
“القطاع الصحى” الأقل خسائر.. والفيروس يصيب مبيعات “العقارات” ويرجئ التراخيص
قادت تداعيات انتشار فيروس “كورونا” والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة للتصدى لتفشى الوباء، إلى تأثيرات متباينة فى القطاعات الاقتصادية كان أبرزها القطاع المالي والذي شهد تكوين مخصصات وتراجع في العوائد للمرة الأولى خلال آخر 3 سنوات.
ورصدت “البورصة” نتائج أعمال 170 شركة مدرجة بالبورصة، حيث تراجعت أرباح 115 شركة من أصل 170 شركة تم رصد نتائج أعمالها خلال النصف الأول من العام الجارى من تلك الشركات، ليتبقى حوالى 55 شركة استطاعت تحقيق نمو فى أرباحها، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضى.
وتصدر قطاع الرعاية الصحية من شركات أدوية قائمة الأكثر نموًا خلال النصف الأول 2020، نظرًا لتوجه سلوك الأفراد لتخزين أدوية بروتوكول علاج “كورونا”، فضلاً عن الخوف من نقص الدواء الخاص بالأمراض المزمنة، وعلى الرغم من أن القطاع يعد من اكبر المستفيدين إلا أنه لم يسلم الشركات من تراجع أرباجها بسبب الضغط هامشيًا على الإيرادات.

ونمت أرباح 6 شركات أدوية من أصل 9 شركات تم رصدها، لتستحوذ شركة “أكتوبر فارما” على القفزة الأكبر بمعدل نمو 7.2 مرة، ويليها شركة “جلاكسو سميثكلاين” بواقع 3 مرات، وكذلك شركة مينا فارم للأدوية بنمو بلغ 1.5 مرة.
وقفزت أرباح شركة العاشر من رمضان للأدوية ومستحضرات التجميل “راميدا” بمعدل 1.1 مرة خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما استطاعات سبأ للأدوية تحقيق نمو بلغ 26%، فيما سجلت “العبوات الطبية” نموًا بلغ 11%.
وتراجعت أرباح شركات “ابن سينا فارما” و”إيكمي” خلال النصف الأول من العام الجاري “إيبيكو” بمعدل 14% و6% و34% على الترتيب.
وتوقعت وحدة بحوث فاروس القابضة، أن ديناميكيات سوق الأدوية القوية، وتوجه معظم لدفع تكاليف الاحتياجات الدوائية من احتياطاتها النقدية الخاصة يدعم معدلات نمو السوق في ظل الزيادة السكنية السريعة بمعدل يصل إلى 2% سنويًا.
ولفتت البحوث، إلى أن إنفاق الفرد في مصر على المنتجات الدوائية لايزال أقل من المستويات المسجلة إقليميًا، مما يعطي مساحة كبيرة لمزيد من نمو معدلات شركات الدواء، خاصة بعد التطبيق التدريجي لقانون التأمين الصحي الشامل.

وعلى صعيد المستشفيات، لم تكن الأوفر حظًا بسبب تداعيات وتوجه سلوك الأفراد نحو تأجيل متابعتهم خوفًا من تفشى الفيروس، لتتراجع أرباح معظم المستشفيات خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتراجعت أرباح 3 شركات من أصل 5 شركات تم رصد نتائجها، ليستحوذ “الاتحاد الصيدلى” على الأكثر تراجعًا بنسبة 94%، فيما تراجعت مستشفى النزهة بنسبة 24.5%، وأخيرًا “المركز الطبى الجديد” والذى تراجعت أرباحه بواقع 61%.
واستطاعت مستشفى كليوباترا و”سبيد ميديكال” تحقيق النمو خلال النصف الأول 2020 بمعدل 4.3% و97% لكل منهما على الترتيب.
تراجع أرباح 74% من الشركات العقارية المقيدة بسبب تأخر التسليمات
وعانى القطاع العقاري من آثار تفشى “كورونا” والقرارات الخاصة بتأجيل الحصول على التراخيص للبناء، فضلاً عن تأجيل بعض التسليمات، وتوقعت وحدة بحوث اتش سى لتداول الأوراق المالية، استمرار مواجهة القطاع صعوبات عدة بسبب فيروس كورونا.
وقالت مريم السعدني محلل القطاع العقاري بشركة اتش سى لتداول الأوراق المالية، إن انتشار فيروس كورونا أدى إلى تفاقم صعوبة الظروف التى يمر بها القطاع العقاري، مما أثر على معدل تسليم الوحدات والمبيعات الأولية، كما أثر على ضعف قدرة القوى الشرائية على مبيعات القطاع العقاري في عام 2019.
وأضافت، أن هذا أدى إلى نمو المبيعات الأولية بنسبة 7% فقط على أساس سنوى، فضلاً عن تفاقم وضع المبيعات ومعدل تسليم الوحدات.
ووفقًا لتحليل “البورصة” تراجعت أرباح 25 شركة من اصل 34 شركة عقارية مدرجة بالبورصة المصرية تمثل 74% منها تم رصد نتائج أعمالها، فيما استطاعت 9 شركات تحقيق نموًا بأرباحها.

