حسين عبدربه يكتب: فى الأزمات.. هناك فرص للنهوض


رب ضارة نافعة.. هذا ما يمكن قوله تعبيرًا عن مجهودات الحكومة فى سعيها لتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد تأثرًا بالحرب الروسية الأوكرانية وعوامل داخلية أخرى، ولكن من الواضح تواجد الإدراك العام هذه المرة بأن علاج هذه الأزمة لن يكون بمسكنات ولكن بعلاج صحيح وسياسات حقيقية تتعامل مع أسباب هذه الأزمة التى دائمًا ما تتعرض لها لهشاشة عظام وضعف مناعة الاقتصاد.. وذلك بالسعى لاتخاذ إجراءات محفزة للقطاع الخاص وللاستثمار للعمل دون عوائق وتعميق التصنيع المحلى للحد من الواردات بما يقلل من فاتورة الاستيراد والاستيراد من انخفاض قيمة العملة المحلية لزيادة قيمة الصادرات.. والتوسع فى زراعة القمح وفول الصويا والذرة الصيفى من خلال تشجيع المزارعين على زراعة هذه المحاصيل حتى ولو دعمتهم الحكومة لفترة لتضمن توافر القمح أو تقليل استيراده وكذلك ضمان خامات صناعة الزيوت والأعلاف بما يخفض من تكلفة الإنتاجين الداجنى والحيوانى.

ومن هنا تبدو فى الأفق فرص للنهوض تتولد من رحم الأزمات فإذا ما أحسن صانع السياسات إدراك هذه الفرص ووضع سياسات محفزة للنهوض بالاقتصاد الحقيقى من خلال إصلاحات هيكلية مسيرة لإقامة مشروعات جديدة فى صناعات بديلة للمستورد ومولدة لفرص عمل حقيقية فإنه بذلك يزيد من قوت الاقتصاد وقدرته على مواجهة أى أزمات، وأعتقد أن الوقت الحالى هو الأفضل والمناسب لاتخاذ قرارات ووضع سياسات تنهض بالاقتصاد فالاقتراض لن ينفع لأنه عبء على الجميع ودوامة أيضًا ليس مضمونًا لأنه من يقرضك يريد أن يستغل فى أن تظل تابعًا له وهذه أمور لم تعد مقبولة.. خاصة وهناك نظام عالمى قديم تبدد ملامحه ونظام عالمى جديد تتشكل ملامحه وما بين النظامين كانت النتيجة أن الأقوى هو الذى يستطيع مواجهة الأزمات وتحمل آثارها.. وأن من لم يملك قوته لن يملك قراره وسيكون مرغمًا على أن يظل تابعًا لهذا ولذاك.. ونحن والحمد لله قد استطعنا تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى أعقاب نهاية حكم الإخوان واستطعنا تدمير الإرهاب وتقويض عملياته وجاء الوقت لإدارة الملف الاقتصادى إدارة جيدة تحقق نمواً حقيقياً يتجاوز معدلات الزيادة السكانية لنشعر به ويولد فرص عمل حقيقية تستوعب مئات الآلاف التى تدخل سوق العمل سنويًا.. وأصبح لدينا بنية تحتية عظيمة يجب أن نستفيد منها فى إقامة مدن ومناطق صناعية واقتصادية من خلال شبكة الطرق والموانئ المنتشرة فى ربوع البلاد.. نريد أن نرى على جوانب الطرق اللون الأخضر والقلاع الصناعية.. فما أهمية كل هذه الطرق إذا لم يتولد عنها تنمية حقيقية؟.. ويجب أن نستغل ما قاله رئيس الجمهورية فى أفكار الأسرة المصرية بفتح صفحة جديدة وتجاوز ما مضى من سياسات كانت تفرضها ظروف معينة.

اقرأ أيضا: تفاؤل “مستثمرى المشروعات الصغيرة” بتوجيهات تسهيل الاستيراد 

الآن علينا أن نبدأ إصلاح حقيقى سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا أى فى كل المجالات.. فإذا كنا استطعنا أن نسترد البلاد من قبضة الإخوان وإرهابهم فالآن علينا أن نعيد لها هيبتها وقوتها كما كانت قوة إقليمية فى المنطقة وزعيمة للعالم العربى.. وإتمنى أن تدرك أجهزة ومؤسسات الدولة رسالة السيد الرئيس ولا نجد منهم من يحاول أن يصنع لنفسه مركز قوى بحجة حماية الأمن القومى أو ما يشابه ذلك.. حماية الأمن القومى يأتى من إقامة دولة قوية اقتصاديًا وسياسيًا تحترم مواطنيها وتعمل لصالحهم لا لصالح النظام الحاكم.. الأولوية الآن للنهوض بالبلاد وتحقيق الثقة للمواطن أن هناك من يعمل من أجل رفع مستوى معيشة ورفع الأعباء عنه إذا ما تحقق ذلك تحقق الأمن القومى للبلاد واستطعنا تجاوز الأزمات وتحملها.

فإذا ما استطعنا أن نحقق كل ما سبق فإننا بالفعل نستطيع القول بأننا على الطريق الصحيح لبناء دولة قوية التى يحلم بها ويتطلع إليها فكر الرئيس عبدالفتاح السيسى.. والعاقل من يدرك أن فى الأزمات هناك فرص للنهوض أو كما يقول المثل الشعبى «الأزمة اللى ماتموتش تقوى».

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

https://alborsanews.com/2022/05/12/1538953