300% ارتفاعاً فى نولون النقل البحرى مع بداية عام 2021
يواجه قطاع النقل البحرى والشحن والتفريغ فى مصر عاماً صعباً، نتيجة تداعيات الموجة الثانية من فيروس كورونا، وانتشار السلالة الجديدة فى كثير من الدول الأوروبية، واضطرار بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات الغلق للمرة الثانية للحد من انتشار الفيروس.
وأكد عاملون فى القطاع الملاحى، استمرار حالة الارتباك التى يشهدها القطاع سواء فى ارتفاع أسعار النوالين عالمياً أو انخفاض معدلات تداول الحاويات، فى ظل عدم وضوح الرؤية تجاه جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى الإجازة السنوية بالصين والتى زادت بدورها من الطلب على تنفيذ الصفقات قبل موعد الإغلاق.
وشهدت تكاليف شحن البضائع لدولة الصين زيادة فى مطلع العام الجارى؛ حيث وصلت نسبة الارتفاع فى أسعار الشحن البحرى حوالى 300%، و70% فى الشحن الجوى.
وأرجعت مصادر سبب الزيادة، إلى ارتفاع الطلب على الشحن البحرى والجوى لدولة الصين فى مطلع العام الحالى، قبل إجازتهم السنوية؛ نتيجة قلة أعداد الحاويات منذ تفشى فيروس كورونا، وغلق الكثير من المصانع فى الصين ودول أوروبا.
قال أشرف شِهات، نائب ثانى شعبة النقل الدولى واللوجستيات بالقاهرة، رئيس مجلس إدارة شركة «ايه بى سى كارجو سيرفيس»، إن أسعار الشحن البحرى شهدت ارتفاعاً كبيراً فى مطلع العام الجارى، بنسبة تُقدر حوالى 300% مقارنة بالعام الماضى.
وأضاف أن سعر شحن الحاوية 40 قدماً من الصين إلى ميناء العين السخنة تراوح ما بين 5 آلاف دولار و6 آلاف دولار بدلاً من ألفى دولار لـ4 آلاف دولار، بينما سجل سعر شحن الحاوية 20 قدماً حوالى 4500 دولار، بعد أن كان يبلغ حوالى 1000 دولار.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الشحن سينتج عنه ارتفاع فى أسعار جميع المنتجات خلال العام الحالى؛ نظراً إلى أن سعر الشحن يُشكل 20% من سعر المنتج النهائى، وقد يصل إلى 30% فى بعض المنتجات وفقاً لنوع المنتج ومدى جودته.
وأشار إلى أن فيروس (كوفيد- 19) أجبر شركات الخطوط الملاحية على تقليل عدد السفن فى ظل تراجع معدل النشاط وانخفاض حجم عمليات شحن البضائع، نتيجة غلق عدد كبير من المصانع فى الصين وبعض الدول الأوروبية، الأمر الذى سبب فى النهاية تكدس الشحنات وارتفاع أسعار النوالين.
وذكر شِهات، أن هناك تكدساً فى الموانئ المحلية، نتيجة تطبيق نظام الشباك الواحد فى الميناء الإسكندرية، بالإضافة إلى تخفيض أعداد العاملين، كإجراء احترازى للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، الأمر الذى أدى إلى تأخر إجراءات تفريغ الحاويات داخل الموانئ وخصوصاً الحاويات المجمعة «LCL»، لافتاً إلى أن معدل وصول الشحنات أصبح يستغرق 12 يوماً، بدلاً من يومين.
وعن أسعار الشحن الجوي، قال حشمت يوسف، عضو شعبة النقل الدولى واللوجستيات بالغرفة التجارية بالقاهرة، رئيس مجلس إدارة شركة «سيفتى ترانس»، إن أسعار الشحن الجوى إلى الصين شهدت ارتفاعاً بصورة ملحوظة خلال العام الجاري، حيث وصل سعر شحن بالحاوية بين 7 و 10 دولارات فى الكيلو الواحد، بدلاً من 3 الى 4 دولارات.
وأضاف، أن الشركات العاملة فى قطاع الشحن والنقل اعتادت على ارتفاع أسعار النوالين بداية كل عام، لكنها اصطدمت فى مطلع العام الجارى بارتفاعات كبيرة جداً خاصة لدولة الصين، لافتاً إلى أن نسبة ارتفاع أسعار الشحن البحرى لدولة الصين خلال العام الجارى تُقدر بحوالى 200%، بينما بلغت نسبة ارتفاع أسعار الشحن الجوى إلى الصين إلى 70%.