وقفزت أرباح ” إعمار مصر” بواقع 5 مرات، فيما ارتفعت “جولدن كوست” و”الصعيد للمقاولات”خلال النصف الأول من العام الجري بواقع 96% لكل منهما، فى حين نمت أرباح “القاهرة للاستثمار” بنسبة 50%.
ونمت أرباح “مرسى علم”، والقاهرة للأسكان”، و”العبور للاستثمار”، و”زهراء المعادى”، و”عامر جروب” بواقع 40%، و33%، و20%، و18%، و9% على الترتيب.
وقف تصاريح البناء وانخفاض ساعات العمل خلال رمضان يقلص مبيعات الأسمنت
وعلى صعيد قطاع الأسمنت، حققت مبيعات القطاع على مستوى السوق المحلي وأسواق التصدير 10.1 مليون طن في الربع الثاني 2020، متراجعة 12% على أساس سنوي و61.4% على أساس ربع سنوى، لتبلغ معدلات الاستخدام 59% في النصف الأول 2020 و55% في شهر يونيو الماضي.
وقالت وحدة بحوث فاروس لتداول الأوراق المالية، إن فترة الربع الثاني مليئة بالتحديات، والتى منها إجراءات الإغلاق لإحكام السيطرة على انتشار فيروس كورونا، وانخفاض عدد ساعات عمل مواقع الإنشاءات خلال شهر رمضان، وقرار وقف إصدار تصاريح البناء لمدة 6 أشهر في مدن المحافظات وعواصمها.

وتوقعت فاروس، تحسن أحجام المبيعات تحسنًا طفيفًا في الربع الثالث 2020، على أن تبدأ مرحلة التعافي التدريجي في الربع الرابع من هذا العام بالتزامن مع تعافي معدلات الطلب الربعية في القطاع الخاص على مواد البناء، خاصة في حالة استئناف نشاط استخراج تراخيص البناء.
ووصل متوسط سعر بيع التجزئة في الربع الثاني 764 جنيهاً للطن بتراجع 5% على أساس ربع سنوى، و9% على أساس سنوي، ويقترب سعر الطن حاليًا من 740 جنيهاً، وهو أفضل بكثير من السعر المسجل في يونيو 2020 عند 725 جنيهاً.
ورجحت فاروس، أن تعود الأسعار إلى مستويات ما قبل الجائحة، وهي مستويات لم تكن مجدية لنتائج الشركات، لافتة إلى أن ضعف مستويات التسعير أثر بالسلب على منتجي الأسمنت الكبار خلال الربع، إلا أن خفض أسعار الكهرباء بواقع 10 قروش في الربع الثاني أنقذ الهوامش، وساعد على إبقاء تأثير انخفاض الأسعار تحت السيطرة.

ويتكبد قطاع الأسمنت خسائر منذ أمد بعيد، إلا أن هناك شركة استطاعات زيادة أرباحها بواقع 94% وهى “مصر للأسمنت قنا” من أصل 6 شركات تم رصد نتائجها، وشركة أخرى استطاعت تقليص خسائرها بواقع 67% وهى “أسمنت طرة”.
وحققت 3 شركات زيادة بخسائرها، على رأسها “السويس للأسمنت” بواقع 2084%، فيما ارتفعت خسائر “اسمنت سيناء” بنسبة 32%، ونمت خسائر “الإسكندرية للأسمنت” بواقع 26%.
وتحولت “العربية للأسمنت” لخسارة 5 ملايين جنيه خلال النصف الثانى من العام الجاري، مقارنة بأرباح خلال النصف المقابل.
العودة للأساسيات تحكم آداء شركات الأغذية
توقعت وحدة بحوث “أتش سى لتداول الأوراق المالية” انتعاشة فى مبيعات شركات الأغذية خلال النصف الثانى من العام الجاري بسبب تخفيف الإجراءات الاحترازية لتفشى فيروس “كورونا”، فضلاً عن موسم العودة إلى المدارس والجامعات، مما يحفز معدل الاستهلاك على منتجات شركات القطاع الغذائى بعد النتائج الجيدة لتلك الشركات خلال النصف الأول.
وقالت، نها بركة محلل القطاع الإستهلاكي بشركة اتش سى، إن الطلب على المواد الغذائية الرئيسية أثبت صموده أمام أزمة كوفيد-19، حيث أدى لموجة من شراء المواد الغذائية الرئيسية وتخزينها من قبل المستهلك المصرى.

