مسح لـ”بنوك وتمويل” يظهر نمو أرباح 11 بنكاً وارتفاع صافى الدخل من العائد لدى 12
وتيرة تكوين المخصصات تنخفض لدى «أبوظبى الإسلامى مصر» و«التجارى الدولى» و«التعمير والإسكان»
8 بنوك ترتفع بصافى الدخل من الأتعاب والعمولات.. و12 بنكاً ترتفع بصافى دخل المتاجرة
6 بنوك تسيطر على المصاريف الإدارية وضرائب الدخل
تحسنت أرباح البنوك، فى الربع الأول من العام الثانى، بعد سنة من الأداء الحذر تأثرت خلالها الأرباح بزيادة المخصصات المجنبة والسياسات التحوطية التى فرضها انتشار الجائحة.
ونمت أرباح 11 من بين 20 بنكاً أجرى “بنوك وتمويل” مسحاً على قوائمها المالية خلال الربع الأول من العام الحالى، مقارنة بنتائج الربع الأول من 2020 الذى كانت الجائحة بدأت فيه لتوها بإلقاء ظلالها على القطاع المصرى.
ووفق المسح الذى شمل أبرز بنود الإيرادات والمصروفات، ارتفع صافى الدخل من العائد لدى 12 بنكاً، بمعدلات ما بين 3% و32%، وتصدر بنك فيصل الإسلامى قائمة البنوك الأكثر نمواً بصافى إيراداتها من العوائد بدعم من توسعه فى الاستثمار فى أذون وسندات الخزانة خلال العام الماضى والربع الأول من العام الحالى.
وسيطر التراجع على صافى الدخل من الأتعاب والعمولات لتنخفض لدى 12 بنكاً، وترتفع لدى 8 فقط بمعدلات ما بين 2% و12%، باستشناء بنك أبوظبى التجارى الذى قفزت عمولاته بمعدل 40% لتصبح 60 مليون جنيه مقابل 43.3 مليون.
ونما صافى دخل المتاجرة لدى 12 بنكاً، لكن التفاوت بين معدلات النمو كان لافتاً، فالتجارى الدولى تحول من صافى خسائر فى المتاجرة قدرها 5 ملايين جنيه إلى صافى إيراد 112 مليوناً، ونما لدى بلوم-مصر 141% ليصل إلى 7 ملايين جنيه مقابل 3.06 مليون، وارتفع لدى فيصل ليصل إلى صافى إيراد 13 مليون جنيه مقابل صافى خسائر 55 مليون جنيه.
وعلى صعيد المصروفات، نمت ضرائب الدخل لدى 13 بنكاً بمعدلات متفاوتة ما بين 0.59% و220.6%، وكانت الزيادة الأكبر لدى بنك فيصل الإسلامى إذ وصلت مصروفات الضرائب لديه إلى 403 ملايين جنيه مقابل 126 مليوناً خلال الفترة نفسها من 2020.
فيما تراجعت المصاريف الإدارية لدى 7 من بين 19 بنكاً أفصحت، وزادت لدى 12 بنكاً بمعدلات تراوحت ما بين 2% و44%، ويعد بنك المصرى الخليجى الأكثر سيطرة على مصاريفه الإدارية إذ تراجعت 7% لتصل إلى 327.5 مليون جنيه، فيما جاءت أكبر زيادة فى مصاريف التشغيل لدى بنك أبوظبى التجارى بمعدل 44% لتصل إلى 178 مليون جنيه، مدفوعة بـارتفاع تكلفة الأجور والضرائب والرسوم واصلاح وصيانة الحاسب الآلى.
وواصلت البنوك التحوط ضد تداعيات كورونا على محافظ الائتمان، واحتفظ 16 بنكاً بمخصصات أكثر من المحتفظ بها خلال الربع نفسه من 2020، ونما عبء المخصصات بمعدلات وصلت إلى قرب 10 أضعاف فى بنك الأهلى المتحد بعدما جنب 22 مليون جنيه مقابل تحرير 2.5 مليون فى الربع الأول من 2020.
ولا يعكس ذلك حجم نمو المخاطر بشكل كامل، فعدد قليل من البنوك فقط هى التى تحوطت بتكوين مخصصات كبيرة خلال الربع الأول من 2020 إذ لم تكن الجائحة قد اشتدت بشكل كبير سوى فى منتصف مارس.
الأرباح الأسرع نمواً
تصدر مصرف أبوظبى الإسلامى- مصر قائمة البنوك الأسرع نمواً بأرباحها خلال الربع الأول من 2021، بمعدل 40% لتصل إلى 318.4 مليون جنيه مقابل 228 مليوناً.
وتقاسم بنكا الشركة المصرفية العربية SAIB بعدما وصلت أرباحه إلى 82 مليون جنيه مقابل 64 مليوناً وأبوظبى التجارى- مصر الذى سجلت أرباحه 170 مليون جنيه مقابل 133 مليوناً المركز الثانى بمعدل نمو 28%.
