يعتزم وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي عقد اجتماعا افتراضيا، اليوم الأثنين، للتخطيط لاستعادة العلاقات عبر الأطلسي في حقبة ما بعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فضلا عن رسم أجندة تعاونية تتعلق بالتحديات الاستراتيجية، مثل التصدي للممارسات التجارية الصينية ووباء كوفيد-19، حتى في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد لفرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الأمريكية.
وقال فالديس دومبروفسكيس، مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي: “نريد حل الخلافات القائمة مع الولايات المتحدة سريعا، حتى نتمكن من المضي قدما واستعادة مستوى التعاون عبر الأطلسي”.
وأضاف دومبروفسكيس، في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية: “لدينا أجندة إيجابية للغاية ويمكننا الاستفادة منها مع شركائنا الأمريكيين، خاصة في ظل وجود العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك”.
والجدير بالذكر أن المفوضية الأوروبية تستعد خلال الأسبوع الجاري لاستهداف نحو 4 مليارات دولار من السلع الأمريكية، بما في ذلك الجرارات والفول السوداني ومعدات الصالات الرياضية، من خلال فرض رسوم استيراد إضافية، وذلك كجزء من النزاع المستمر بين الجانبين منذ 16 عاما حول المساعدات الحكومية لشركتي “إيرباص” و “بوينج”.
لكن بروكسل أكدت أنها تأمل في أن تمهد الخطوة الانتقامية الطريق لتسوية الخلاف المستمر منذ فترة طويلة، بعد أن قررت الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية العام الماضي.
وتدرك بروكسل أن بعض الأهداف الأساسية للسياسة التجارية الخاصة بالرئيس المنتخب جو بايدن لن تختلف اختلافا جوهريا عن أهداف ترامب، فقد تعهد بايدن، خلال حملته الانتخابية، بتعزيز التصنيع في الولايات المتحدة وتعزيز القواعد التي تجبر الوكالات الفيدرالية على شراء البضائع الأمريكية وفرض ضرائب إضافية على الشركات التي تتطلع إلى نقل سلاسل الإمداد الخاصة بها إلى الخارج.
ومن المؤكد أن مصادر التوتر ستسمر حتى بعد يوم التنصيب، لذا أقر دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي ضرورة العمل بشكل مكثف لحل نزاع الطائرات، وإمكانية ظهور بؤر توتر محتملة لأسباب عديدة، مثل تصميم فرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على فرض ضرائب أعلى على عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين، لكن هناك أملا قويا داخل الاتحاد الأوروبي بإمكانية تعامل الاتحاد مع الولايات المتحدة كشريك وليس من منطلق التهديد في ظل رئاسة بايدن.