وأرجع سبب الارتفاع إلى تداعيات أزمة كورونا وقلة أعداد الحاويات التى يجرى نقلها من وإلى الدول منذ بداية الجائحة، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الشحن البحرى فى مطلع عام 2021 لدولة الصين قبل إجازتهم السنوية، موضحاً أن «بداية العام يعد ذروة الموسم بالنسبة للصين إلا أنها لم تصل بهذا الارتفاع من قبل».
وأشار إلى أن أسعار الشحن للدول الأوروبية شهدت زيادة فى بداية العام الجاري، إلا أنها تعد طفيفة مقارنة بأسعار الشحن للصين، حيث بلغت حوالى 20%، ليبلغ متوسط سعر الشحن الحاوية لدول أوروبا حوالى 1200 يورو بدلاً من 1000 يورو.
وأوضح “حشمت”، أن أسعار البضائع العامة شهدت ارتفاعاً كبيراً فى مطلع العام الجاري، مدفوعاً بارتفاع أسعار النوالين، ليصل حجم الزيادة إلى 100%، لافتاً إلى أن أسعار المواد الخام المستوردة من الصين شهدت زيادة فى بداية العام الجارى إلى 30%.
وعن أسعار المواد الخام، قال أحمد جلال، المدير التنفيذى لشركة «ساكو» للنقل والشحن والتفريغ، إن أسعار المواد الخام شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فى بداية العام 2021، ليصل سعر الحديد 750 دولاراً للطن بدلاً من 450 دولار، وبلغ سعر النحاس 6500 دولار بدلاً من 3500 دولار، وبولى بروبلين وصل سعره إلى 1100 دولار بدلاً من 1700 دولار، بينما سجل سعر ستانليس ستيل 3200 دولار بدلاً من 2500 دولار.
وأضاف، أن ارتفاع أسعار المواد الخام فى مطلع العام الجاري، جاء مدفوعاً بارتفاع أسعار النوالين، حيث تجاوزت نسبة الارتفاع 200%.
وتوقع، أن تشهد أسعار المنتجات المستوردة ارتفاعات كبيرة خلال العام الجاري، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام بالإضافة إلى أسعار الشحن البحرى من الصين، فى ظل اعتماد الأسواق المصرية بشكل رئيسى على البضائع الصينية.
وقال إسماعيل يحيى، رئيس مجلس إدارة شركة القناة للموانئ، إن أسعار النوالين شهدت ارتفاعاً فى بداية العام الجارى بنسبة تصل إلى 250%، ليتراوح سعر شحن الحاوية للصين إلى 8 آلاف دولار لـ11 آلاف دولار فى بعض الخطوط.
وأضاف، أن الموجة الثانية من فيروس كورونا تعد أكثر سوءاً على وضع سوق الملاحى الدولى من الموجة الأولى، فى ظل انتشار السلالة الجديدة من فيروس «كوفيد-19» فى كثير من الدول، ما أجبر عدداً كبيراً من الدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات الغلق للمرة ثانية، بالإضافة إلى حالة الكساد التى يشهدها العالم جراء تداعيات جائحة تفشى فيروس كورونا.
وفى ظل تسارع الدول لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا وتصديره لدول العالم، قال شريف ماهر، رئيس مجلس إدارة شركة «إس إم إس لوجستيك» للنقل والشحن والخدمات اللوجستية، إن شحن ونقل اللقاحات ليس من الأمر السهل، لأنها تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة جداً، وهو ليس متوفراً فى كل أنواع الشحن الدولى، ما يجعله غير مؤثر بشكل كبير على قطاع الشحن فى مصر.
وأوضح، أن جائحة فيروس كورونا ساهمت فى زيادة معدلات التصدير المصرية خاصة فى قطاع الطبى، لافتاً إلى أن إنجلترا وإيطاليا وفرنسا من أبرز الدول التى صدرت لها مصر مستلزمات طبية ومواد تعقيم وتطهير.
وتابع، أن تفشى فيروس كورونا رفع الطلب الدولى على المنتجات الموالح المصرية، نتيجة انخفاض أسعار المنتجات المصرية مقارنة بالدول المنافسة، مما ساهم فى نمو حجم عمليات الصادر خلال الموجة الأولى والثانية من فيروس «كوفيد- 19».
