تنتظر 73 مدبغة فى مجرى العيون الانتقال إلى مدينة الروبيكى للجلود بعد هدم الحكومة للمدابغ الخاصة بهم منتصف العام الماضى، ما أدى إلى توقف بعضهم عن العمل وتأجير آخرين خطوط إنتاج فى مدابغ الروبيكي.
قال حمدى أبوالسعود، صاحب مدبغة «السعود جروب»، إنَّ مدبغته أزيلت منذ نحو 8 أشهر، ولم يحصل حتى الآن على وحدة بديلة فى مدينة الروبيكى، رغم الوعود بالاستلام الفورى للوحدات بمجرد الهدم، ما كبَّد شركته خسائر طائلة وأفقدها عملائها بالخارج.
وأضاف أنه كان من المفترض أن المرحلة الأولى من مدينة الروبيكى للجلود تكون كافية لنقل جميع المدابغ من منطقة مجرى العيون، لكنها لم تكف نتيجة حصول بعض المدابغ الكبيرة التى انتقلت فى البداية على مساحات إضافية، فى حين لم تحصل نحو 73 مدبغة بين متوسطة وصغيرة حتى الآن على بدائل.
أوضح «أبوالسعود»، أن مدبغته كانت تعتمد على تصدير منتجاتها للصين وتركيا والهند، فضلاً عن بيع منتجاتها من الجلود المدبوغة فى السوق المحلى للعلامات التجارية الكبرى المتخصصة فى صناعة المنتجات الجلدية.
ولفت إلى وجود مفاوضات حالياً مع هيئة التنمية الصناعية للحصول على بدائل لهذه المدابغ، لكنه حتى الآن لم يتحدد موعد الحصول عليها: «كانت هناك محاولات من قبل بعض الجهات لحصول أصحاب المدابغ على تعويضات بدلاً من وحدات بديلة فى الروبيكى.. لكنَّ أصحاب المدابغ رفضوا».
وأشار إلى أنه لجأ إلى تأجير خط إنتاج بإحدى مدابغ مدينة الروبيكى؛ حتى يستمر عمله ولا يتوقف نهائياً، ويحافظ على جزء من سوقه الخارجى. لكن ارتفاع التكلفة الإيجارية؛ نتيجة محدودية المساحات المتوافرة، خفض الميزة التنافسية لمنتجه بالسوق الخارجى.
وقال بدوى زكى، رئيس مجلس إدارة مدبغة أولاد بدوى، إنه يمتلك مدبغتين، ولم يستلم بدائل لهما فى الروبيكى حتى الآن.
وأشار إلى تضرره جراء التأخر فى الحصول على وحدات بديلة وكبَّده خسائر لا حصر لها.
ولفت إلى وجود بوادر لحل المشكلة ومنح المدابغ بدائل تزامناً مع بدء الإنشاءات الخاصة بمصانع الغراء المستحقة للبدائل فى الروبيكى، ضمن المرحلة الثانية من المشروع.
أكد «زكى»، أنه اضطر إلى بيع ماكينات مدبغته خردة، كما خسر العمالة الماهرة المدربة ضمن مشروع «التيفيت»، فضلاً عن توقف إنتاجه وخسارة عملائه.
ولفت إلى أن عملية هدم المدابغ كان لها أثر سلبى ظهر جلياً خلال عيد الأضحى الماضى، تسبب فى إلحاق الضرر بالجلود الخام التى تعرضت للإهدار؛ إذ كان يقدر حجم استهلاك المدابغ للجلود الخام بنحو 1.4 مليون قطعة جلد.
وتابع: «استثمارات الـ73 مدبغة تقدر بنحو 2.1 مليار جنيه، وكانت توفر 2000 فرصة عمل، وبطاقة إنتاجية 50 مليون قدم توزع بين التصدير والسوق المحلى».
وقال زكي إن مساحة المدابغ بمنطقة مجرى العيون قبل الانتقال إلى الروبيكى كانت تبلغ نحو 190 ألف متر، فى حين أن الحكومة وفرت مساحات وصلت إلى 218 ألف متر بالمرحلة الأولى، وأصبحت هناك زيادة فى المساحات بواقع 28 ألف متر، ورغم ذلك حدث لم تحصل 73 مدبغة على الوحدات الخاصة بها فى المرحلة الأولى.
ولم يختلف الأمر كثيراً مع جاد فكرى، مالك مدبغة الأرزاق بمنطقة مجرى العيون، التى تمت إزالتها.
قال «فكرى»، إن مساحة مدبغته كانت 1300 متر مربع، بالإضافة إلى مخزن، ولم يحصل سوى على المخزن بالروبيكى، ويعمل به بشكل جزئى.
وأشار إلى أنه اضطر إلى بيع بعض الماكينات الخاصة بالمدبغة بخسارة كبيرة؛ لعدم وجود مكان يسع جميع الماكينات، إذ يؤجر مخزناً فى مدينة الروبيكى بقيمة 5 آلاف جنيه شهرياً؛ لتخزين بعض الماكينات.
أضاف «فكرى»، أن لديه 24 عاملاً يدفع لهم نصف مرتباتهم؛ تحسباً للحصول على مدبغته بالروبيكى فى أى وقت، ولا يعمل فى المخزن الخاص به فى الروبيكى سوى 4 عمال فقط.
وقالت حنان الصعيدى، مالكة مدبغة الصعيدى، إنَّ مدبغتها تمت إزالتها، منتصف العام الماضى، وما زالت لم تتوصل إلى حل للحصول على البديل.
أضافت أنها رفعت دعوى قضائية تطالب الحكومة بتعويض مالى عن هدم المدبغة الخاصة بها فى مجرى العيون، قبل النقل إلى مدينة الروبيكى، ما أدى إلى تكبدها خسائر مالية طائلة.
كما اضطرت إلى تأجير مخزن فى الروبيكى لنقل الماكينات الخاصة بالمدبغة، لحين الانتقال إلى المدينة. وأشارت إلى أن بعض المستأجرين ممن لم يتم إدراجهم ضمن قائمة المنتقلين إلى الروبيكى، خرج بعضهم من سوق العمل، فيما انتقل بعضهم لتأجير براميل للعمل بها فى بعض مدابغ مدينة الروبيكى، رغم أنهم يمثلون %60 من القطاع.
وتقدمت شعبة الدباغة بغرفة القاهرة التجارية، بمذكرة إلى وزارة التجارة والصناعة، منتصف العام الماضى، للمطالبة باستحداث آلية لاستمرارية عمل مستأجرى مجرى العيون فى مدينة الروبيكى للجلود، وإتاحة وحدات كبيرة خدمية يتم تقسيمها لمساحات متنوعة لللمستأجرين، كى تكون داعمة للصناعة، من خلال التصنيع للغير لمرحلة أو اثنتين من مراحل الدباغة.