هبوط حاد أصاب أسعار الجلود الطبيعية، تأثراً بانصراف الموضة العالمية والمحلية عن استخدامها فى صناعة الأحذية، بعد أن اتجه المستهلكون إلى الأحذية الرياضية المصنوعة من المنسوجات والجلود الصناعية، وهو ما دفع أسعار الجلود الخام لانخفاض أسعارها، وتسعى شركات الأحذية المحلية، لإعادة توجيه أذواق المستهلكين مُجددًا إلى الأحذية المصنوعة من الجلود الطبيعية للاستفادة من وفرتها ووصول الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
قال يحيى زلط، رئيس مركز تكنولوجيا الجلود المتطورة بالعاشر من رمضان، إن اتجاه الموضة العالمية إلى الجلود الصناعية بدلًا من الصناعية خلال السنوات الأخيرة، أدى إلى تراجع صادرات الأحذية المصنوعة من الجلود الطبيعية بشكل ملحوظ.
وأضاف لـ «البورصة»، أن نحو %65 من الموديلات النسائية من الأحذية تعتمد على الجلود الصناعية، مقابل حوالى %20 للموديلات الرجالية، فى ظل اتجاههم إلى الكوتشى والأحذية الرياضية، وأشار إلى أن سعر الجلود الطبيعية هبط على مستوى العالم كله وليس فى مصر فقط، حتى الأكثر جودة منها كالجلود الأمريكية.
وذكر أنه سيزور الصين وتركيا الأسبوع المقبل، لدراسة كيفية تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الجلود الطبيعية، وإعادة دمجها فى صناعة الموضة النسائية من جديد، كوْنها ثروة مهمة وصحية عن أنواع الجلود الأخرى.
قال زلط، إن بعض مصانع الأحذية بالمركز، اتفقت على ضخ موديلات جديدة من الأحذية الحريمى المصنوعة من الجلد الطبيعي، سبتمبر المقبل، لمواكبة اتجاهات الموضة العالمية، وقال محمد كما، خبير موضة، إن البساط سحب من تحت أقدام الجلود الطبيعية لصالح الجلود الصناعية، ولكن باختلاف الأسباب من مجتمع لآخر.
وأضاف أن السبب فى مصر، يكمن فى بحث المستهلكين عن منتجات أقل سعراً فى ظل الحالة الاقتصادية، فى حين يعود الأمر فى الدول الأوروبية إلى أن الأحذية الرياضية أكثر راحة لهم.
وتابع: «المجتمعات الغربية تبحث عن منتجات صديقة للبيئة وتقف فى صف حقوق الحيوان، وهو ما دفعهم إلى الإقبال على الأحذية المصنوعة من الجلود الصناعية بدلًا من الطبيعية».
وقال محمود سرج، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن %60 من الجلود الخام غير صالحة للاستخدام فى الدباغة، بسبب سوء حالة جلد الحيوان قبل ذبحه نتيجة ما يسمى بـ «الجلد العقدى» الذى انتشر فى السنوات الماضية، بالإضافة إلى سوء السلخ من قبل غير المتخصصين.
وأضاف لـ «البورصة»، أن أسعار الجلود الطبيعية تأثرت بانخفاض السعر العالمى، إذ انخفضت أسعار الجلود الخام الأمريكية إلى 10 دولارات، والأرجنتينية إلى 4 دولارات، فى حين ان الجلود البرازيلية تكاد تباع دون مقابل.
وأشار إلى أن توجهات الموضة العالمية أحد أسباب تراجع الطلب على الجلود فى ظل الإقبال على الأحذية الرياضية، خصوصا أن سوء جودة الجلود أصاب غالبية الأسواق الموردة عالميًا.
وقال شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية بغرفة القاهرة التجارية، إن الأحذية المصنوعة من الجلود الطبيعية ما زال لها رونقها وبريقها لدى المستهلكين الذين اعتادوا عليها.
وأضاف أن شركات صناعة الجلود لم تشعر بانخفاض كبير فى سعر الجلود المدبوغة رغم وفرة المعروض، إذ يبلغ متوسط سعر القدم من الجلد البقرى أو الجاموسى نحو 35 جنيهًا.
وأرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة الهالك والجلود غير المناسبة للدباغة بسبب سوء سلخ أو أمراض أصابت جلد الحيوان قبل ذبحه. واستبعد حمدى حرب، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أن يكون للموضة علاقة بتراجع الطلب على الجلود، إذ ان غالبية الأحذية المطروحة بالأسواق مصنوعة من الجلود الطبيعية، خصوصاً الموديلات النسائية.
وقال إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وراء تراجع الطلب العالمى على الجلود، مما انعكس سلبًا على مدابغ الروبيكى التى توجه %90 من إنتاجها إلى الأسواق الخارجية.
وأشار حرب إلى أن الأسعار المنخفضة للجلود خلال عيد الأضحى تقتصر على الهالكة التى سلخت من قبل غير المتخصصين: «تلك الجلود لا تصلح للاستخدام، بل مصيرها القمامة».
كتبت: مي خاطر