وزاد من حجم هذه الظاهرة أيضاً ارتفاع الطلب خلال شهر رمضان، شهدت الشركات المنتجة للوجبات الخفيفة نقص في حجم الطلب خلال الفترة نفسها، مرجعة ذلك إلى قلة التنقلات وإغلاق المدارس والجامعات والنوادي الرياضية، ناهيك عن عزوف المستهلك عن الوجبات جاهزة التحضير واتجاهه للوجبات الصحية والمعدة منزلياً كإجراء احترازى فى مواجهة تفشي فيروس كورونا.
وترى بركة، أن أداء شركات القطاع الغذائى سيتباين فى عام 2020؛ لافتة إلى أن جهينة قد تحقق أعلى استفادة بدعم من استمرار تحسن التكلفة، مما ينعكس ايجابياً على هوامش ربح شركات الأغذية والمشروبات.
وأوضحت، أن التقييم للشركات على أساس المرونة في الطلب وتوقعات التكلفة والتسعير والربحية والتأثر بتغيرات سعر الصرف، وعلى هذا الأساس، نجد أن جهينة متميزة من حيث الربحية ويرجع ذلك بشكل رئيسى إلى تنوع منتجاتها في قطاعات غير متشبعة وحصة سوقية جيدة.
وعلى الجانب الأخرى، ترى أن “إيديتا” هي الأكثر تأثراً بالمتغيرات، نظراً لتركيزها أساساً على المواد الغذائية السريعة وليست المنتجات الأساسية.

وترجح، أن عبورلاند هي الأفضل في قطاع الأجبان على مستوى الشركات تحت تغطيتها، نظرًا لقوتها كمنتج منتشر في المحافظات، يمكن الوصول إليه في المناطق المحرومة من وفرة منتجات الأجبان، غير مرتبط بشكل كبير بالقنوات الحكومية، إلى جانب تجديد تعبئة الجبن بإضافة ميزة سهولة الفتح، التي ستتميز بها عبور لاند عن الشركات المنافسة.
وأشارت إلى أن إطلاق منتج دومتي الجديد للخبز بمثابة تحول جيد يمكن أن يعوض بعض ضعف مبيعات دومتي ساندويتش، ولكن تعافى السهم يتوقف على زيادة مبيعات الأجبان للشركة.
وحددت بركة، السعر المستهدف لسهم “جهينة” عند 10.06 جنيه، لافتة إلى أن السهم يتميز بسيولة عالية، كما قدرت القيمة العادلة لسهم “إيديتا” عند 14.7 جنيه للسهم.
ورصدت البورصة فى تحليلها نتائج 4 شركات من قطاع الأغذية خلال النصف الأول من العام الجارى، وارتفعت أرباح شركتى “جهينة للصناعات الغذائية” و”عبور لاند للصناعات الغذائية” بواقع 29%، و10% عن النصف المقارن من 2019، وتراجعت أرباح كلاً من “دومتى” و”ايديتا” بواقع %4، و44% لكل منهما على الترتيب.
النشاط المالى غير المصرفى
تباين أداء القطاع المالى غير المصرفي فى ظل الجائحة، حيث حققت 5 شركات نموًا بأرباحها من أصل 13 شركة، فى حين استطاعت شركة واحدة تقليص خسائرها، فضلاً عن شركتين عمقتا خسائرهما، و5 شركات تراجعت بأرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري.
حيث تصدرت “جى بى أوتو” الأكثر نموًا بنسبة نمو 221%، تلتها شركة” أصول” بنمو 143.5%، يليها “فورى” بنمو 135%، فضلاً عن شركتى “بى انفستمنتس” و”ايه تى ليس” بنمو لكل منهما على الترتيب 16.7% و5%.

واستطاعت شركة بلتون المالية تقليص خسائرها خلال الفترة بمعدل 59.5%، فى حيث زادت خسائر كلاً من شركة “النعيم القابضة” 6 مرات، وتحولت برايم القابضة من الربحية إلى خسارة 13.7 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتصدرت “هيرميس” الأكثر تراجعًا بمعدل 39%، يليها كل من شركة “انكوليس للتأجير” و”ثروة كابيتال” بنفس معدل التراجع 31%، فضلاً عن “سى آى كابيتال”، و”أرابيا هولدنج” بمعدل 12.6% و28% على الترتيب.