مراكز رواد النيل لتطوير الأعمال توفر 15 ألف خدمة لأكثر من 7500 شاب فى 9 أشهر
قمنا بتصميم شهادة “أخصائى تطوير أعمال” شارك فى إعدادها وتنفيذها مؤسسات دولية
أول عام للمبادرة شهد تأسيس 28 مركزاً فى 16 محافظة ونستهدف الوصول بها إلى 100 مركز
قال الدكتور أحمد حسنى مدير برنامج مراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل التابعة للبنك المركزى المصرى وتنفذها جامعة النيل الأهلية، إن المبادرة تستهدف التوسع خلال المرحلة المقبلة التوسع فى انتشار مراكز رواد النيل لخدمات تطوير الأعمال داخل مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة التى يبلغ عددها 4260 مركزاً والمنتشرة بالمحافظات، بالإضافة إلى الجامعات الحكومية البالغ عددها نحو 27 جامعة.
وأضاف حسنى فى تصريحات له اليوم، إن المبادرة والتى تشارك فيها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة الشباب والرياضة وأكاديمية البحث العلمى وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجانب البنوك وجهات أخرى تستهدف أيضاً التعاون مع جميعات رجال الأعمال والمستثمرين وجمعيات التمويل متناهى الصغر التى يزيد عددها على 800 جمعية بجانب الأكاديميات والمراكز البحثية مع استحداث خدمات جديدة لمساعدة رواد الأعمال.
وكشف عن أن مراكز رواد النيل لتطوير خدمات رواد الأعمال وفرت خلال الشهور الأولى منذ انطلاقها خدماتها لأكثر من 7550 رائداً ورائدة أعمال توزعت بين 5610 للذكور و1945 للإناث، وتم تقديم نحو 15059 خدمة منها 1414 خدمة تكوين أفكار مشروعات جديدة، 1081 خدمة دراسات جدوى، 1976 خدمات تأسيس مشروعات وتراخيص، 1350 خدمة تيسير التمويل، 472 خدمة التحليل المالى والتقييم، 709 خدمات التشبيك مع الموردين والعملاء، 748 خدمة التدريب والتشبيك، 7309 خدمات نشر المعرفة.
بناء الكوادر البشرية
وأوضح أنه على صعيد بناء الكوادر البشرية القادرة على تقديم خدمات مراكز تطوير الأعمال باحترافية فقد تم تصميم شهادة “أخصائى تطوير أعمال” شارك فى إعدادها وتنفيذها مؤسسات دولية ومحلية بالتعاون مع المعهد المصرفى المصرى، وتم تخريج 121 كادراً بشرياً حتى الآن كأخصائيين ومؤهلين عملياً وعملياً، كما تم تنفيذ برنامج تدريبى لعدد 23 من العاملين بمراكز الكول سنتر بالبنوك المشاركة بالمبادرة لتمكينهم من التواصل الفعال مع أى استفسارات من الفئات المستهدفة.
وأشار حسنى إلى مبادرة رواد النيل، مبادرة قومية، تمثل حلقة هامة في سلسلة جهود البنك المركزى لدعم جميع قطاعات الاقتصاد، خاصة القطاعات الإنتاجية، وتتكامل مع العديد من المبادرات الاخرى التى أطلقها البنك المركزى ومنها مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتى يلتزم فيها البنوك بتخصيص 20% من محافظها التمويلية لهذه المشروعات بسعر عائد منخفض.
وأكد أن المبادرة التى يرعاها وتمويلها البنك المركزى تسعى منذ إطلاقها فى فبراير 2019 إلى مساندة المشروعات الصغيرة ورواد الأعمال من خلال توفير المعرفة والتدريب وتحفيزهم لتنفيذ مشروعاتهم ورفع قدراتهم التنافسية بالسوق، لتكون بمثابة قاطرة لإيجاد فرص عمل حقيقية للشباب والمحرك الأساسى للتنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن المبادرة تقدم خدماتها من خلال 4 برامج رئيسية أولها مراكز تطوير الأعمال، برنامج حاضنات الأعمال، وبرنامج الابتكار، وبرنامج التوعية والتدريب وبرنامج تحسين القدرة التنافسية.
