شريف: الوصول إلى بر الأمان هدفنا الحالى والوفاء بالتزاماتنا تجاه العملاء والمساهمين والموظفين والشركاء والمقاولين والبنوك
الشركة تجرى اختبارات للتحمل المالى وتضع سيناريوهات لعودة الحياة إلى طبيعتها
تتوقع شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار «سوديك»، أن تسفر أزمة «كورونا» عن بعض الفرص الاستثمارية مثل شركات متعثرة أو أصول ستعرض للبيع.
وقال ماجد شريف العضو المنتدب للشركة فى مقابلة مع «البورصة» عبر منصة «زووم» الإلكترونية، إن سوديك ستدرس تلك الفرص وإذا ثبتت جدواها ستعرضها على مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بشأنها، وإذا ما وجدت فرصة مناسبة فلدينا القدرة المالية والشهية الاستثمارية للتعامل معها».
وتوقع عودة العمل فى مكاتب الشركة ومشروعاتها بالقوة الكاملة خلال النصف الثانى من العام الجارى مع تخفيف الإجراءات الاحترازية.
وقال شريف، إن مبيعات الربع الأول من العام الجارى تأثرت نتيجة عدة اعتبارات أولها ترقب العملاء لما كان يحدث فى عدد من دول العالم وكيفية تعاملها مع «كورونا»، ومن ثم حدث هدوء شديد فى حركة البيع فى الفترة التى سبقت تطبيق الإجراءات الاحترازية وهو ما كان له تأثير بشكل أو بآخر على حال السوق.
أما العامل الثانى فهو عملية التباعد الاجتماعى وإجراء وفد إلى مصر بعد أن طبقته دول أخرى وأثرعلى عمليات البيع التى تحتاج لقاء بين البائع والمشترى والذهاب إلى مكتب الشركة أو زيارة موقع المشروع وهو ما كان يسبب قلقاً للناس ومازالوا قلقين من هذا الأمر، لكنهم بدأوا التعايش مع الوضع.
وأضاف شريف: «حالة الخوف من المجهول التى سادت خلال الفترة الماضية أثرت على المبيعات بشأن الحضور إلى الشركة وإتمام عملية البيع».
وأشار إلى أن الشركة كانت تخطط لطرح مشروعات بقيمة 2.5 مليار جنيه خلال الربع الأول، ولكنها أجلت الطرح بسبب الإجراءات الاحترازية وأطلقت مشروعات بقيمة 500 مليون جنيه فقط.
أوضح أن باقى المشروعات وقيمتها 2 مليار جنيه كان من ال مقرر طرحها مع معرض سيتى سكيب لكنه تأجل، وتأجلت الطروحات بسبب عدم إقامة المعرض وعدم وضوح الرؤية وكثرة التساؤلات والتخوفات من المستقبل، ولهذا فضلت تأجيل هذه المشروعات لحين وضوح الرؤية بشأن المستقبل.
وقال إن «سوديك» اتخذت قراراً من العام الماضى بالاحتفاظ بملكية الوحدات غير السكنية وتشمل المبانى الإدارية والتجارية والطبية والمستشفيات لتأجيرها، ومع استبعاد هذا الجزء من الإيراد ومقابلة المبيعات المحققة فى الربع الأول من العام الجارى بالفترة المناظرة من العام الماضى يتبين نمو مبيعات الوحدات السكنية بنسبة %25 على مبيعات العام الماضى».
وذكر أن الشركة لديها خطة للتحول الرقمى على جميع المستويات والإدارات وكان فيها إطلاق منصة البيع الرقمى ومن خلالها يجرى الكثير من العمليات ويتبقى جزء منها يجرى العمل عليه حالياً إلى أن يتم السداد مباشرة عبر المنصة.
وقال إن السوق تلقى صدمة بمجرد ظهور أزمة كورونا والعميل الذى كان يرغب فى الشراء صار لا يعرف ماذا سيحدث، وبدأ يظهر نوع من القلق والإلغاءات التى وصلت نسبتها %22 لدى سوديك فى الربع الأول من العام الجارى.

طروحات جديدة فى «سوديك إيست» العام الجارى.. وتطوير منصة رقمية لبيع الوحدات وإتاحة السداد الإلكترونى
لكن شريف بدا مطمئناً بشأن انخفاض معدل الإلغاءات فى الربع الثانى وقال: «بدأت الإلغاءات تعود إلى المعدلات الطبيعية وهبطت الإلغاءات بنسبة كبيرة، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى %7 وهو المعدل المعتاد قبل «كورونا».
