تتمثل أهم العوائق التى تواجه مدينة الروبيكى للجلود بالعاشر من رمضان، فى عدة أمور أكثرها إلحاحا وصول محطة الصرف الصناعى الحالية إلى طاقتها القصوى، واحتياج المدينة إلى محطة إضافية.
كما تبرز مشكلة انقطاع المياه، وهى المشكلة الأخطر، إذ تعد المياه روح الدباغة، بجانب مشكلة نقص عدد أتوبيسات نقل العمال من وإلى المدينة.
طالب عبدالرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، الحكومة، بإضافة محطة صرف صناعى جديدة بمدينة الروبيكى للجلود، فى ظل وصول المحطة الحالية للطاقة القصوى.
أضاف أن محطة الصرف، بلغت طاقتها القصوى، رغم أن المدابغ تعمل بنحو %70 من الطاقة الإنتاجية فقط، فى ظل انخفاض الصادرات خلال المرحلة الحالية.
وذكر الجباس صاحب مدبغة «الرواد» بالروبيكى، أن قرار حصوله على توسعات إضافية ضمن المرحلة الثانية من المدينة، مرهون بانتهاء حالة الركود العالمية وأسعار الأراضى المطروحة، موضحا أن أحد أسباب انخفاض الصادرات، هو زيادة الطلب على الجلود الصناعية.
الجباس: نحتاج إلى محطة الصرف إضافية لوصول الحالية إلى طاقتها القصوى
وطالب خالد عبدالفتاح، عضو مجلس أمناء مدينة الروبيكى للجلود، الحكومة، بخفض سعر المياه للمدابغ بنسبة %50 لتصل إلى 4.5 جنيهات للمتر المكعب شاملة المياه والصرف الصناعى، إذ تدفع المدابغ حاليا 9 جنيهات للمتر المكعب.
أضاف أن سعر المياه الحالى هو نفس السعر المقدم لكافة القطاعات الصناعية.. لكن المياه هى العنصر الأساسى فى تكلفة الإنتاج لقطاع دباغة الجلود، ما يستدعى خفضها.
واقترح على الحكومة، إعفاء المدابغ من تكلفة الصرف الصناعى لنحو 10 سنوات على سبيل المثال، دعمًا لقطاع دباغة الجلود.
وأشار إلى أن القطاع تأثر سلبًا بانخفاض الصادرات، خصوصا أن العمل بالسوق المحلى يجعل مصانع الجلود والمنتجات الجلدية تدفع بالآجل على فترات طويلة.
وقال عبدالفتاح، الذي يشغل عضوية مجلس أمناء مدينة الروبيكي، أن المجلس خاطب مركز تحديث الصناعة بشأن إمكانية الحصول على دعم تمويلى من إحدى الجهات المانحة لحفر آبار فى الروبيكى، وبالتالى خفض تكلفة المياه.
ستعتمد المدابغ على تلك الآبار فى تغطية نسبة تتراوح بين 10 و%20 من احتياجاتها.
وقال حمدى حرب، رئيس مجلس إدارة مدبغة النزهة بالروبيكى، إن ارتفاع التكلفة بعد الانتقال من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى، يعد من أكبر المشكلات التى تهدد بقاء صناعة الجلود.
أضاف أن التكلفة تضاعفت تقريبًا، فى ظل ارتفاع أسعار الطاقة والمياه وأجور العمالة والضرائب، والتى حُملت كلها على السعر النهائى للمنتج.. وبالتالى ضعف تنافسية الجلود فى السوقين المحلى والعالمى.
وأشار إلى أن القطاع يعتمد بشكل أساسى على التصدير.. إلا أن المدابغ تواجه صعوبة فى المنافسة بأسعارها الحالية، مما تسبب فى انخفاض الطاقات الإنتاجية، سواء للتصدير أو السوق المحلى، بالإضافة إلى تراجع مبيعات المدابغ ومن ثم تحملها خسائر كبيرة فى ظل ارتفاع التكلفة.
وقال حرب إنه لم يحصل على الوحدات المخصصة لسكن العاملين بالمدبغة الخاصة به، لاشتراط سداد ثمن الوحدات نقدا وعدم تقسيطها: «ليست لدينا سيولة نقدية تتيح الشراء النقدى، ولم نحصل على أى تسهيلات فى السداد».
عبدالفتاح: طلبنا من مركز تحديث الصناعة تمويلًا لحفر آبار
وقال أحمد فارس، مالك مدبغة الفرسان بمدينة الروبيكى للجلود، إن المدينة تعانى مشكلات عدة فى الخدمات، تضع أمام المستثمر عقبات فى طريق الاستفادة من حداثة تصميم المدابغ فى الروبيكى، والتى تعطىها فرصة لتيسير عملية الإنتاج وزيادة الطاقات الإنتاجية، فى ظل اعتمادها على ماكينات متطورة.
أشار إلى أن مدينة الروبيكى منطقة صناعية واعدة.. لكن مرحلة الإعداد الأَولى للمدينة ونقل الحياة إليها مازالت بها مشكلات متعددة، فى مقدمتها عدم توافر المياه بشكل منتظم، إذ تعانى المدابغ من انقطاع يومى فى المياه من الساعة 4 إلى 6 مساء.
