“ناصر”: أداء “EGX30” يشهد تحسناً واضحاً يدفع لجذب سيولة أكبر
“النمر”: السوق يحاول بناء رحلة صعود جديدة ستحول المزاج البيعى المستمر منذ عامين
شهد عدد من الأسهم فى البورصة المصرية قفزات غير مسبوقة منذ مارس الماضى وتحديداً مع بدء الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كوفيد 19، تركز أغلبها فى الشركات الصغيرة والمتوسطة دفعت القيمة السوقية لبعضها من بعض الملايين إلى أرقام تتجاوز المليار جنيه أحياناً وأخرى تجاوزت مثيله بالدولار، ليصعد معها مؤشر «EGX70» إلى قمة تاريخية بالقرب من مستوى 2000 نقطة، ليطرح تساؤل حول مستقبل تلك الأسهم مع العودة للحياة الطبيعية تدريجياً وكيف ستنتقل السيولة من تلك الشركات إلى الأسهم القيادية فى السوق.
وأرجع متعاملون بالسوق صعود بعض الأسهم لأسباب غير مبررة أو مبالغة فى التفاؤل بنتائجها إثر كورونا لتتخطى مضاعفات ربحيتها على الرغم من نمو أرباحها أعلى مستوى وصل إليه السوق تاريخياً قبل الأزمة المالية العالمية، .
فيما أجمع المتعاملون بالسوق على أن شهية الأفراد للمخاطرة مرتفعة وعمر الاستثمار أقصر من نظرائهم من المؤسسات وهو ما يجعل من تلك الأسهم أكثر تذبذباً وحدية فى ردة الفعل تجاه الأخبار والشائعات ويمثل خطراً أكبر على استثماراتهم مع إعادة توجيه السيولة نحو الأسهم القيادية.
وتراجع مؤشر EGX70 EWI للأسبوع الثانى على التوالى منهياً تعاملات الأسبوع الماضى منخفضاً بنسبة %1.12 عند مستوى 1983 نقطة.
وأوضح صالح ناصر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، أن أسهم مؤشر EGX 70 EWI أصبحت تشهد تذبذبات عنيفة صعوداً وهبوطاً بالفترة الأخيرة، ما يجعل نسب المخاطرة فى الاستثمار بها كبيرة فى الوقت الحالى مقارنة بالأسهم القيادية وذات الوزن النسبى فى المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية التى شهدت تحسناً خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف أن الأسهم القيادية عادة ما يستثمر بها مؤسسات مالية كبيرة محلية وأجنبية، عكس أسهم المضاربات بالإضافة إلى اتجاهه فى الوقت الحالى لتحقيق أداء إيجابى بقيادة سهم البنك التجارى الدولى الذى يختبر مستوى 70 جنيهاً وفى حال اختراقه سيقود السوق لاختراق مستوى 11500 نقطة، ليتحول الاتجاه العام إلى صاعد.
وأشار ناصر، إلى أن أسهم العقارات والإسكان بالتحديد ستشهد أداء أكثر إيجابية فى الفترة المقبلة.
وأكد إيهاب سعيد، العضو المنتدب لشركة أصول لتداول الأوراق المالية، ضرورة الحذر من خطورة أسهم المضاربات فى الوقت الحالى عقب صعودها الكبير وتركز السيولة بها الذى لم يكن سببه واضحاً ومُبرراً، لذلك يجب الخروج منها تدريجياً والنظر إلى الفرص الاستثمارية الموجودة بعدد كبير من الأسهم فى السوق.
“سعيد”: المخاطرة بأسهم المضاربات أصبحت مرتفعة وعلى المتعاملين الخروج تدريجياً
وأوضح أن هناك أسهماً كثيرة لم تعوض خسائرها منذ أزمة كورونا حتى الآن، والبعض الآخر لا يزال سعره متدنياً حتى قبل أزمة الجائحة لذلك على المستثمرين انتقاء هذه الفرص قبل أن تشهد أسهم المضاربات هبوطاً عنيفاً مماثلاً لحدة صعودها فى الفترة الماضية.
فيما ذكرت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، أن هناك فارقاً بين التلاعب بالأسهم والمضاربة، حيث تعد الأخيرة أساس أى سوق للأوراق المالية، أما التلاعب فيهدف لإيجاد عروض وطلبات على الأسهم لإيهام المستثمرين بوجود أخبار إيجابية على السهم ستدفعه للصعود، وهو ما يعاقب عليه القانون.