وقال: «الناس تفهموا الموضوع وبدأوا يتعايشون مع الأزمة وأنها ستستغرق وقتاً وستمر، ومن يشترى حالياً هومن لديه حاجة فعلية للسكن وليس من يشترى «للدلع والمنظرة».
وقال شريف، إن الإلغاءات التى جرت فى الربع الأول من العام موزعة على المشروعات ولا يحكمها نمط معين ولا تخص مراحل محددة من مشروعات أو مناطق معينة ومنها مبيعات قديمة وأخرى جديدة.
وأضاف: «مركزنا المالى قوى جداً، وقادرون على التعامل مع هذا النوع من الإلغاءات».
وذكرأن سوق العقارات المصرى به طلب حقيقى وفعال وأساسياته قوية وبدأ طريق العودة إلى معدلات ما قبل كورونا، لكن لم يصل مستويات ماقبل الأزمة بعد.
وأوضح أن نسبة محدودة جداً هى التى تستثمر حالياً فى العقارات ويعرفون كيف يستخدمونها ويستفيدون منها.
وقال إن الشركة طرحت قبل أيام وحدات فى مشروع «VYE» بقيمة 290 مليون جنيه وهومشروع يقام بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية، وبدأت طرح الوحدات والمراحل التى كان من المزمع طرحها فى سيتى سكيب مارس الماضى.
وقال شريف، إن قرار الحكومة بإعادة فتح الأنشطة فى قطاعات الدولة يمثل توجهاًً إيجابياً والشركة تتعامل بالأسلوب ذاته وتعيد الموظفين تدريجيا إلى المكاتب ومواقع المشروعات.
أضاف أن مواقع المشروعات كلها تقريباً تعمل وستصل قريباً إلى المعدلات الطبيعية.
وتابع شريف”: بشكل أو بآخر سنتخطى الأزمة قريباً جداً وتعود الحياة إلى طبيعتها، وكل خطوة فى اتجاه تخفيف القيود الاحترازية تسهل عودة الحياة إلى طبيعتها ويعود السوق إلى معدلاته السابقة.
أكد شريف وجود تأثير فى المبيعات والاستثمارات، لكن الشركة تحتاج بعض الوقت لمعرفة حجمه.
وأضاف: «نحن متفائلون جداً بالنصف الثانى من العام الجارى، مقارنة بالنصف الأول ونحتاج بعض الوقت لدراسة التأثرات «.
وتحدث العضو المنتدب لسوديك عن الاستثمارات فى الربع الأول وقال إنها كانت أقل بصورة طفيفة، مما كان من المقدر، نظراً لتوقف الأعمال بسبب الإجراءات الاحترازية لمدة 15 يوماً ثم دخل شهر مضان.
وأوضح أن الشركة لديها خطة للعمل بكامل طاقتها خلال الفترة المقبلة فى نفس إطار الموازنة التى كانت مقررة للصرف خلال النصف الثانى من العام وسيظهر أثر التوقف الجزئى فى الربع الثانى من العام.
وقال إن الشركة لديها القدرة المالية والإمكانات التى تؤهلها للوفاء بالتزاماتها حتى لو حصل أى نوع من التعثر فى السوق خلال الفترة المقبلة.
وسددت سوديك 75 مليون جنيه لهيئة المجتمعات العمرانية كأقساط أراضى، وأشار إلى أن استثمارات الشركة فى الربع الأول بلغت 950 مليون جنيه معظمها موجه لتنفيذ أعمال فى المشروعات.
وكانت سوديك قدرت استثماراتها للعام الجارى عند 3.7 مليار جنيه منها 600 مليون جنيه أقساط أراضى ودفعات مشاركة.
وذكر أن الشركة ستجرى خلال العام الجارى أكثر من طرح لوحدات مشروع «سوديك إيست» الذى يطور بالشراكة مع شركة مصر الجديدة للإسكان على مساحة 655 فداناً.
وأضاف أن سوق العقارات المصرى ممكن أن يتأثر بظروف تمر، لكن أساسياته قوية والطلب فيه حقيقى وتوجه الدولة لإعادة فتح الاقتصاد وإعادة الحياة إلى طبيعتها يساهم فى عودة الناس وتخطى التحديات الاقتصادية التى لم يسلم منها أحد».
وقال: «نتعامل حالياً مع ظروف تتغير كل يوم وهى فى الاتجاه الإيجابى وعودة الحياة إلى طبيعتها، لكن إلى أى مدى ستكون سرعة الوصول إلى هذا الهدف سوف يستغرق الأمربعض الوقت ومازلنا فى البداية.
