عندما يلجأ المستهلكون، لاستخدام منتج أو خدمة لشركة مسئولة اجتماعياً، فإنهم يشعرون بأنهم يقومون بواجبهم تجاه المجتمع، وكلما كانت الشركة مسئولة اجتماعياً، كلما أصبح المجتمع والمستهلكون أكثر دعماً لها.
ورغم أن عشرات الآلاف من الشركات تؤدى دورها تجاه المجتمعات، إلا أن جهود الشركات العالمية الكبرى لها نتائج بعيدة المدى، ربما تؤثر على القضايا العالمية الكبرى، بداية من قضايا الجوع والصحة وحتى الاحتباس الحرارى.
وتأتى المسئولية الاجتماعية للشركات فى أشكال عديدة، إذ يمكن أن تتم المسؤولية من خلال العطاءات الخيرية أو الحد من انبعاثات الكربون وتحسين سياسات العمل، والمشاركة فى التجارة العادلة، أو التطوع لخدمة المجتمع، أو تقديم سياسات تفيد البيئة، أو حتى استثمارات ذات وعى اجتماعى وبيئى.
وسلط موقع مؤسسة “ديجيتال ماركتنج إنستيتيوت” الأيرلندية، الضوء على عدد من العلامات التجارية الكبرى التي تبنت مفهوم المسئولية الاجتماعية بنجاح، إذ سعت تلك العلامات لحماية الكوكب والتزمت بتحسين جودة حياة المجتمعات التى تتواجد ضمن نطاقها بشكل يومى.
وركزت شركة “جونسون آند جونسون “المتخصصة فى تصنيع الأجهزة والأدوية الطبية، فى مسئوليتها الاجتماعية، على الحد من تأثيرها الضار على كوكب الأرض لـ3 عقود، من خلال مبادرات تتراوح بين الاستفادة من طاقة الرياح إلى توفير المياه الصالحة للشرب للمجتمعات فى العالم بأسره.
واشترى العملاق العالمى، موردا للطاقة فى بلدة بادهاندل بولاية تكساس الأمريكية، ليساعده في الحد من التلوث، مع توفير بديل اقتصادى ومتجدد للطاقة الكهربائية، ولاتزال الشركة تواصل البحث عن خيارات الطاقة المتجددة، بهدف توفير 35% من احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة.
وتعتبر شركة “جوجل” الأمريكية محل ثقة، ولا يرجع السبب فى ذلك إلى مبادراتها الصديقة للبيئة فقط، بل أيضاً إلى رئيسها التنفيذى سوندار بيتشاى، الذى يتصدى للقضايا الاجتماعية، بما في ذلك تعليقات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المعادية للإسلام.
وحصلت “جوجل” أيضاً على تقييم عالي فيما يخص المسئولية الاجتماعية للشركات، ويرجع ذلك جزئياً إلى استخدام مركز البيانات الخاص بها لطاقة أقل بنسبة 50% من الشركات الأخرى فى العالم، كما أنهم استثمروا أكثر من مليار دولار فى مشاريع الطاقة المتجددة، وتمكين الشركات الأخرى من الحد من تأثيرها على البيئة.

الحد من انبعاثات الكربون وتحسين سياسات.. العمل أبرز محاور العمل
وأدخلت شركة “كوكاكولا”، تغييرات كبيرة في سلاسل التوريد الخاصة، واستثمرت فى شاحنات جديدة تعمل بالوقود البديل، بدلاً من أسطول شاحناتها الضخم الذى يساهم بنحو 3.7 مليون طن مترى من الغازات الدفيئة فى العالم، بهدف الحد من انبعاثات الكربون بنسبة 25% بحلول عام 2020.
ويخطط صانع السيارات الأمريكى “فورد موتور” لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال استخدام محرك “إيكوبوست” لزيادة كفاءة استهلاك الوقود، كما يخطط لاستثمار 11 مليار دولار فى تصنيع مركبات كهربائية بحلول عام 2022، بالإضافة إلى ذلك، يعتمد وكلاء “فورد” على أنظمة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية لتزويد مواقعهم بالطاقة، مما يحد بشكل كبير من استخدامهم للكهرباء، وتقدم شركتا “نيتفلكس” الأمريكية و”سبوتيفاى السويدية” مزايا عديدة لدعم موظفيها وعائلاتهم.
فشركة “نيتفلكس” تقدم إجازة أبوة مدفوعة الأجر لمدة 52 أسبوعاً ويمكن أخذ هذه الإجازة فى أى وقت سواء كان فى العام الأول من حياة الطفل أو فى أى وقت آخر يتناسب مع احتياجات الطفل، ويأتى هذا الأمر بالمقارنة مع شركات التكنولوجيا الأخرى التي تقدم إجازة لمدة 18 أسبوعاً فقط، كما تقدم “سبوتيفاى” برنامجاً مشابهاً رغم أن مدة الإجازة المدفوعة هى 24 أسبوعاً فقط.
وتستخدم شركة “فايزر” العالمية لتصنيع الأدوية، مصطلح “مواطنة الشركات” في محاولة لصياغة مبادرات المسئولية الاجتماعية للشركات، التي تعتقد أنها جزء أساسى من شركتهم.