وقال الدكتور أحمد حسنى مدير برنامج مراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل، إن هذه المراكز تقوم أيضاً بمهمة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وتزويدها بخدمات غير مالية لتحسين بيئة عمل تلك المشروعات، وتمكينها من الحصول على التمويل والتواصل مع جميع مقدمى الخدمات وتطوير الأعمال، من خلال تواجد هذه المراكز فى مختلف المحافظات وربطها بمنصة مشاريع مصر لبناء قاعدة بيانات متكاملة لرواد الأعمال.
وأضاف أن عدد مراكز خدمات تطوير الأعمال وصل إلى 28 مركزاً فى 16 محافظة فى أول عام، فيما وصل عدد البنوك المشاركة إلى 12 بنكاً، ويستهدف حالياً الوصول بعدد تلك المراكز إلى 100 مركز فى جميع محافظات مصر، وتضم البنوك المشاركة، الأهلى، ومصر، والقاهرة، والتنمية الصناعية، وبنك ناصر الاجتماعى، وبنك قناة السويس، وبنك التعمير والإسكان، وبنك التجارى وفا، والمصرف المتحد، والبنك الزراعى المصرى، والبنك المصرى لتنمية الصادرات وبنك قطر الوطنى.
وتتطلع مراكز رواد النيل لخدمات تطوير الأعمال إلى خلق بيئة استشارية ملائمة للتمكين المالى والفنى لرواد الأعمال والمشروعات الصعيرة والمتوسطة والناشئة وتحسين بيئة الأعمال وتوفير التدريب وتحويل الأفكار الابتكارية للشباب إلى مشروعات قابلة للتنفيذ مع مساعدتهم فى اختيار الأنشطة المناسبة لهم وتوفير المعلومات والدراسات التى تسهم فى تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة مع تعزيز القدرات التنافسية والتصديرية لها وفقاً لأعلى مستويات الجودة، كما تعد حلقة وصل بين الشركات ورواد الأعمال وسلاسل الإمداد والسوق المحلى وأسواق التصدير.
وأوضح أن خدمات مراكز رواد النيل، تتنوع من بداية تكوين فكرة المشروع الجديد، حيث تمكن الشباب ورواد الأعمال المحتملين من تحديد أفكار المشروعات لتكون قابلة للتنفيذ، من خلال مساعدتهم فى اكتشاف ما إذا كانوا يملكون القدرة على تأسيس مشروعاتهم أم لا وتقييم المراحل المختلفة لفكرة المشروع حتى يتم التأكد من صلاحيتها للتنفيذ.
وتقدم أيضاً خدمة تأسيس المشروع الجديد، عبر المساعدة فى كيفية رسم وتنفيذ خطة عمل تفصيلية لبدء مشروع ناجح على أساس عملى ومدروس والمساعدة فى تطوير خطط المشروعات خطوة بخطوة مع تقديم خدمات الدعم والتوجيه والمتابعة خلال السنة الأولى من بدء المشروع، كما تقدم خدمة تيسير التسجيل والحصول على التراخيض للنشاط والوصول للمعلومات الخاصة بالخطوات والإجراءات والمستندات المطلوبة للتسجيل وإرشاد رائد الشباب لأقرب مركز سواء التابع للغرف التجارية أو جهاز تنمية المشروعات.
وأشار إلى أن الدعم الذي توفره مراكز تطوير الأعمال لا يقف عند تقديم التوجيه والمعلومات بل تمتد إلى المساعدة فى إعداد دراسات الجدوى المتكاملة التى تعد بمثابة خطوة أولى إرشادية لبداية أى مشروع أو التوسع فى مشروع قائم بما يمكنه من تقديم دراسات سليمة ووافية إلى جهات التمويل، كما تقوم مراكز رواد النيل لخدمات تطوير الأعمال بتقديم خدمة تيسير الحصول على خدمات التمويل كمرحلة تالية لدراسات الجدوى، وذلك من خلال تقديم معلومات وبيانات لرواد الأعمال عن المنتجات التمويلية سواء المصرفية أو غير المصرفية سواء شركات التخصيم أو التأجير التمويلى أو رأسمال المخاطر والمساعدة فى إعداد الملف الائتمانى والتوعية بمنهجية التعامل مع تلك الجهات وأيضاً الخدمات البنكية الرقمية والتوعية بما يجب أخذه فى الاعتبار لتجنب التصنيف غير الجيد لدى مؤسسات التمويل.