وأوضح أن من إيجابيات «كورونا»، أنها أظهرت تميز الشركة ومجتمعها الذى تطوره المختلف عن السوق واستثمرت الشركة فى هذا الأمر ليزداد تميزها عبر شركة الإدارة المملوكة لها والخدمات التى تقدمها ونوعية الخدمات الصحة، كما استثمرت الشركة فى نوعية الأصول التابعة لها لترفع قيمة تلك الأصول تحفز على التواجد كمالك أو ساكن فى هذا المجتمع.
متفائلون بالنصف الثانى من العام وتحديد تأثيرات الإجراءات الاحترازية يحتاج وقتاً
وقال شريف: «الفترة الماضية تجعلنا نفكر كيف نعبر بالنشاط والشركة تلك المرحلة من الظروف الصعبة والتحديات وكنا ولازلنا نجرى اختبارات التحمل المالى ونضع سيناريوهات لعودة النشاط بمعدلات طبيعية خلال 3 أو 6 أشهر أو أكثر من ذلك.
وأضاف أن الشركة تركز على اختبارات التحمل أو الإجهاد المالى وسد الفجوات المالية بهدف الوصول بالشركة إلى بر الأمان وهو الوفاء بالتزاماتها تجاه جميع الأطراف «العملاء، والمقاولين، والبنوك والمساهمين والموظفين واتخذت الشركة إجراءات فى هذا الصدد.
وقال شريف: «إن هذا النوع من الأزمات يفتح الباب أمام فرص وتوجهات جديدة يمكن الذهاب إليها، منها كيفية رفع جودة تصميم الوحدات وتوفير خدمات أكبر، لأن الجميع عانوا من «الحبسة» بين الجدران خلال الفترة الماضية.
وذكر أن الشركة تتمتع بمركز مالى قوى وحجم السيولة النقدية لديها 3.850 مليار جنيه والرافعة المالية منخفضة عند 0.38 x وحجم الاقتراض محدود، ولديها تسهيلات ائتمانية 4.2 مليار جنيه، منهم 2 مليار جنيه ديون مستحقة فى 31 مارس 2020 ومليار جنيه لم يتم سحبها وتمثل سيولة إضافية تمكن الشركة من تمويل الإنشاءات الخاصة بمشروعاتها.
وقال إن حجم احتياطيات الشركة من العملة الأجنبية يغطى احتياجاتها لمدة عامين، وتستورد «سوديك» بعض المكونات تعادل %5 من مدخلات الإنتاج.
وبلغ رصيد أوراق القبض فى الربع الأول 13.1 مليار جنيه وهو ما يوفر رؤية واضحة للتدفقات النقدية للشركة، منها 3.9 مليار جنيه أوراق قبض قصيرة الأجل.
وذكرأن الشركة ملتزمة بعلاقات جيدة مع المقاولين وتعاملهم كأنهم شركاء والمصلحة واحدة.
وأشار إلى رتفاع نسبة التعثر فى السداد بشكل خاص خلال شهر مارس كنتيجة للأزمة الحالية، والارتباك الذى حدث لكن الأمور تتحسن والشركة تراقب أداء المتحصلات النقدية، وتتوقع أن تتجه نسبة التعثر نحو الهبوط وذلك بالنظر للبيانات التاريخية المسجلة فى مثل هذه الأزمات.
وأوضح أن انخفاض الإيرادات فى الربع الأول مرتبطة بعملية التسليمات التى تأثرت بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى وعدم رغبة بعض العملاء فى الاستلام بسبب المخاوف من «كورونا».
وبلغت إيرادات النشاط خلال الربع الأول من هذا العام 429 مليون جنيه، مقارنة بـ941 مليون جنيه تم تسجيلها خلال نفس الفترة من 2019.
وقال: «لم يكن من المخطط أن تسلم الشركة عدداً كبيراً من الوحدات خلال الربع الأول وكانت خطة التسليمات تضم 120 وحدة وتم تسليم 100 وحدة.
وأضاف: «نحن مستمرون فى الأعمال وترسية عقود المقاولات، والإنفاق الاستثمارى يسير وفقاً للمعدلات المقدرة سلفاً».
وتبرعت سوديك بمبلغ 5 ملايين جنيه فى الربع الأول من العام لمبادرات ذات صلة بمكافحة فيروس كورونا جزء منها لوزارة الصحة وجزء لمستشفيى زايد التخصصى والعام.