وتقود الشركة مبادرات في جميع أنحاء العالم، لرفع الوعي بالأمراض غير المعدية، فضلاً عن توفير الرعاية الصحية للنساء والأطفال التى يحتاجون لها، كما خفضت الشركة سعر لقاح Pevenar 13 من أجل المحتاجين ولحالات مثل اللاجئين وأماكن الطوارئ.
وتتبرع شركة “ويلز فارجو” للخدمات المالية بما يصل إلى 1.5% من إيراداتها السنوية للأعمال الخيرية، وجمعت الشركة ما يصل إلى 286.5 مليون دولار في عام 2017 فقط لصالح أكثر من 14500 مؤسسة غير ربحية من خلال الأعمال الخيرية مثل بنوك الطعام والحاضنات لتسريع سرعة التسويق للشركات الناشئة، كما أنها توفر للموظفين إجازة مدفوعة الأجر لمدة يومين سنوياً للتطوع لصالح الأعمال الخيرية التى يختارونها.
واعتاد صانع الأحذية الأمريكى “تومز”، التبرع بزوج من الأحذية مقابل كل زوج يبيعه، ليتبرع بذلك بأكثر من 60 مليون زوج من الأحذية للأطفال المحتاجين، وتستخدم الشركة أيضاً الأرباح لمساعدة المكفوفين من خلال توفير النظارات الطبية والعلاجات الطبية اللازمة وتوفير مياه الشرب الآمنة وبناء شركات في الدول النامية لتوفير مزيد من الوظائف، كما أنهم يؤيدون بشدة الحملات المناهضة للتنمر والبلطجة ويعملون مع عدة منظمات غير حكومية ومنظمات غير ربحية لوضع أمثلة للسلوك الأخلاقى.
وتستثمر شركة “بوش” الأمريكية لصناعة معدات ومستلزمات السيارات، نصف ميزانية البحث والتطوير لديها في تقديم التكنولوجيا المتقدمة لحلول حماية البيئة، كما أنها تعتزم استثمار ما يصل إلى 50 مليون يورو لدعم الجامعات وبرامج البحوث التى تركز على البيئة والطاقة والتنقل فى ألمانيا والهند والولايات المتحدة والصين من خلال شبكة بوش لأبحاث الطاقة بحلول عام 2021.
وأطلقت شركة جنرال إلكتريك العالمية منذ أكثر من عقد من الزمان، استراتيجيتها المعروفة باسم “إيكوماجينيشن”، والتي تهدف من خلالها إلى مضاعفة الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة وجنى إيرادات تصل إلى 20 مليار دولار من المنتجات الخضراء.

صانع الأحذية الأمريكى “تومز” يتبرع بزوج من الأحذية مقابل كل زوج يبيعه
وقامت الشركة الأمريكية بتصنيع قاطرة Evolution Series Tier 4 التى تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 70%، كما أنها أطلقت مزرعة الرياح الرقمية التي تمكنها من زيادة إنتاج طاقة مزرعة الرياح بنسبة 20%، وتلتزم شركة “والت ديزنى” بتقليل انبعاثاتها الكربونية والتخلص من النفايات والالتزام بالحفاظ على المياه، كما أنها تضمن وضع سياسات عمل دولية صارمة لحماية سلامة وحقوق موظفيهم.
وتعتبر الشركة نشطة في المجتمع وتشجع موظفينها على فعل الأمر نفسه، فهم لديهم أيضاً مبادرات للمعيشة الصحية لتعزيز عادات الأكل الصحية بين الموظفين، وتسعى “ليجو” صانع الألعاب الدنماركى استثمار ما يصل إلى 150 مليون دولار خلال الـ 15 عاماً المقبلة مع التركيز على معالجة التغييرات المناخية والتخلص من النفايات.
كما أنها خفضت مواد التغليف وتتجه نحو الاستثمار فى مصدر بديل للطاقة وتخطط لتوفير 100% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، ولتحقيق ذلك سوف توظف الشركة فريقاً يعمل على دعم التزامها تجاه استخدام مواد وخطط مستدامة لزيادة نسبة إعادة التدوير إلى 90%.