أوضح فارس، أن المياه المخصصة لمدينة الروبيكى تأتى من مدينة العاشر من رمضان من خلال حصة محددة للمدينة. لكنها لم تعد تتناسب مع حجم العمل فى الروبيكى حاليا، خصوصا فى ظل انتقال معظم مدابغ المرحلة الأولى من المشروع، مما زاد الضغط على المياه وأصبحت لا تكفى.. وهو ما اضطر أصحاب المدابغ إلى إنشاء خزانات للمياه على نفقتهم الخاصة.
وأشار إلى أن مدابغ الروبيكى تعرضت لخسائر بالملايين؛ نتيجة انقطاع المياه لمدة أسبوع عقب عيد الأضحى الماضى.. الأمر الذى تسبب فى تعفن الجلد بداية من الجلود النيئة حتى مرحلة «الكروم».
وأوضح فارس، أن الانقطاع المتكرر فى المياه، انعكس على ارتفاع تكلفة الجلد نتيجة زيادة وقت العمل؛ إذ يتوقف العمل مع الانقطاع، مما يؤثر على معدل إنجاز العامل للكميات المدبوغة.
وتسبب ارتفاع التكلفة فى تهديد المدابغ الصغيرة بالتوقف لتكبدها خسائر طائلة، فى ظل ارتفاع فاتورة المياه وأسعار العمالة فى ظل تراجع الطلب وتراجع السعر العالمى للمنتج.
كما أن صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية تعتمد بشكل مباشر على الخامات والجلود الصناعية المستوردة، ما فوت الفرصة على المدابغ للاستفادة من قوة السوق المحلى.
وقال محمد الشعار، صاحب مدبغة الشعار بالروبيكى، إن المدبغة تعانى من المشكلات ذاتها منذ انتقالها إلى المدينة منذ حوالى عامين.
أضاف أن أبرز هذه المشكلات، تتمثل فى الانسداد المتكرر فى صرف المدابغ ما يوقف حركة عملها لحين إصلاح هذا العطل: «المدابغ تُخرج رواسب كثيرة.. لذا يجب مراعاة هذا الأمر حتى لا يؤثر على العمل».
وأشار إلى أن بعض المدابغ تعانى من عدم الفصل بين أنواع الصرف (العام، والصناعى، والكروم) الأمر الذى يتسبب فى التلوث حال الخلط مع الكروم، كما أن محطة معالجة المياه لم تعد قادرة على استيعاب كل الكميات الواردة من المدابغ، مع اكتمال انتقال معظم مدابغ المرحلة الأولى، وهو ما ينذر بمشكلة بيئية.
أكد الشعار أن أعداد أتوبيسات النقل العام، لم تعد كافية لنقل العمالة من وإلى مدينة الروبيكى، ما يتسبب فى تعطل حركة العمل وتكدس العمالة، فضلا عن غياب نسبة منهم؛ نتيجة تحديد مواعيد فى الفترة الصباحية لنقلهم.. والتأخر عنها يعنى عدم وجود وسيلة نقل.
ولفت إلى أن المدة التى يقضيها العامل فى الطريق تصل إلى ساعة ونصف، ما يتسبب فى إنهاك العامل قبل قدومه للعمل، بالإضافة إلى أن آخر أتوبيس نقل عام يخرج من المدينة الساعة 5 مساء.
كما أن تحديد مواعيد محددة للذهاب والعودة من الروبيكى إلى القاهرة، يحرم العامل من الذهاب للعمل حال التأخر عن موعد قيام الأتوبيس، فضلا عن الزحام، بالإضافة إلى حرمان المدابغ من تشغيل وردية مسائية حال الحاجة إليها.
قال الشعار، إن محطة الإسعاف فى المدينة مازالت مغلقة حتى الآن. كما لا تتوافر وحدة صحية لاستقبال العمال حال تعرضهم لحادث أثناء العمل فى المدابغ.
وقال محمد عنتر، مالك مدبغة المروة بالروبيكى، إنه انتقل إلى المدينة منذ 6 أشهر. وفوجىء بارتفاع فاتورة المياه، حيث يبلغ متوسط سعر الفاتورة الشهرية لمدبغته نحو 20 ألف جنيه، رغم أنها مدرجة ضمن المدابغ متوسطة الحجم.
وأشار إلى أنه كان يعتمد على مياه الآبار أثناء عمل مدبغته فى مجرى العيون، وبعد الانتقال إلى الروبيكى يعتبر توفير المياه من أهم التحديات التى تواجهه، فضلا عن ارتفاع أسعار الصيانة.
وأكد أهمية مراجعة تعريفة المياه المخصصة للمدابغ حتى لا تؤثر على تنافسية المنتج ويستطيع المنافسة فى السوقين المحلى والعالمى، حيث ناشدنا المسؤولين لوضع حلول لهذه المشكلات.. لكن لم يتم التوصل إلى حل يسهم فى حماية هذه الصناعة حتى الآن.
