مهران: الجلود الطبيعية أرخص من الصناعية.. والقدم بـ 12 ـ 25 جنيها
تراجعت أسعار خام وصادرات الجلود بشدة خلال 2020، ولا يزال التراجع مستمرا حتى الآن بسبب “كورونا”، فقد أثرت الجائحة سلبا على حركة التجارة العالمية، خصوصا نشاط الجلود الطبيعية ومصنوعاتها؛ الأمر الذي خلق وفرة من الخام في السوق المحلي، وبالتالي حدث تراجع ملحوظ في الأسعار وصل إلى 50%.
قال عبد الرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، إن صادرات القطاع قبل سنوات من جائحة كورونا كانت تستحوذ على 80% من الإنتاج، مرجعا أسباب ضعف الطلب المحلي على الجلود الطبيعية، لاعتماد المحال التجارية على المنتجات المستوردة بنسب تصل إلى 80%.
أضاف أن السوق استمر على هذا الحال، حتى بدأت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حينما امتنعت الصين عن شراء الجلود الأمريكية، مما خلق وفرة في المعروض بالسوق العالمي، وهو ما أثر سلبا على صادرات الجلود المصرية، حتى وصل سعر الجلود لأدنى مستوى”.
وتابع الجباس: “عندما اجتاحت العالم أزمة كورونا، وتأثرت حركة التجارة العالمية سلبا، وتغيرت الثقافة الاستهلاكية لدى الأفراد نتيجة المتغيرات الاقتصادية التي فرضتها الجائحة، حدث انكماش شديد في الطلب بشكل عام، وانخفضت الصادرات لمستوى 30%، مما خلق أزمة لدى المصنعين”.
وأوضح أن تراجع التصدير أثر سلبا على السيولة لدى المصنعين، إذ إنه بعد دباغة الجلود والانتهاء من مراحلها الإنتاجية، يتراكم الإنتاج في المخازن.
كما أن وجود واردات من المصنوعات الجلدية المهربة بالأسواق، كان له أثر سلبي على المنظومة كلها، إذ عزفت المحال التجارية عن عرض منتجات محلية واكتفت بالمستوردة لارتفاع هامش الربح بها، وبناء عليه لم تستفد الصناعة من وفرة الجلود الخام بأسعار مناسبة في السوق المحلي.

الجباس: الجائحة غيرت الثقافة الاستهلاكية وكدست الإنتاج في المخازن
أشار الجباس، إلى أن أسعار الجلود الطبيعية في حالتها الخام انخفضت للغاية، ولكن تكلفة تهيئتها للاستهلاك الصناعي، مازالت مكلفة بسبب ارتفاع أسعار الكيماويات المستخدمة في عملية الدباغة، كونها مستوردة ومن الصعب تصنيعها محليا نظرا لضعف الطلب في السوق المصري مقارنة بالطلب في دول أخرى منها إيطاليا و الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال محمد مهران، رئيس شعبة أصحاب المدابغ بغرفة القاهرة التجارية، إن الجلود الطبيعية في الوقت الحالي أرخص من الجلود الصناعية، نظرا لتراجع حركة التصدير بشدة خلال عام 2020 تأثرا بجائحة كورونا العالمية.
وأضاف أن المادة الخام اللازمة لصناعة المنتجات الجلدية، مكدسة بالأسواق نظرا لضخ معظم الإنتاج في السوق المحلي بدلا من التصدير، وهي فرصة يجب على المصنعين اغتنامها.
أوضح مهران، أن أسعار الجلود حاليا تتراوح بين 12 ـ 25 جنيها للقدم، مقارنة بـ50 جنيها للقدم قبل جائحة كورونا، مؤكدا أن الجودة واحدة رغم اختلاف السعر.
وقال أحمد فارس، رئيس مجلس إدارة مدبغة الفرسان، إن الجلود المحلية تعاني من تراجع الطلب المحلي وكذلك التصديري، إذ إن عمليات الاستيراد العشوائي للأحذية واستيراد أوجه الأحذية “الفوندي” من الصين، يفوت على الجلود المحلية الاستفادة من حجم الطلب الحقيقي في السوق.
أضاف لـ “البورصة”، أن القطاع يعاني من إغراق السوق بالمنتجات المستوردة ، قائلا: “الفوندي المستورد والكوتشي على وجه التحديد، يسحبان البساط من المدابغ لتوريد الجلود للسوق”.
أوضح فارس، أن السوق المحلي بمثابة المتنفس الوحيد حاليا للقطاع، وهو أيضا شبه متوقف في ظل غزو المنتج المستورد للسوق على حساب الصناعة المحلية.
ولفت إلى أن الجلود الصناعية تدخل حاليا بجمارك أقل، لأنها تندرج تحت بند “مدخلات إنتاج”. وفي المقابل توجد جلود طبيعية محلية بأسعار متدنية أصبحت متقاربة مع الصناعية.
وتابع: ” يوجد تراجع في الطلب المحلي، وكذلك صعوبة في تحصيل المستحقات، كما أن الاتجاه حاليا نحو الاعتماد على البيع بالآجل بشكل أكبر ، يتسبب في عجز السيولة لدى المدابغ”.