تراجع معدل التضخم فى كوريا الجنوبية إلى الصفر للمرة الأولى على الإطلاق الأمر الذى يعيق التوقعات المستقبلية لاقتصاد تعصف به بالفعل المعارك التجارية وضعف الطلب العالمى، وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء، أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 0% فى شهر أغسطس، مقارنة بمستويات العام الماضى.
وقال بنك كوريا الجونبية المركزى، إن الناتج المحلى الإجمالى نما بنسبة 2% فى الربع الثانى، مقارنة بمستويات العام الماضى.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن عدم اليقين الناجم عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والخلاف بين كوريا الجنوبية واليابان قد منع الشركات المحلية من الاستثمار والتوظيف الأمر الذى أثر بدوره على الطلب المحلى.
وجاءت قراءات التضخم والناتج المحلى الإجمالى بعد أن أظهرت البيانات أن صادرات كوريا الجنوبية تراجعت بنسبة 13.6% فى الشهر الماضى الأمر الذى مدد سلسلة التباطؤ إلى 9 أشهر متتالية.
وقال ها كيون هيونج، الخبير الاقتصادى في مصرف “شينهان” الاستثمارى إن معدل الطلب فى كوريا الجنوبية كان ضعيفًا بالفعل وعملت عوامل العرض على تسريع تباطؤ التضخم.
وأضاف: “يمكن أن تسجل أسعار المستهلكين حركات سلبية في نوفمبر المقبل، لكن الأسعار ستتعافى على الأرجح إلى مستوياتها الطبيعية فى ديسمبر”.
وأوضح محافظ البنك المركزى، لى جو يول، فى الأسبوع الماضي أن ارتفاع أسعار السلع الزراعية فى العام الماضى قد يسهم فى تضخم المعدل السلبي لعدة أشهر لعدة أشهر متوقعًا ارتفاع أسعار المستهلكين إلى حوالى 1% فى أوائل العام المقبل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى خفض فيه البنك المركزى توقعاته للنمو والتضخم لعام 2019 إلى 2.2% و0.7% على التوالى في يوليو.
وعلى الرغم من حفاظ بنك كوريا المركزى، على أسعار الفائدة دون تغيير فى أغسطس، فإن العديد من الاقتصاديين يتوقعون خفضًا آخر فى اجتماعه أكتوبر المقبل حيث أن ضعف الطلب الخارجى وتصاعد المعارك التجارية أظلم توقعات الاقتصاد الكوري الجنوبى الذى يعتمد على التجارة.
وقال جوستين خيمينيز، المحلل لدى وحدة “بلومبرج ايكونوميكس”، إن الإنفاق الحكومى كان أكبر محرك لنمو الناتج المحلى الإجمالى فى الربع الثانى بعد أن تسببت حالة عدم اليقين فى كبح أنشطة القطاع الخاص.
وأضاف: “توقعات النمو الصعبة وتسجيل التضخم تراجعًا فى كوريا الجنوبية تدفع البك المركزى لتقديم المزيد من الدعم”.