أبو السعود: المشروعات القومية أنقذت نصف مصانع البويات من الإغلاق
ريحان: تراجع الطلب المحلى دفع الشركة إلى التصدير
بحيرى: الشركات تثبت أسعارها تجنباً لفقد جزء من حصتها السوقية
تسببت القفزات السعرية فى أسعار خامات البويات على مدار الأشهر الماضية، فى زيادة تكلفة التصنيع بنسبة تجاوزت الـ %20 لكن مازالت الشركات الكبيرة لم ترفع أسعارها بالتزامن مع دخول شركة جديدة للسوق، وتخوفاتها من فقدان حصصها ..الأمر الذى ألحق الضرر بالشركات الصغيرة التى لا تستطيع تحمل فارق السعر.
قال عزت بحيرى، رئيس مجلس إدارة شركة برفيكت، إن المصانع الصغيرة تتكبد خسائر فادحة خلال الفترة الحالية، فى ظل قفزات أسعار المواد الخام وارتفاع تكلفة التصنيع فى مقابل استقرار أسعار المنتجات النهائية وعدم استجابة الشركات الكبرى لتلك الزيادات.
أضاف أن وجود شركة جديدة فى السوق باستثمارات ضخمة تسعى لاقتناص شريحة من السوق بأسعارها المنخفضة، جعل الشركات الكبرى العاملة فى السوق تثبت أسعارها، تخوفًا من سحب البساط من تحتها وخسارة جزء من وجودها فى السوق.
وأوضح أن الارتفاع المستمر فى التكلفة فى مقابل استقرار سعر المنتج النهائى تسبب فى تآكل هامش ربح الشركات الصغيرة، وأصبحت غير قادرة على مواصلة نشاطها.
كشف بحيرى، أن الشركة الجديدة التى دخلت السوق العام الماضى، وظهر أول إنتاج لها منذ عدة أشهر، تشن حربا على الشركات من خلال استقطاب الكوادر من الشركات المحلية وتثبيتها الأسعار رغم قفزات أسعار الخامات.
وتابع: إذا ارتفع سعر المنتج فى السوق خلال الفترة المقبلة، فذلك سيساعد الشركات على التحرر من الخسائر التى تتعرض لها فى ظل استقرار الأسعار فى مواجهة ارتفاع الخاماتب.
وأشار إلى وجود مصانع صغيرة كثيرة توقفت عن الإنتاج فى الوقت الحالى، وتقدر نسبتها فى السوق بنحو %40، وتترقب وضوح الرؤية فى السوق بدلًا من تحملها خسائر جديدة.
قال بحيرى، إن الشركة ستناقش فى اجتماع مجلس الإدارة المقبل مدى قدرتها على الاستمرار فى العمل بالدهانات الإنشائية التى تمثل %50 من حجم إنتاج الشركة وما إذا كانت ستكثف نشاطها فى مركزات الألوان والدهانات الديكورية اللذان يشهد استقرارًا فى أسعار الخامات.
وأشار إلى ارتفاع أسعار مواد التعبئة من البلاستيك، إذ قفز سعر العبوة الفارغة من البلاستيك من 23 جنيها إلى 30 جنيها، وارتفع سعر الأكياس البلاستيكة من 24 إلى 43 جنيها للكيلو، والغراء من 14 جنيها إلى 31 جنيها.
أشار إلى أن العبوة البلاستيك الفارغة تمثل %20 من تكلفة التصنيع للدهانات الشعبية.
أما سعر ثانى أوكسيد التيتانيوم فقفز من 45 ألف جنيه إلى 65 ألفا، ويتم استيراده معظمه من الصين وأمريكا والسعودية، كما ارتفعت بعض الأصناف عالية الجودة منه إلى 85 ألف جنيه.
كما صعد سعر الغراء الذى يستورد من تركيا وأمريكا وألمانيا من 17.5 ألف جنيه إلى 31 ألف جنيه للطن.
ولفت إلى أن الشركة ترغب فى المشاركة فى التوريد لمشروع تطوير الريف لزيادة مبيعاتها خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية فى الوقت الحالى.
وقال المهندس حمودة أبو السعود، رئيس مجلس إدارة شركة المصرية للمعاجين ومركزات الألوان، إن المشروعات القومية هى التى أنقذت القطاع من حالة الركود التى يعانى منها السوق فى الفترة الأخيرة.
وتابع :بلولا طلب المشروعات القومية فى الفترة الأخيرة وخاصة فى عام الوباء لكانت %50 من المصانع توقفت ولحقت بها خسائر فادحة.
أشار أبو السعود، إلى أن القوة الشرائية للمستهلك انخفضت مع تفشى الفيروس. كما انكمش حجم الطلب من قبل الأفراد، ولجأت المصانع إلى تصنيع منتجها مستهدفة المشروعات القومية، كما استفادت المصانع من مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة من البنك المركزى بالفائدة المخفضة فى التوسع وزيادة طاقاتها الإنتاجية للتوريد للمشروعات الكبرى.
وتوقع انتعاش وارتفاع الطلب على الدهانات والبويات خلال الفترة المقبلة بمختلف أنواعها، إذ ستحفز مبادرة تطوير الريف والتمويل العقارى لوحدات محدودى ومتوسطي الدخل الشركات نحو التوسع وضخ استثمارات جديدةب.
وأضاف : انستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة واستغلال الطاقات المعطلة، كما نستهدف زيادة خطوط الإنتاج، ونخطط لإنشاء مصنع جديدب.
لفت أبو السعود، إلى أن الشركة تسعى لإنشاء مصنع للدهانات الصناعية، إذ تقدمت بطلب لجهاز مدينة 6 أكتوبر للحصول على مساحة 10 آلاف متر.. لكن مازالت الشركة تواجه صعوبة فى الحصول عليهاب.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف رفع إنتاجها بنسبة تتراوح بين 30 و40% خلال الفترة المقبلة، مع زيادة الطلب من مشروع تطوير الريف، واستغلال الطاقة المعطلة حاليًا.
وقال يوسف سلامة، رئيس مجلس إدارة شركة كلوراما للبويات، إن معظم الخامات شهدت ارتفاعات سعرية خلال الفترة الأخيرة فى الدهانات الإنشائية والصناعية منذ بداية العام الحالى.
أضاف أن متوسط زيادة أسعار الخامات وصل إلى %20، وارتفع معها السعر النهائى للمنتج. لكن عملاء الشركة لم يتقبلوا هذه الزيادة، وتواجه الشركة صعوبة حاليًا فى بيع منتجاتها.
من جانبها قالت جنان ريحان، رئيس مجلس إدارة شركة ريحان، المنتجة لكربونات الكالسيوم التى تدخل فى صناعة البويات، إن تراجع القدرة الشرائية للمستهلك تسبب فى انكماش حجم الطلب المحلى على منتجات الشركة خلال الفترة الأخيرة مما جعلها تتجه أكثر إلى التصدير.
وأشارت إلى أن قرار وقف تراخيص البناء كان له تأثير على خفض الطلب وتراجع أعمال التشطيبات، مضيفة أن السوق بحاجة إلى شهرين على الأقل لكى يتحسن ويعود للمعدل الطبيعى، كما تنتظر الشركات وتترقب نتائج إيجابية لمبادرات تطوير الريف ومبادرة البنك المركزى للتمويل العقارى لوحدات محدودى ومتوسطى الدخل.