توقع مصدرو الجلود المدبوغة، زيادة صادرات القطاع وعودتها لمعدلاتها قبل تفشى فيروس كورونا، خلال الربع الأول من 2021، تزامناً مع الموسم الجديد للتصنيع.
ويستهدف المجلس التصديرى للجلود، البحث عن أسواق تصديرية جديدة للمنتجات الجلدية لتعظيم الفائدة من ثروة الجلود بمصر.
قال محمود سرج، رئيس المجلس التصديرى للجلود والمنتجات الجلدية، إنَّ تفشى فيروس كورونا عالمياً كان له تأثير سلبى على الصادرات، وتسبب فى تراجعها خلال النصف الأول من العام الحالى.
وتراجعت صادرات مصر من الجلود والأحذية والمصنوعات والملابس الجلدية خلال النصف الأول من 2020، لتسجل 26.266 مليون دولار، مقابل 45.699 مليون دولار خلال النصف الأول من 2019 بانخفاض 42.5%.
وتوقع «سرج»، نمو الطلب الخارجى على الجلود بداية من سبتمبر المقبل، فى حين توقع عودة الطلب الخارجى لما كان عليه قبل الأزمة مع بدء الموسم المقبل فى فبراير ومارس 2021.
وأشار إلى أن المجلس يستهدف البحث عن أسواق تصديرية جديدة للمنتجات الجلدية خلال الفترة المقبلة فى السوقين الأفريقى والعربى؛ لتعظيم القيمة المضافة من صادرات الجلود، خصوصاً أن النسبة الأكبر منها تكون من الجلود المدبوغة. والفرصة الأكبر أمام المنتجات الجلدية فى السوق الأفريقى، خصوصاً أنها الأقل تأثراً بتفشى فيروس كورونا خلال الفترة الحالية، مقارنة بباقى الأسواق العالمية.
وقال هشام المغربى، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إنَّ هناك طلباً طفيفاً على الجلود خلال الفترة الحالية مع عودة الأعمال فى الصين مرة أخرى.. لكن تعطل العمل بمعظم المصانع الأوروبية خلال الفترة الحالية ووجود مخزون كبير من الجلود تسببا فى زيادة المعروض العالمى.
أضاف أن منافسة شرسة تواجه المنتج المحلى فى السوق العالمى خلال الفترة الحالية، تزامناً مع زيادة المعروض، خصوصاً أن فترة الصيف عادة تكون أقل استهلاكاً للجلود، فضلاً عن موسم الإجازات فى أوروبا وتأثره بتفشى فيروس كورونا.
وتوقع انتعاش الطلب مجدداً وعودة التصدير بالشكل المطلوب مع بداية العام المقبل، متابعاً: «لا بد من مراجعة كل منظومة التصدير مرة أخرى وتعظيم القيمة المضافة من الجلود المدبوغة من خلال تطوير المنتج النهائى من الأحذية والمصنوعات الجلدية لتصديرها بدلاً من الاعتماد على تصدير الجلود فقط».

أوضح «المغربى»، أن تطوير الصناعة ورفع الطاقات الإنتاجية للمنتج النهائى سيكون لهما دور كبير فى تصريف نسبة كبيرة من الجلود لدى المدابغ، فى ظل ارتفاع تكلفة التصنيع المحلية.
وأكد أهمية تخفيض أسعار المنتجات المحلية من الجلود الطبيعية من قبل المصانع المنتجة لها؛ كى تستطيع المنافسة السعرية مع المنتجات المستوردة، ما يسهم فى رفع معدلات الإنتاج، وزيادة الطلب على مستلزمات الإنتاج من الجلود الطبيعية لتكون بديلاً للجلد الصناعى المستورد.
أشار «المغربى»، إلى أن المدابغ تعانى مشكلات كثيرة، خصوصاً أنها انتهت من عملية النقل إلى الروبيكى. ثم جاء تفشى فيروس كورونا، ما جعل المدابغ غير قادرة على تحمل مزيد من الخسائر فى ظل عدم توافر سيولة لمواصلة النشاط.
وأوضح أن المدابغ لديها مخزون كبير من الجلود مرتفع التكلفة، ولم تستطع تصريفه وتصديره تزامناً مع تدنى الأسعار العالمية، وتراجع الطلب الخارجى، مؤكداً أن العقبة الرئيسية أمام التصدير، تتمثل فى ارتفاع تكلفة الإنتاج وعدم وجود فرص تسويقية أمام المنتج.
طالب «المغربى»، بالتفكير فى حلول جديدة، وعودة تصدير «الوايت بلو» لفترة محددة، وتقليل الهادر من الثروة الحيوانية، ومساعدة المدابغ فى تخطى الأزمة الحالية.
أضاف أن الغرفة تدرس، حالياً، مقترح عودة تصدير جلود «الوايت بلو» مرة أخرى للاستفادة من الثروة الحيوانية بدلاً من فقدها ورميها فى القمامة وتدنى أسعارها، إذ لا تزال تدرس أبعاد المقترح وتأثيره على القطاع قبل عرضه على وزارة التجارة والصناعة للبت فيه.
وقال عبدالرحمن الجباس، رئيس مجلس إدارة مدبغة الرواد، إنَّ صادرات دباغة الجلود بمصر تعتمد بشكل أساسى على الأسواق الرئيسية المستوردة للجلود وهى الصين وإسبانيا وإيطاليا.
وأشار إلى أن الموجة الثانية من تفشى فيروس كورونا فى أوروبا تسببت فى توقف الطلب التصديرى، رغم تعليق آمال على عودة الأسواق خلال الفترة الحالية.
أضاف أن تفشى الفيروس فى إسبانيا التى تعتبر من أهم الأسواق المستوردة للجلد عطل التعاقدات التى كان مزمعاً إبرامها خلال الفترة المقبلة، فى حين يوجد طلب طفيف من قبل الجانب الصينى مع عودة العمل بالمصانع خلال الفترة الحالية.
وأوضح أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية هى أحد أهم الأسباب الرئيسية فى زيادة المعروض من الجلود عالمياً، إذ تعتبر الصين من أكبر الدول المستوردة للجلود والتى امتنعت عن الاعتماد على الجلود الأمريكية بعد رفض الأخيرة استيراد المنتجات الجلدية من الصين.