وفى المركز الثالث، حلَّ بنك التجارى الدولى بمعدل 20% يليه محققاً 2.9 مليار جنيه أرباحاً مقابل 2.4 مليار، وتقاسمه معه بنك القاهرة بمعدل النمو نفسه بعدما وصلت أرباحه إلى مليار جنيه مقابل 837 مليون جنيه الربع نفسه من العام الماضى.
قال محمد علي، الرئيس التنفيذى لمصرف أبوظبى الإسلامى- مصر، إن هامش العوائد بدأ التحسن منذ الربع الرابع من 2020 وزاد أكثر خلال الربع الأول من 2021، وتوقع تحسناً أكبر خلال الربع الثانى من العام الحالى.
أوضح أن معدلات النمو القوية لبنود الميزانية، وامتلاك المصرف نسباً مرتفعة لتوظيف التمويلات إلى الودائع، والتى يسعى لزيادتها دائماً، أضفت استدامة على الأداء وانعكس أثرها خلال الربع الأول من العام فى نمو هامش العائد والدخل من العمولات.
تابع: “سياسة المصرف التى بدأها منذ 2018 هى التحوط فى تكوين المخصصات حتى للأرصدة القديمة والشركات التابعة، والتى راعت مخاطر الأزمات الاقتصادية والمخاطر المستقبلية بصفة عامة، بجانب التحوط بشكل أكبر وتجنيب مخصصات فى الربع الأول من 2020، وانتظام العديد من الحسابات التى تم تكوين مخصصات لها فى السداد، وهى عوامل ساهمت فى خفض وتيرة الاحتفاظ بالمخصصات خلال الربع الأول من العام الحالى وساعدت على نمو الأرباح”.
أضاف: “وارد أن نتخذ قراراً بتحرير مخصصات للحسابات التى ثبت انتظامها، لكن سياساتنا فى التحرير متحفظة، واعتقد أن ذلك قد يكون مطروحاً أكثر العام المقبل”.
وقال طارق فايد، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذى لبنك القاهرة، إنَّ معدلات النمو المتواصلة لنتائج أعمال البنك تأتى مدعومة بخطط واستراتيجيات التوسع الطموحة التى ينتهجها البنك منذ بداية عام 2018 وخاصة فى مجال التحول الرقمى ونشر ثقافة الدفع الإلكترونى.
وأوضح “فايد”، أن المؤشرات المالية للبنك أظهرت الإبقاء على قاعدة رأسمالية قوية، حيث بلغ معدل معيار كفاية رأس المال 15.70%، وحقق البنك عائداً على متوسط حقوق الملكية بمعدل 23.3%، وعائد على متوسط الأصول 1.9% بنهاية مارس 2021، حيث بلغ إجمالى الأصول 211 مليار جنيه مقارنة بـ205 مليارات جنيه بنهاية عام 2020 بنسبة نمو بلغت 3%.
وقالت إدارة البنك التجارى الدولى تعليقاً على نتائج الأعمال: “إن البنك بدأ العام الحالى بإشارة إيجابية عقب عام ملىء بالتحديات الاستثنائية وعدم اليقين، محققاً أرباحاً 2.9 مليار جنيه بنمو 20%، حيث إن الإدارة الحكيمة للمخاطر والتغطية الملائمة لها خلال 2020 وما قبلها مهدت الطريق لعودة معدلات تكوين المخصصات إلى معدلاتها الطبيعية، بجانب بدء زوال الغموض عن ديناميكيات الاقتصاد الكلى والملاءة المالية للعملاء تدريجياً، وبالتالى جاءت المخصصات أقل النصف خلال الربع الأول من العام الحالى مقارنة بالفترة نفسها من 2020، عند 800 مليون جنيه لكل من المحفظة المباشرة والالتزامات العرضية، وذلك دون الإخلال بمركز التجارى الدولى الريادى فى السوق من حيث التحوط للمخاطر المحتملة إذ تمثل المخصصات وتشمل احتياطى مخاطر المعيار التاسع 13% من القروض، وذلك مع الحفاظ على كفاية رأس المال مرتفعة عند 31.5%”.
وقالت الإدارة، إنَّ الربع الماضى شهد نمواً صحياً لميزانية البنك على صعيد العملة المحلية على وجه الخصوص، وتماشت مع جهود الإدارة فى النمو بقاعدة التمويل مع السيطرة على تكلفة الأموال، وذلك بجانب جهود إدارة الخزانة للتغلب على تقلب أسعار الفائدة والموازنة بين الربحية والسيولة ما ساهم فى النمو بالإيرادات رغم انخفاض الفوائد وبالتبعية الضغوط على هوامش الفائدة.