3 محاور للتشبيك
وأوضح الدكتور أحمد حسنى مدير برامج مراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل أن خدمات التشبيك تعد من أهم الخدمات التى تقدمها مراكز التطوير، حيث تقوم بتشبيك رواد الاعمال مع الموردين والاسواق المستهدفة من خلال 3 محاور هي تشبيك الشركات الصغيرة والمتوسطة بالسلاسل التجارية ومع شركات آخرى من نفس الحجم لتبادل المنتجات والخدمات والتشبيك بسلاسل التوريد بقطاع معين وذلك بهدف مساعدة المشروعات على تحسين منتجاتها وخدماتها للتواجد بالسوق، وتوسيع قاعدة عملائها بما يسمح لها بالنمو وتوفير مزيد من فرص العمل، مع توفير قاعدة بيانات عن السلاسل التجارية والشركات الكبرى وفرص التوريدات للمناقصات.
كما توفر خدمات نشر المعرفة والبيانات المتاحة حول المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال قاعدة بيانات منصة “مشاريع مصر” تشمل المكاتب الاستشارية المالية والاقتصادية والادارية والتسويقية ومكاتب الخدمات العامة والعقارية والتخليص الجمركي والبرامج التدريبية المتوفرة واستشاريين ذوى خبرة مع امكانية الحصول على هذه الخدمة داخل مراكز خدمات تطوير الاعمال.
قصص نجاح
ورصد حسنى عدداً من قصص النجاح التي تحققت من خلال مراكز تطوير الأعمال بمبادرة رواد النيل منها قصص التحول من الخسارة إلى الربح وذلك بتقديم حزمة من خدمات إعادة الهيكلة لأحد المشروعات التى كانت تحقق خسائر مستمرة، وأوشك على إلغاء أحد خطوط الإنتاج، وقد شملت هذه الخدمات إعادة بناء الهيكل التنظيمى والاختصاصات، وتصميم سياسة للشراء والتخزين (لم تكون موجودة) تناسب المشروع وتقلل من التكلفة، وتلبي احتياجات التشغيل في الوقت المناسب وتقي من ضياع فرص الإنتاج والتسليم في الوقت المناسب، كما تم تصميم منهج سليم لإدارة النقدية، وترشيح نظام محاسبى يبوب التكلفة وتحميلها على المنتج بشكل سليم (يتم الاعتماد على النوتة المحاسبية دون تصنيف أو تبويب للتكلفة)، وقد كان لخدمات إعادة الهيكلة دور رئيسى فى إبقاء العميل على خط الإنتاج وإظهار ربحيته الحقيقية.
وأشار أيضاً إلى أنه من بين قصص النجاح المتميزة تيسير الحصول على التمويل، والتى أظهرت الجانب التنسيقى لمراكز تطوير الأعمال مع عناصر بيئة عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فقد كان لأحد العملاء مشكلة فى رفض ملفه الائتمانى بسبب وجود مستحقات تأمينية على المشروع، الذي اشتراه كمشروع قائم، ووفقاً للكود القومى يظهر استعلام التأمينات وجود مستحقات تأمينية تستوجب السداد، ويرفض العميل سدادها لأنه منتظم في سداد ما يستحق عليه منذ شراء المشروع، وقد قام أخصائي المركز بالتواصل مع مكتب التأمينات ومعرفة الرصيد المستحق والواجب السداد وتم جدولته وفقاً لأقساط بسيطة شهرياً، وتم تصحيح الموقف التأميني وإعداد ملف العميل الائتمانى وتقديمه لأحد البنوك الذى قرر له التمويل المطلوب الذى كان يمثل احتياجاً مالياً لاستيعاب الفرص السوقية الكبيرة للعميل، هذا بالإضافة لقصص أخرى شملت تحويل عدد من العملاء من القطاع غير الرسمى للقطاع الرسمى.
