تراجعت أسعار النفط ما يتجاوز 3 دولارات فى تعاملات اليوم الاثنين، وسط تزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب على الوقود فى الصين، بعد أن أطلق مركزها المالى فى شنغهاى، عمليات الإغلاق المقرر تنفيذها على مرحلتين لاحتواء التصاعد الكبير فى حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وبدأ السوق أسبوعًا جديداً يشهد حالة من الضبابية، حيث أثر الصراع المتواصل بين أوكرانيا وروسيا، ثانى أكبر مصدر للنفط الخام فى العالم، بالإضافة إلى عمليات الإغلاق الموسعة المرتبطة بفيروس كورونا فى الصين، التى تعتبر المستورد الأكبر للنفط فى العالم، على أسواق النفط.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 116.00 دولارًا للبرميل، لتنخفض 3.09 دولار، ما يعادل 2.6%، وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى أدنى مستوى لها عند 109.30 دولار للبرميل، وانخفضت 3.28 دولار، ما يعادل 2.9% لتصل إلى 110.62 دولار.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بنسبة 1.4% يوم الجمعة، ليحققا مكاسبهما الأسبوعية الأولى فى ثلاثة أسابيع، حيث ارتفع خام برنت ما يتجاوز 11.5%، فى حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 8.8%.
وقال كازوهيكو سايتو، كبير المحللين لدى شركة فوجيتومى للأوراق المالية: “أدت تدابير الإغلاق فى شنغهاى إلى عمليات بيع جديدة من قبل المستثمرين المحبطين، حيث كانت هناك توقعات بتجنب مثل هذا الإغلاق”.
وأطلق المركز المالى فى شنغهاى، اليوم الاثنين، إجراءات إغلاق مخططً لتنفيذها على مرحلتين للمدينة التى يبلغ عدد سكانها 26 مليون شخص، ما أدى إلى إغلاق الجسور والأنفاق، وتقييد حركة المرور على الطرق السريعة، وسط مسارعة الحكومة لاحتواء حالات الإصابة المحلية المتزايدة بفيروس كورونا.
وقال سايتو إن الاستجابة المتفائلة على الهجوم الصاروخى الذى شنه الحوثيون اليمنيون على منشأة توزيع نفط سعودية انتهى يوم الجمعة، لكنه توقع أن يتحول سوق النفط إلى الاتجاه الصعودى عندما تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها، يوم الخميس المقبل، حيث انخفضت التوقعات بشأن قيام “أوبك” بزيادة إنتاج النفط بوتيرة أسرع مما كانت عليه فى الأشهر الأخيرة الماضية.
وتباينت تقديرات المحللين لمدى شدة تأثر صادرات النفط الروسية بالعقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على موسكو بعد الغزو الروسى لأوكرانيا.
كما يعتقد البعض أن ما يتراوح بين مليون إلى 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الروسى قد لا تصل إلى السوق.
وقال مصدر إن الولايات المتحدة تدرس، للمساعدة فى تخفيف تقلص الإمدادات، إطلاقًا جديداً للنفط من الاحتياطى البترولى الاستراتيجى قد يتجاوز 30 مليون برميل فى وقت لاحق من الشهر الجارى.
كما أضافت الشركات الأمريكية حفارات النفط للشهر التاسع عشر على التوالى، ولكن بوتيرة أبطأ منذ عام 2020، رغم دعوة الحكومة للمنتجين لتعزيز الإنتاج.