قطاع الأثاث يراهن على دمياط ويرحب بعودة «نجع حمادى للفيبر بورد»
«الجحر»: الشعبة قدمت دراسة فنية شاملة بجانب إنشاء غابات شجرية
«العراقى»: استيراد الخامات من أفريقيا يضمن تشغيل مصانع جديدة ويخفض الأسعار
ثمة رهان على «مدينة دمياط للأثاث»، لتلبية احتياجات السوق من الصناعات المغذية، ومدخلات الإنتاج، وجذب استثمارات محلية، وشراكات أجنبية لقطاع الأثاث، فضلاً عن عودة شركة نجع حمادى للفيبر بورد وأخشاب MDF، للعمل مجدداً، بعد توقف استمر لمدة 3 سنوات.
قال سلامة الجحر، رئيس شعبة تجار ومنتجى الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط، إنَّ قطاع الأثاث يسعى لتوطين الصناعات الوسيطة والمغذية محلياً، بدلاً من الاعتماد على الجزء الأكبر من الاستيراد.
ولفت إلى أن القطاع يعوّل على مدينة دمياط للأثاث، آملاً أن يضم الجزء المخصص للمصانع استثمارات فى الصناعات المغذية؛ لتلبية احتياجات السوق المحلى، وخفض تكلفة التصنيع.
أضاف أن الشعبة تقدمت بالفعل بدراسة فنية شاملة بجميع التحديات التى تواجه قطاع الأثاث، بما فيها حدوث نقص فى بعض الأوقات فى الخامات المستوردة أو الاعتماد على الصناعات المغذية المستوردة.
وأوضح «الجحر»، أنه يتم الاعتماد على استيراد غالبية المنتجات المعدنية (الإكسسوارات) من دول الصين وإيطاليا وتركيا، بجانب استيراد بعض الخامات التى تدخل فى عملية التنجيد وصناعة الإسفنج، بالإضافة إلى الاعتماد على الأخشاب المستوردة.
وأكد أن توجه الدولة نحو توطين الصناعات الوسيطة، سيحقق ميزة توافرها، ويضمن توجيه الاستثمارات إليها خلال الفترة المقبلة، وجذب شركاء أجانب لنقل هذه التكنولوجيا للسوق المحلى.
ولفت إلى إمكانية التوجه نحو زراعة الأشجار من خلال غابات شجرية تعتمد على الرى بمياه الصرف الصحى بعد معالجتها، أو الصرف الصناعى.
وبعض أصناف الأشجار المقترح زراعتها فى مصر ستستخدم قشورها فى صناعة «الأبلاكاج» وبعض أنواع الأثاث أو خلطها فى صناعة بعض خامات الـ(MDF)، لكن لا يتم الاعتماد عليها بشكل مباشر فى صناعة الأثاث.
وأشار «الجحر»، إلى إمكانية تحول بعض المستورين نحو التصنيع المحلى للاستفادة من قوة الطلب، بالإضافة إلى الاستفادة من العلاقات القوية التى تربطهم بالشركات الأجنبية لجذبها للتصنيع المحلى، وفتح نافذة أمامها للتصدير لباقى الدول المجاورة.
واقترح عبدالحليم العراقى، نائب رئيس غرفة صناعة الأخشاب والأثاث، إنشاء مصنعين لإنتاج «الفيبر بورد» بجانب مصنع نجع حمادى؛ نظراً إلى احتياج القطاع كميات ضخمة جداً منه، وتوفيرها محلياً سيوفر عملة ووقتاً ووجهداً، ويضمن سرعة تلبية احتياجات المصانع المصرية.
وعاد مصنع شركة نجع حمادى للفيبر بورد للعمل من جديد للإنتاج فى 22 مايو الماضى، بعد توقف استمر 3 سنوات، لتستفيد الشركة من تراجع الاستيراد فى ظل بطء حركة الشحن الدولى منذ تفشى فيروس كورونا، وزيادة الطلب المحلى على المنتج.
