان وتمت زراعتها بمحاصيل الخضراوات المختلفة، موضحاً أنه تمت إضافة 200 فدان مانجو فى المتخللات داخل المزرعة.

وأشار إلى أنه تم إنشاء محطة الفرز والتعبئة بطاقة فرز 400 طن يومى وطاقة تخزين مبرد 800 طن، وطبقاً لتقديرات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يستهلك الفرد فى العام حوالى 112 كيلو جراماً من الخضروات، موضحاً أن مشروع العاشر من رمضان يستهدف إنتاج 114 ألف طن من الخضراوات المختلفة وتوفيرها بأسعار اقتصادية للمواطن، ويمد المشروع حوالى مليون نسمة من سكان محافظتى القاهرة والشرقية باحتياجاتهم من الخضر على مدار العام.

وقال اللواء محمد عبدالحى محمود، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، إنه تم إنشاء 529 صوبة زراعية فى الإسماعيلية بقرية الأمل، كما تمت إضافة 1640 فداناً فى المنطقة شرق مدينة الإسماعيلية الجديدة؛ حيث جارٍ زراعتها بأشجار المانجو من الأصناف عالية الجودة وذلك باستخدام نظم الرى الحديثة لتحقيق أعلى إنتاجية للمشروع.

وأوضح أن قطاع قرية الأمل يستهدف فى الموسم الزراعى 2019- 2020 إنتاج 4300 طن من أصناف الخضراوات المختلفة تكفى احتياجات حوالى 40 ألف مواطن من سكان القنطرة والإسماعيلية.

وفى منطقة أبوسلطان، تم إنشاء 2353 بيتاً زراعياً متوسط التكنولوجيا على مساحة 12 ألفاً و500 فدان؛ حيث تبلغ مساحة البيت الزراعى الواحد فدانين ونصف الفدان، وتم إنشاء القطاع بالتعاون مع شركات صينية، على أن يتم افتتاحه فى نهاية العام الجارى، كما تم إنشاء محطة للفرز والتعبئة بطاقة فرز 800 طن فى اليوم وطاقة تخزين 1800 طن ويستهدف القطاع إنتاج 259 ألف طن من أصناف الخضراوات المختلفة تكفى استهلاك حوالى 2.5 مليون نسمة من محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد.

وفى الفيوم بمنطقة اللاهون تم إنشاء القطاع على مساحة 13 ألف فدان ويحتوى على 800 بيت زراعى متوسط التكنولوجيا، مساحة البيت الزراعى الواحد 6 أفدنة بالتعاون مع شركة «روفيبا» الإسبانية، و1200 بيت زراعى متوسط التكنولوجيا مساحة البيت الزراعى الواحد 2 ونصف الفدان من تصميم وتصنيع مهندسى الشركة الوطنية للزراعات المحمية ومجموعة أخرى من الشركات الوطنية.

وأشار إلى أنه من المخطط إنشاء محطة للفرز والتعبئة بطاقة فرز 800 طن فى اليوم وطاقة تخزين مبرد 1800 طن، مخطط الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع 301 ألف طن من أصناف الخضراوات المختلفة تكفى استهلاك 2.7 مليون نسمة فى محافظتى القاهرة والجيزة.

قال خوسيه خومنيس، رئيس مجلس إدارة شركة (ميريديان) الإسبانية للبذور: «إن مصر تشهد اليوم واحدة من أفضل لحظاتها الزراعية وأصبحت تمتلك أكبر مشروع للصوب الزراعية فى العالم، ونحن على بعد أشهر قليلة فقط من إنتاج بذور الخضراوات المهجنة «إف 1» مصرية 100%، وذلك مع تزايد الطلب على البذور فى البلاد والسوق العالمى».

وأضاف أن شركته عملت مع الشركة الوطنية للزراعات المحمية على اختيار أفضل الأصناف ذات الإنتاج العالى ومقاومة الأمراض والتكيف مع الظروف المحلية، مبيناً أن الخطوة التالية ستكون إنتاج البذور الخاصة فى الصوب الزراعية التى تم إنشاؤها حالياً.

وأوضح أن الشركة تخطط لأن يصبح أول إنتاج لها من البذور الهجينة بداية من ربيع عام 2020 سواء البذور اللازمة الحقول المفتوحة أو البذور فى الزراعات المحمية، لافتاً فى الوقت ذاته إلى أن شركته ستعمل على تكوين أول فريق علمى مصرى وفريق آخر إسبانى لإنتاج وتطوير أصناف جديدة من البذور المصرية خلال السنوات العشر القادمة.