وأوضحت أن هناك استغلالاً سيئاً لصغار المستثمرين عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى الشراء بعدد كبير من الأسهم التى لا يوجد ما يدفعها للصعود، وبالتى عند هبوط هذه الأسهم يتولد لدى المستثمرين الجدد والصغار منهم انطباع سيئ للاستثمار فى البورصة لذلك يعد هذا الأمر فى غاية الخطورة، وذكرت أن عدم تنفيذ حكم قضائى خاص بسهم شركة أجواء أضر بالمستثمرين.
وبدأت أزمة مساهمى شركة «أجواء» عام 2009، عندما أعلنت الشركة توفيق أوضاع قيدها بالبورصة المصرية عبر قيام مالكها عيسى الجابر ببيع نحو مليون سهم فى السوق الحر بالبورصة.
وفوجئ المساهمون بقيامه ببيع نحو 40 مليون سهم، قبل أن يتراجع السهم إلى مستوى 2 جنيه، وصدر حكم قضائى عن المحكمة الاقتصادية بالقاهرة بإلغاء تجزئة أسهم الشركة، وقضى ببطلان الجمعية العامة غير العادية للشركة المنعقدة بتاريخ 15 نوفمبر 2009، ومجلس إدارتها المنعقد بتاريخ 28 فبراير 2010، وما يترتب على ذلك من آثار، وهو ما أقرته الجمعية العامة غير العادية للشركة منذ نحو عام.
“يعقوب”: نحتاج تعديل قانون سوق المال لإضافة إجراءات أكثر صرامة تجاه المتلاعبين فى الأسهم
وأوضحت «يعقوب»، أن خطورة ذلك الأمر تستدعى تعديلاً سريعاً بقانون سوق المال حماية لأموال صغار المستثمرين من هؤلاء المتلاعبين بإجراءات أكثر صرامة بوضع قائمة سوداء لهم ومنعهم من الدخول مرة أخرى بأى صورة أو تحويلهم لمحاكمات بدلاً من وقف الأكواد فترة وتغريمهم فقط.
وقالت إنه من الملاحظ فى الفترة الأخيرة قيام بعض المستثمرين برفع نسب امتلاكهم من أسهم شركات ذات نسب تداول حر منخفضة، لنسب امتلاك تقارب 5% ثم يفصح عن ذلك وفقاً للقانون ويتخارج بعد فترة قصيرة.
وأكدت «يعقوب»، أن الجهات الرقابية تقوم بدورها مثلما شهدنا وقف مجموعة من الأكواد لوجود شبهة ترعب فى الفترة الماضية، لكن يجب أن يكون القانون أكثر صرامة منعاً لتكرار مثل هذه التلاعبات.
ووجهت المتعاملين بالسوق إلى ضرورة تقليل نسب الشراء الهامشى «المارجن» فى أسهم المضاربات تحديداً والتوجه بالسؤال لذوى الخبة والمختصين قبل اتخاذ قرارات استثمارية، وأوضحت أن مؤشر EGX70 EWI بها فرص استثمارية حقيقية بجانب بعض الأسهم القيادية.
فيما ذكر إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، أنه على المستثمر أن يكون يقظاً دائماً ويتحسب المخاطر التى تتبع دائماً أى صعود حاد، موضحاً أن أغلب الأسهم التى شهد أداؤها قفزات مؤخراً لم يكن بسبب ومبرر واضح سوى دخول سيولة مضاربية فى المقام الأول.
وأكد أن المستثمر دائماً ما يبحث عن النمر المرتبط بالمخاطر، أما المضارب فيبحث عن أكبر عائد فى أقل وقت ممكن.
وأضاف أن هناك أسهماً أخرى بالسوق تتجه لتعويض خسائرها وأخرى تحت القيم الحقيقية لها وتمثل فرص استثمارية حقيقية للمستثمرين، مثل البنك التجارى الدولى وسيدى كرير وحديد عز وأسهم الإسكان.
وتوقع أن ينجح السوق فى بدء رحلة صعود جديدة بقيادة أسهم المؤشر الرئيسى وهو ما سيتبعه تحول للمزاج البيعى للمستثمرين الذى يسيطر على الأداء منذ نحو عامين، خاصة مع تدنى أسعار أغلب الأسهم وزيادة القيم الحقيقية للشركات.