واعتبر «العراقى»، إعادة تشغيل مصنع نجع حمادى خطوة مهمة جداً للقطاع، إذ كان يوفر العملة الصعبة للمصانع، ويسهم فى توفير جزء لا بأس به من احتياجاتها، خصوصاً أنه يطرح ألواحاً بمقاسات كبيرة تقلل من الهدر.
ووضعت الشركة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، خطة لعودة العمل مع تعيين مجلس إدارة جديد فى أكتوبر الماضى، وجدولت مديونياتها، وأنتجت الشركة، خلال الفترة من مايو إلى أغسطس، نحو 14 ألف متر، وستعرض نحو 10 آلاف متر مكعب للبيع خلال الأسبوع الجارى.
واقترح «العراقى»، استيراد الخامات من أفريقيا، وتحويلها لأبلكاج أو فيبر بورد، بجانب مختلف المستلزمات اللازمة لصناعة الأثاث، وستكون لتلك الخطوة منافع عدة، أبرزها تشغيل مصانع جديدة تستفيد منها أعداد البطالة، وتخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج، وتعميق العلاقات التجارية بين مصر والدول الأفريقية.
أضاف أن واردات القطاع من مستلزمات الإنتاج كثيرة جداً، مثل الموصلات والإكسسوارات وبعض أنواع الدهانات والغراء والأخشاب. وتصنيع هذه المستلزمات أمر سهل وغير معقد، والتجربة التركية فيها مثال حى على ذلك. فمنذ 20 عاماً لم يكن لتركيا باع فى صناعة الأثاث برمته.. والآن أصبحت من أكبر مُصدرى الأثاث فى منطقة الشرق الأوسط، ولديها أكبر نسبة مكون محلى.
وتابع: «أصبحت تركيا الآن أحد أهم مصدرى مستلزمات صناعة الأثاث لمصر، وليس المنتج النهائى فقط، المسألة تحتاج إرادة حقيقية، وخطوات تنفيذية عاجلة».
وأشار إلى أن الاهتمام بقطاع الأثاث له أبعاد اجتماعية إلى جانب الاقتصادية، إذ إنه قطاع كثيف العمالة قادر على تشغيل الآلاف.
وتطرق إلى أهمية العمل فى خطوط متوازية بشأن تطوير مختلف القطاعات الصناعية، وعدم الانشغال بقطاع على حساب إهمال الباقى، إذ تتميز بعض القطاعات بكونها ذات ربحية عالية أو فاتورة وارداتها مرتفعة ويجب تحجيمها أو أنها كثيفة العمالة.. ولكل قطاع مميزاته، لذلك الاهتمام بالجميع ضرورة بالغة.
من جانبه، قال إسلام البهيدى، عضو شعبة الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط، إنَّ فكرة تعميق التصنيع المحلى يجب أن تشمل تصنيع الآلات والمعدات التى تحتاجها فى الصناعات المغذية للأثاث من الإكسسوار والمقابض وغيرهما.
أوضح أنه رغم وجود شركات مصرية تصنع الإكسسوار وتقوم بتصديره لألمانيا، لكن ما زال أمام هذا القطاع شوط كبير للوصول لنسبة مُرضية، مؤكداً أهمية إعداد تصور شامل لآليات التغلب على جميع المعوقات على أن تكون البداية بالتسويق القوى والفعَّال للمنتجات، وبعدها ستتمكن من حل جميع المشاكل تدريجياً سواء كان فى نقص مدخلات الإنتاج أو الآلات المستخدمة فى التصنيع. وتابع: «يوجد فى مدينة دمياط نحو 22 ألف ورشة، منها 5 آلاف ورشة فقط لديها عضوية فى غرفة صناعة منتجات الأخشاب والأثاث. ووجود هذا العدد الضخم (17 ألف ورشة) خارج المنظومة الرسمية يبعدها عن التطوير وعن الدخول فى استثمارات للصناعات المغذية».
وطالب «البهيدى»، الحكومة بالسعى لكسب ثقتهم وأن تتعرف عليهم وعلى مشكلاتهم ليتمكن القطاع من الوصول إلى نسب مُرضية من تعميق التصنيع المحلى، بجانب الاهتمام بتوفير احتياجاتهم من مستلزمات الإنتاج».